مجلة مغربية تسحب عددها بسبب "المثلية الجنسية"
قرر المسئولون عن أسبوعية "ماروك إيبدو" الناطقة بالفرنسية والصادرة في المغرب الجمعة سحب عددها الأخير من السوق بعد اتهامها برهاب المثلية، وذلك اثر نشرها على صفحتها الأولى لملف عن المثليين بعنوان "هل ينبغي إحراق المثليين؟".
وقال المسئولون عن الأسبوعية الجمعة في بيان رسمي أن المجلة "قررت سحب عددها الأخير من السوق وكذلك سحب الموضوع من مواقعها على الإنترنت" وذلك عقب "ردود الفعل القوية التي قوبل بها العدد ولاسيما عبر شبكات التواصل الاجتماعي".
ويعتبر عدد المجلة الذي قرر مسئولوها سحبه من السوق أن "المثلية الجنسية بالتأكيد حق فردي"، ويتساءل في الوقت نفسه عن المكان الذي ينبغي أيضا أن تحتله "القيم الأخلاقية والدينية".
ويظهر غلاف المجلة صورة رجل في حوض سباحة وهو يتطلع مبتسما إلى رجل آخر جالس إلى جانبه، وتحت الصورة عنوان في صيغة سؤال "هل ينبغي حرق المثليين؟".
وأثار غلاف المجلة الذي تم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي الكثير من الجدل حيث اتهم بعض نشطاء فيس بوك وتويتر المغاربة المجلة ب"رهاب المثلية".
وفي بيان المجلة قالت إنها "لا تنساق في خطها التحريري وراء الإثارة التافهة أو محاولة التميز من خلال المواضيع المستفزة التي يمكن أن تصدم حساسيات الرأي العام. إن الجريدة، والحال هذه، أرادت إظهار أوجه مختلفة لواقع اجتماعي: ذاك المرتبط بالمثلية الجنسية وامتدادا لذلك وضعها داخل مجتمعنا".
ويبلغ عدد سكان المغرب نحو 34 مليون نسمة ودين الدولة فيه هو الإسلام، كما أن المادة 489 من القانون الجنائي (قانون العقوبات) تعاقب على المثلية (الشذوذ الجنسي) بالسجن النافذ حتى ثلاث سنوات.
وانفجر الجدل حول هذه المجلة في وقت تعالت فيه أصوات مغربية تطالب بإلغاء تجريم المثلية.
وأعلنت السلطات المغربية بداية الشهر الجاري عن توقيف شابين قبلا بعضهما في باحة مسجد حسان التاريخي في الرباط غداة قيام ناشطتين من حركة فيمن بتعرية صدريهما وتقبيل بعضهما في المسجد احتجاجا على تجريم المثلية في المملكة.
وقدمت الجريدة "اعتذاراتها لكل قرائها الذين يمكن أن يكونوا قد تعرضوا لصدمة بسبب هذا الموضوع، مذكرة بأنها تسعى للعمل على مواصلة بسط نقاش وطني حول المشروع الديموقراطي للمجتمع".