رئيس التحرير
عصام كامل

الدعاة.. وتصحيح الخطاب الديني !


يبدو أن الدعوة لتصحيح الخطاب الديني محلك سر.. ولا يبدو في الأفق ما يشير إلى أننا سوف نحرز أي تقدم في هذا المجال في المدى القريب.. فما زالت الكرة عصية على تسجيل هدف في المرمى.


هذا الأمر يدعونا لطرح السؤال الكاشف.. هل الدعوة رسالة أم وظيفة.. بمعنى أن الدعاة يحملون على أكتافهم رسالة التبليغ للدين الصحيح والتنوير ونشر قيم السماحة والرحمة، وإشاعة الأخلاق الطيبة وتدريب اللسان على العفاف والنطق بالكلم الطيب.. أم أن الدعاة يؤدون وظيفة فقط بحكم تخرجهم في كليات الدعوة وغيرها من الكليات المتخصصة في علوم الدين وبحكم انتسابهم إلى وزارة تسمي وزارة الأوقاف لها وزير مسئول عن الدعاة.. لم يقدم لهم حتى الآن أي رؤية واضحة ومحددة لكيفية تصحيح الخطاب وتغيير طريقة التفكير !

إذا كان الدعاة يعتبرون أنفسهم مجرد موظفين يتقاضون أجرا في مقابل الصعود على المنبر وإلقاء خطبة الجمعة بشكل روتيني وآلي، أو الصلاة في المسجد أئمة للمصلين بعض الأوقات فنحن بذلك ( ننفخ في قربة مقطوعة ).. ويصبح لا داعي للحديث في أمر تصحيح الخطاب الديني أو إنقاذ البسطاء من الناس قبل الوقوع في شرك التشدد الذي يؤدي إلى التطرف ومن ثم إلى الإرهاب، وألا نعول على هؤلاء الدعاة الذين يعتبرون أنفسهم موظفين، لا أكثر، يعانون كما يعاني كل العاملين في الدولة من البسطاء وأصحاب الدخول المحدودة في هذا الوطن.

أحد الأصدقاء كتب تعليقا على صفحته على فيس بوك أن الرئيس السيسي لمح في زيارته لألمانيا إمكانية العفو عن بعض المحكومين بالإعدام من الإخوان.. هكذا فهم صديقي، ولما كان صديقي يعمل داعية وخطيب فقد كتبت له تعليقا أزلت به اللبس في أمر العفو كما يقول الدستور، وأضفت في التعليق قائلا له.. ليتك يا صديقي تهتم بالدعوة والعمل على تصحيح الخطاب الديني بنفس الحماسة التي تتحدث بها عما فهمته من كلام الرئيس والسياسة والنقد المباح وغير المباح ! وكان رده بأن الدولة لا ترغب في تحديث الخطاب الديني.. وأضاف قائلا ( أقولها في وجه أي مسئول ) ثم عقب مرة أخرى وكتب يقول ( الدعاة ليس لهم ذنب.. الداعية مظلوم ومهمش من الدولة، ووزارة الأوقاف تهينهم وتنعتهم بالسوء، وكلما اتصلنا بالإعلام ليوصل رسالتنا.. أهملنا إعلام ( العهر ).. فلا يوجد إعلام في مصر إلا من رحم ربي ) 

صحيح هناك تقصير من الوزارة تجاه الدعاة والدعوة، وصحيح الوزارة تهتم بالشكل وتهمل المضمون، وهناك مشاكل تحدث عنها صديقي الداعية.. لكنه في تقديري قال ذلك باعتباره موظفا وليس داعية، وباعتبار الدعوة وظيفة وليست رسالة، وهنا يكمن الخلل أو الخطر لأن الداعية على المنبر يخلط بين الوظيفة وما يتبعها وبين الرسالة التي يجب أن يؤديها، وطالما منطق الوظيفة هو السيد فلا أمل أن تصل الرسالة للناس كما يجب أن تكون !

الداعية الذي يتصدر مشهد الدعوة هو قدوة ونموذج يمثل واجهة الدين وصاحب رسالة، ولا يعفيه منها أن الدولة والوزارة تهمشه أو أن الإعلام يتجاهله أو يقدمه بشكل لا يليق.. الداعية هو إعلام في حد ذاته وهو يمارس أقوى وأخطر شكل من أشكال الإعلام أو الاتصال خصوصا أثناء خطبة الجمعة مع الناس حيث الاتصال المباشر الجمعي والتأثير السريع المباشر أيضا، وأما عن الصورة السلبية فإن هناك من الدعاة من يسيئون لأنفسهم حيث يتكلمون لغة لا يتكلم بها العامة وينطقون ألفاظ مع الناس يعف اللسان عن ذكرها ويقدم بعضهم نماذج مشوهة تسيء للدعاة، ويكتب بعضهم تعليقات على شبكات التواصل لا تتفق وكون كاتبها داعية ينتقي اللفظ ويحفظ للناس حياءهم.

فرق كبير بين أن يكون الداعية موظفا، وبين أن يكون صاحب رسالة، والثانية لن تكلفه شيئا غير القراءة والتأسي بما كان يفعله رسولنا الكريم وأصحابه في تقديم خطاب لين سهل وكلام طيب ومنفعة للناس أجمعين.


يبدو أن الدعوة لتصحيح الخطاب الديني محلك سر.. ولا يبدو في الأفق ما يشير إلى أننا سوف نحرز أي تقدم في هذا المجال في المدى القريب.. فما زالت الكرة عصية على تسجيل هدف في المرمي.

هذا الأمر يدعونا لطرح السؤال الكاشف.. هل الدعوة رسالة أم وظيفة.. بمعني أن الدعاة يحملون على أكتافهم رسالة التبليغ للدين الصحيح والتنوير ونشر قيم السماحة والرحمة، وإشاعة الأخلاق الطيبة وتدريب اللسان على العفاف والنطق بالكلم الطيب.. أم أن الدعاة يؤدون وظيفة فقط بحكم تخرجهم في كليات الدعوة وغيرها من الكليات المتخصصة في علوم الدين وبحكم انتسابهم إلى وزارة تسمي وزارة الأوقاف لها وزير مسئول عن الدعاة.. لم يقدم لهم حتى الآن أي رؤية واضحة ومحددة لكيفية تصحيح الخطاب وتغيير طريقة التفكير !

إذا كان الدعاة يعتبرون أنفسهم مجرد موظفون يتقاضون أجرا في مقابل الصعود على المنبر وإلقاء خطبة الجمعة بشكل روتيني وآلي، أو الصلاة في المسجد أئمة للمصلين بعض الأوقات فنحن بذلك ( ننفخ في قربة مقطوعة ).. ويصبح لا داعي للحديث في أمر تصحيح الخطاب الديني أو إنقاذ البسطاء من الناس قبل الوقوع في شرك التشدد الذي يؤدي إلى التطرف ومن ثم إلى الإرهاب، وألا نعول على هؤلاء الدعاة الذين يعتبرون أنفسهم موظفون - لا أكثر – يعانون كما يعاني كل العاملين في الدولة من البسطاء وأصحاب الدخول المحدودة في هذا الوطن.

أحد الأصدقاء كتب تعليقا على صفحته على فيس بوك أن الرئيس السيسي لمح في زيارته لألمانيا إمكانية العفو عن بعض المحكومين بالإعدام من الإخوان.. هكذا فهم صديقي، ولما كان صديقي يعمل داعية وخطيب فقد كتبت له تعليقا أزلت به اللبس في أمر العفو كما يقول الدستور، وأضفت في التعليق قائلا له.. ليتك يا صديقي تهتم بالدعوة والعمل على تصحيح الخطاب الديني بنفس الحماسة التي تتحدث بها عما فهمته من كلام الرئيس والسياسة والنقد المباح وغير المباح ! وكان رده بأن الدولة لا ترغب في تحديث الخطاب الديني.. وأضاف قائلا ( أقولها في وجه أي مسئول ) ثم عقب مرة أخرى وكتب يقول ( الدعاة ليس لهم ذنب.. الداعية مظلوم ومهمش من الدولة، ووزارة الأوقاف تهينهم وتنعتهم بالسوء، وكلما اتصلنا بالإعلام ليوصل رسالتنا.. أهملنا إعلام ( العهر ).. فلا يوجد إعلام في مصر إلا من رحم ربي ) !

صحيح هناك تقصير من الوزارة تجاه الدعاة والدعوة، وصحيح الوزارة تهتم بالشكل وتهمل المضمون، وهناك مشاكل تحدث عنها صديقي الداعية.. لكنه في تقديري قال ذلك باعتباره موظفا وليس داعية، وباعتبار الدعوة وظيفة وليست رسالة، وهنا يكمن الخلل أو الخطر لأن الداعية على المنبر يخلط بين الوظيفة وما يتبعها وبين الرسالة التي يجب أن يؤديها، وطالما منطق الوظيفة هو السيد فلا أمل أن تصل الرسالة للناس كما يجب أن تكون !

الداعية الذي يتصدر مشهد الدعوة هو قدوة ونموذج يمثل واجهة الدين وصاحب رسالة، ولا يعفيه منها أن الدولة والوزارة تهمشه أو أن الإعلام يتجاهله أو يقدمه بشكل لا يليق.. الداعية هو إعلام في حد ذاته وهو يمارس أقوي وأخطر شكل من أشكال الإعلام أو الاتصال خصوصا أثناء خطبة الجمعة مع الناس حيث الاتصال المباشر الجمعي والتأثير السريع المباشر أيضا، وأما عن الصورة السلبية فإن هناك من الدعاة من يسيئون لأنفسهم حيث يتكلمون لغة لا يتكلم بها العامة وينطقون ألفاظ مع الناس يعف اللسان عن ذكرها ويقدم بعضهم نماذج مشوهة تسيء للدعاة، ويكتب بعضهم تعليقات على شبكات التواصل لا تتفق وكون كاتبها داعية ينتقي اللفظ ويحفظ للناس حياءهم.

فرق كبير بين أن يكون الداعية موظف، وبين أن يكون صاحب رسالة، والثانية لن تكلفه شيئا غير القراءة والتأسي بما كان يفعله رسولنا الكريم وأصحابه في تقديم خطاب لين سهل وكلام طيب ومنفعة للناس أجمعين.

الجريدة الرسمية