سيدى الرئيس.. Can you speak English
"لا تحلموا بعالم سعيد.. فخلف كل قيصر يموت يولد قيصر جديد".. أكاد أن أكون شبه متيقن سيادة الرئيس أن البيت الشعرى السابق لم يمر أمامك يوما، لا لقلة علم منك سيادتك، لا سمح الله، ولكن لأنها طبائع الأمور، وبعيدا عن "يقينى" وثقافة سيادتك، يجب أن نوضح أن القيصر هذه المرة لم يكن مقصودا به الساكن في القصر الجمهوري، لكن التجربة أثبتت أن بلادنا بجانب أنها "أم الدنيا، وهاتبقي أد الدنيا" تمتلئ حتى حافة الامتلاء بـ"مئات القياصرة".. الذين تجرى في عروقهم الدماء الملكية، ويحرمون على من هو ليس من نسلهم الدخول، مجرد الدخول بدافع الفضول.
سيادة الرئيس:
نأتى للسؤال الأهم "can you speak English".. وقبل أن تأخذك العزة بالإثم دعنا نبدأ الحكاية من أولها.. طفلة ما تزال تسير بخطى ثابتة في عامها الرابع.. تنطق حروف كلماتها بلغة عربية سليمة 100%، من الممكن أن تتوقف أمام حرف "الراء"، ومن الجائز أيضا أن تحدث لها "لخبطة" في التفرقة ما بين "السين" و"الشين" لكن مع قليل من التركيز تنطقهما، وتصاب بعد نجاحها بـ"نوبة سعادة غامرة".
طفلة، كما يقولون في ربيعها الرابع، تتحدث الإنجليزية وفقا لما هو متاح لمن هم في سنها، تحفظ أحرفها كاملة، تدرك جيدا أن " A" تناسب كلمة " Apple"، وتحاول دائما أن تجد لـ"M" كلمة ثانية غير "monkey" وبالفعل تنجح عندما تكتشف أن " mother " تصلح لـ"الاستخدام الآدمى"، لكنها لم تتوقف حتى وقتنا الحالى أمام حرف الـ "E" وتربطه بـ" Egypt".. مصر يا سيادة الرئيس، وأخشي أن تكمل عامها الرابع دون أن تعرف أن "Egypt " هي بلدها التي لا تعترف بها، لا تريد أن تمنحها فرصة لـ"حياة أفضل".
سيادة الرئيس:
الطفلة ماتزال خارج نطاق الأزمة، لأسباب عائلية قرر والدها أن ينحى الأزمة جانبا، لا يمنحها "شوية زعل" من بلدها التي اكتشف أنها تعامله كونه مواطنا "درجة ثانية" لأنه، وبكل بساطة، سيادتك لا يتقن تحدث الإنجليزية بطلاقة ، رغم أنه، أو من المفترض، من "متوسطى الحال"، تعلم في مصر "اللى هتبقى أد الدنيا"، تخرج من مدارسها الحكومية، لم ينتظر جواب "القوى العاملة"، وبالمناسبة هو يحمل مؤهلا عاليا، ويعمل في وظيفة من المفترض أنها جيدة نوعا ما.
الإنجليزية "المكسرة" للأب والأم كانت سببا رئيسا في خروج الأخيرة باكية من "المقابلة الشخصية" أو الـ "interview" لإلحاق ابنتهما بـ"مدرسة" سمعوا أنها تقدم خدمة تعليمية جيدة، وبمقابل مادى استطاعوا توفيره بعدما حصلوا على "قرض" من أحد البنوك المصرية، لا يهم هذا لكن البنت، ووفقا لشهادة المعلمة، أو الـ " miss"- هكذا يطلقون على المعلم في المدارس الأجنبية، فإن البنت "very good"، جيد جدا يعنى سيادتك، ورغم هذا لم يجد الأب أو الأم الباكية تقديم تفسير لها عن سر بكاء "ست الحبايب" سوي إلصاق الاتهام بـ"الأب الغاضب"، ومرت الواقعة، بعدما أصبح القرار الأسرى هو:
wait the day we will come out of Egypt، and will not go back to it، there is no future in a country still differentiate between his children by family origin، and cultural background of the father or the mother، and the level of parental education.
Rest assured، Mr. President، will not return the daughter to blow itself in the field، the revolution will not be accused of coup، but it will be realized that her country out of service as long as there are those who refused to accept the request in the first school.
الترجمة:
ننتظر اليوم الذي سنخرج فيه من مصر، ولن نعود إليها، فلا مستقبل في بلد ما زال يفرق بين أبنائه حسب أصولهم الأسرية، والخلفية الثقافية للأب أو الأم، ومستوى تعليم الوالدين.
اطمئن سيادة الرئيس لن تعود الابنة لتفجير نفسها في ميدان عام، ولن تتهم الثورة بالانقلاب، لكنها ستكون أدركت أن بلادها خارج نطاق الخدمة طالما هناك من رفض طلب قبولها في مدرستها الأولى.
إلى هنا انتهت الحكاية، وبالطبع لا ننتظر من سيادتك اعتذارا أو تدخلا رئاسيا، أو ردا على سؤالنا الساذج جدا، "can you speak English"، فأمثالنا خارج نطاق خدمة سيادتك.
دمتم رئيسا ودمنا شعبا كان يؤمن أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة.