نشطاء.. مغفلون وخونة!
هل هي صدفة أن يتفق بعض النشطاء دون معرفة مسبقة ببعضهم، ودون لقاء يجمعهم، على المطالبة بتقديم قاتل شيماء الصباغ للعدالة، فإذا ما قدم سخروا من التحقيقات وقالوا إنها ستشهد "تطبيخا" للأدلة، وإن القاتل سيخرج حتمًا، فإذا تحول للمحاكمة روجوا توقعاتهم بحصول القاتل على البراءة، فإذا ما حصل على حكم وعلى أقصى عقوبة تركوا أمر القضاء وما اتهموه به وراحوا يدفعون بالتوقعات من جديد إلى حكم الاستئناف، وأنه سيحصل على البراءة فيها لتدور عجلة التوتر من جديد؟!!
وهل هي صدفة أن يتم ربط الأمر بقضية سيد بلال، الشاب السلفي المعذب في سجون الإسكندرية حتى الموت، وأن قاتله حصل على البراءة، وهم يعلمون أن 5 ضباط بالعدد يحاكمون في قضية بلال، واحد منهم فقط هو الذي حصل على البراءة الشهيرة؟!
وهل هي صدفة أن نفس الأشخاص.. هم أنفسهم من تجاهلوا أهم إنجاز أفريقي لا يساويه في الإنجاز إلا تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية ذاتها عام 57، وهو اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية؟!
وهل هي صدفة أنهم هم أنفسهم نفس النشطاء والسياسيين والصحفيين الذين تجاهلوا تمامًا أهم مناورات بحرية بين روسيا ومصر، بل أهم وأخطر مناورات بحرية تجرى في البحر المتوسط، لم يراقبها ولم يخش منها إلا إسرائيل ثم تركيا ثم داعش؟!
وهل هي صدفة أنهم هم أنفسهم من تجاهلوا استدعاء السفير الأمريكي في مصر وتوبيخه إلى حد إهانته، وقبلها اعتقال فرد أمن مصري بالسفارة الأمريكية ذاتها وكأنهم لم يروا ولم يعرفوا ولم يقرأوا شيئا؟
وهل هي صدفة أن يتجاهل هؤلاء حتى الأخبار الجماهيرية الأقل.. مثل زيارة محلب لمعهد القلب واعتقال ضباط شرطة بتهم مختلفة أو ضبط نجل أحد مديري الأمن متلبسا بالغش في أحد الامتحانات أو توفير السوفالدي للغلابة أو إلغاء مجلس الوزراء باقتراح من وزير العدل، الوقوف في القفص الحديدي عند نظر قضايا الغرامات والمخالفات؟.. وقبلها نجاح زيارة ألمانيا، فإن لم تكن فقد تجاهلوا نجاح زيارة المجر!
لماذا هم أنفسهم - بالأشخاص والأسماء - من يسخرون من كل إنجاز ويشمتون في كل مصيبة (مثل سعادة البعض مما أسموه فشل مشروع العاصمة الجديدة)، ويتجاهلون أي خبر سار ويحاولون تشتيت انتباه الناس عنه؟.. لماذا تضم القائمة صحفيين ومستشارين سابقين وأطباء، كما تضم صيع وحثالة وفشلة ومرضى نفسانيين وعملاء وخونة بالفعل؟
ما الذي جمع هؤلاء بأولئك؟.. وكيف أثر الأولون على الآخرين أو العكس؟.. ومن هو المعلم الكبير الذي يدير سرًا وبشيطانية الإعلام على المواقع الإلكترونية ويتبعه المغفلون ويرددون خلفه، إلى حد أن يتدخل البعض للهجوم على من يمدح جيشهم بالباطل، بحجة ضرورة الموضوعية حتى في المدح، في حين يضحكون ويصمتون إن رأوا من يشتم جيشهم بالباطل أيضًا؟!
كيف تحولوا هكذا؟.. وكيف باتوا أسرى لشلل ومجموعات تصفق لهم عمدًا ليبقوا في مواقفهم لا يتراجعون ولا يراجعون أنفسهم؟!.. كيف هان الوطن عليهم إلى هذا الحد؟.. وكيف قبلوا أن يهون إلى هذا الحد؟!.. بل كيف الحال والمؤامرة واضحة جلية؟.. تدور كالنار من حولنا.. وتكاد تشتعل هنا.. بنا وفينا..
كيف تحول البعض منهم إلى راقصات وراقصين في سوق إفشال الوطن ؟
الكلام السابق طبعًا ينطبق على من توفرت فيه الظواهر السابقة مجتمعة أو شبه مجتمعة.. ولا ينسحب الأمر على من لا تنطبق عليه كل الصورة السابقة.. وهذا كله ما نسميه بالجزء الإعلامي من حروب الجيل الرابع.. والانتصار فيها مسئولية كل الشرفاء.. على المتآمرين وعلى تابعيهم.. لا يعفي حسن النية من الحساب.. ولن يعفي من الحساب !