رئيس التحرير
عصام كامل

أسباب سقوط الشهب والنيازك.. «البحوث الفلكية»: قطع صخرية تسقط على الأرض.. تحترق عند اصطدامها بالغلاف الجوي.. «مصر» تتعرض لـ11 زخة شهبية في العام.. و«نوفمبر» الأكثر كثافة ف


سهم من نار يطير في السماء يتجه إلى الأرض في ثورة متوهجة، وفجأة ينتهي كل شيء ويختفي كأنه لم يكن، البعض فسر الشهب بأنها جان تجرأ وتلصص على السماء السابعة ليستمع إلى أصوات الملائكة التي تسبح لله، والبعض الآخر اعتبرها إشارة إلى غضب وعذاب من الله، لكن العلم يفسر ويفند الأسباب وراء ظهور ذلك الضوء الشارد الذي يظهر للكثيرين في شتى بقاع الأرض.


سقوط الشهب
وأكد الدكتور أشرف تادرس، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن الشهب والنيازك هي قطع صغيرة من الحجر أو الحديد المخلوط بالنيكل أو الزجاج أو كلاهما معًا، وتسقط على الأرض بطريقة مستمرة، وهذه الأجسام تتواجد على أحجام مختلفة يصل قطر البعض منها إلى عدة أمتار، والبعض الآخر إلى سنتيمترات.

وأشار إلى أنه إذا سقط شيء من هذه الأجسام واحـترق الغـلاف الجـوي يحترق نتيجـة الاحتكاك الشـديــد، وهو يُرى كما لو كان عود ثقاب اشتعل في السماء ثم سقط على الأرض، ويسميه عامة النـاس (النجمة أم ذيـل).

وأضاف أستاذ الفلك: إن من يراقب السماء ليلًا يمكن له أن يرى في المتوسط ثمانية شهب أو أكثر في الساعة الواحدة، وغالبًا ترى الشهب كما لو كانت تخرج من مكان معين في السماء، وهو اتجاه تيار الشهب الذي يدخل جو الأرض أثناء دورانها حول الشمس، مشيرا إلى أن ما يسمى بـ"السيل الشهابي" تم اكتشافه لأول مرة في شهر نوفمبر سنة 1833، ولاحظ الناس كمية من الشهب تتساقط كالأمطار في اتجاه برج الأسد.

وأكد أن هذا التيار الشهابي يتكرر كل عام في منتصف شهر نوفمبر، والتفسير العلمي لهذه الظاهرة هو أن المذنبات عندما تفقد غازاتها تقذف مـادتها أيضًا في صورة سيل من الشهب على طول مساراتها، وعندما تدخل الأرض في إحدى مسارات تلك المذنبات القديمة تظهر في السماء هذه الظاهرة المعروفة بالسيل الشهابي (أو الزخة الشهابية).

وقال: "أما إذا كان الجزء الساقط على الأرض ذا حجم كبير، فلم يحترق كله في الغلاف الجوي بل وصل جزء منه إلى الأرض، سمي في هذه الحالة نيزك، وكلما زاد حجم النيزك وكتلته زادت معه حجم الخطورة التي يمكن أن يحدثها عند اصطدامه بالأرض".

متابعة الزخات الشهابية
وأضاف: "إن علماء الفلك يعشقون متابعة الزخات الشهابية، كما يتابعها الكثيرون من محبي الفلك والفضاء وينتظرونها في أوقاتها من كل عام، فهي تنتج عن حطام المذنبات القديمة ومخلفاتها التي تظل باقية في مداراتها حول الشمس، فعندما تعبر الأرض إحدى مديات هذه المذنبات فإن جزءًا من هذا المخلفات يسقط باتجاه الأرض مكونًا زخات الشهب أو ما يعرف بالمطر الشهابي، وغالبًا تسمى باسم الكوكبة التي تبدو الشهب وكأنها صادرة منها".

وقال: "إن الشهب قد تسقط في أي اتجاه آخر في السماء، علمًا بأن هناك إحدى عشر زخّة شهابية في العام وهي: زخة الرباعيات في يناير - وزخة القيثارة في أبريل - وزخة إيتا الدلو في مايو - وزخة دلتا الدلو في يوليو - وزخة برشاوش في أغسطس - وزخة التنين (دراكون)، وزخة الجبار في أكتوبر - وزخة الثور الجنوبية، وزخة الثور الشمالية، وزخة الأسد في نوفمبر – وأخيرًا زخة الجوزاء (التوءم) في ديسمبر".

كما قال: "نجد أن شهر نوفمبر أكثر وفرة بالزخات الشهابية عن الأشهر الأخرى"، ونوه أيضًا إلى مواعيد زخات الشهب أو المطر الشهابي للاستمتاع بها، مؤكدا أنها تبدأ يومي 28 و29 يوليو، وتسمى زخة دلتا الدلو ''الدلويات''، ويومي 12 و13 أغسطس تمطر زخة "دراكون"، وفي 21 و22 أكتوبر تمطر زخة "الجبار"، ويومي 4 و5 نوفمبر تمطر زخة "الثور الجنوبية".

وأضاف أن السماء تمطر شهبا في 12 و13 نوفمبر، وتسمى زخة "الثور الشمالية"، وتمطر في 17 و18 نوفمبر زخة الأسد، وتسمى زخة "الأسديات"، وتنتهي بمطر شهر ديسمبر في 13 و14 ديسمبر، بزخة "الجوزاء" التي تسمى بـ "التوءميات".

أشهر الزخات
وأشار إلى أن أشهر الزخات الشهابية المتداولة بين الهواة، فيطلقون عليها اسم الكوكبة تفصيلا، وهي "الجباريات - الأسديات - الثوريات، إلى آخره".

كما لفت أستاذ الفلك، إلى أن الشهب تنقسم إلى نوعين الشهب الفردية، وهي تظهر بشكل عشوائي في السماء ليلا ولا يمكن التنبؤ بها، وعددها لا يزيد عن 15 شهابا في الساعة، والنوع الثاني الزخة الشهابية، وهي تحدث في مواعيد معينة خلال العام وفي نفس المواعيد تقريبًا، وتحدث عندما تدخل الأرض إحدى مديات المذنبات القديمة؛ حيث يسقط عليها غبار ورماد هذه المذنبات وتظهر في صورة أمطار شهابية قد يصل عددها إلى 200 شهاب في الساعة، وتسمى الزخة الشهابية عاصفةً إذا زاد عدد الشهب بها عن 1000 شهاب في الساعة.

كما أكد أن عدم رؤية الشهب في السماء يرجع إلى تلوث الغلاف الجوي بالغبار والأتربة العالقة بالجو، أو التلوث الضوئي وهو إضاءة المدن بوفرة، والسحب وبخار المياه الذي يؤدي إلى الشبورة المائية، ونصح بالذهاب إلى الأماكن الهادئة مثل الريف المصري وتسلق الأماكن العالية حتى يمكن للمواطنين الاستمتاع برؤية المطر الشهابي في مواعيده طوال العام.

وكشف أسباب اختلاف ألوان الشهب قائلا: "منها ما يميل إلى الأصفر أو البرتقالي؛ لاحتوائه على عنصر الصوديوم أو الحديد، أما إذا كان لون الشهاب أخضر أو أزرق أو بنفسجي فهذا يعني أنه يحتوي على عنصر الأكسجين أو الماغنيسيوم أو الكالسيوم.. أما إذا كان لون الشهاب يميل إلى الأحمر فهو دليل على احتوائه على عنصر السيليكون".
الجريدة الرسمية