33 عامًا على رحيل خامس أبناء الملك عبد العزيز آل سعود.. «خالد» تولى الحكم عقب اغتيال أخيه «فيصل».. قاد مفاوضات الصلح مع اليمن.. زار مصر لدعمها في حرب 1973.. وتدخل لحل أزمة الحرب ال
شارك الملك خالد بن عبد العزيز، خامس أبناء الملك عبد العزيز، مؤسس المملكة العربية السعودية، والده وهو في سن السادسة عشر من عمره، في تثبيت دعائم الحكم، وقاد عددًا من المعارك الحربية، ومثَّل والده في المفاوضات والمعاهدات الدولية.
وترأس الملك خالد، وفد المملكة في مفاوضات الصلح مع اليمن، التي انتهت بتوقيع معاهدة الطائف للسلام بين البلدين عام 1934، وتولى ولاية العهد، ونائبًا لرئيس مجلس الوزاء في المملكة عام 1965 وهو في الثالثة والخمسين من عمره، بعد توليه الحكم للمملكة عام 1975 عقب اغتيال أخيه الأكبر الملك فيصل بن عبد العزيز.
السياسة الداخلية
وبعد تسلُّمه الحكم في 1975، ازداد دخل البلاد من البترول، وفي المجال التعليمي، وتم افتتاح المدارس والجامعات، وفي المجال الديني، اهتم بمتابعة إتمام ما تبقَّى من عمارة المسجد الحرام، وأيضًا افتتاح كسوة الكعبة، كما جرى توسعة للمسجد النبوي بالمدينة المنورة، وقام بإنشاء جامعة الملك فيصل بالدمام، وأم القرى في مكة المكرمة.
زيارته لمصر
وبعد توليه الحكم بعدة أسابيع، قام الملك خالد بن عبد العزيز، بتلبية دعوة الرئيس الراحل أنور السادات، بزيارة مصر ودعَّم الملك حرب أكتوبر المجيدة، واستعادة الحق العربي، والحفاظ على المقدسات الإسلامية، لوحدة الأمة العربية في نضالها من أجل تحرير الأرض، وتوثيقًا للترابط والود بين البلدين الشقيقين، وتأكيدًا للنهج الذي أرسى قواعده، الملك فيصل بن عبد العزيز.
الحرب اللبنانية
واندلعت الحرب الأهلية اللبنانية، بعد تولي الملك خالد، مقاليد الحكم بثلاثة أسابيع، وحاول حل هذه المشكلة، ودعا إلى عقد قمة عربية مصغرة لبحث الوضع اللبناني، وانتهى الأمر بدخول قوات الردع العربية إلى لبنان، وفي عام 1981 دعا الملك خالد، إلى عقد مؤتمر القمة الإسلامية الثالث، وعُقِدت أولى جلساته في المسجد الحرام، كما قام بتأسيس مجلس التعاون لدول الخليج والذي ضم كلاً من الإمارات، والبحرين وقطر وعمان والكويت.
الأوسمة
وحصل الملك خالد، على العديد من الأوسمة والنياشين؛ نظرًا للجهود التي قدَّمها في المملكة وعلاقته مع الدول الأخرى، ومن أبرز هذه الأوسمة، الميدالية الذهبية للسلام، وجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام، ووسام الاستحقاق العالمي المدني "إسبانيا"، ووسام النخبة الأفريقية، والوشاح الأكبر من "ليبيريا"، ووسام جوقة الشرف ذي الرصيعة الكبرى "فرنسا"، ووشاح الشرف الأعلى "فنزويلا"، ووسام الهلال الأكبر "جزر القمر"، ووسام الشرف الأكبر "غينيا"، ووسام الزهرة القومية الأعلى "كوريا".
المرض والوفاة
وفي عام 1970 أُصيب الملك خالد، بذبحة صدرية، وتمت معالجته في منزله، وفي عام 1972 أجرى عملية جراحية لاستئصال جزء من الجدار الأمامي من الحجرة القلبية، وعام 1976 اكتشف الأطباء مشكلة في فخذه، وأُجرِيَت له جراحة لاستبدال الفخذ في لندن، وعام 1978 اكتُشِفَت علامة ضعف في عضلة القلب، وأُجرِيَت له عملية جراحية في القلب مرة ثانية، وفي 13 يونيو 1982 توفى في مدينة الطائف بعد صراعٍ مع المرض لعدة سنوات.