رئيس التحرير
عصام كامل

سامحني يا ريس.. دَعيتُ عليك فَشُل لساني!


سامحني يا ريس دَعيتُ عليكَ فَشُلّ لساني.. أسأت إليك في أطهر المقدسات - بيت الله الحرام - ربنا نصرك و"ذل أهلي".. فتقبل اعتذاري!

هذا بالطبع ليس كلامي.. فلا أجيد فن الدعاء على الناس ولا حتى الدعاء لهم.. ولكنها "افتكاسة" جديدة لشيخ مجهول طافت الشهرة بخياله بعد ثلاث فيديوهات له على قناة أنشأها على اليوتيوب للترويج لفنه الدعوي الجميل ولم تترك أثرا.. فلم يجد إلا "التمسح" بالرئيس السيسي وبطريقة هزلية.. فكان له ما أراد.. إذ ارتفعت حجم المشاهدات له إلى أكثر من مائة وثلاثين ألفا في ثلاثة أيام فقط.. ولا يزال العدد مرشحا للزيادة بسبب صخب الإقبال عليه واستغلاله الواسع بالطبع في الإساءة لمصر على كل المستويات!


وعلى طريقة بالله عليك أخي المسلم انشر هذه الورقة واعلم أنها وصلت ليد أربعة.. الأول أهملها فمات مشلولا.. والثاني مزقها فاحولت عيناه وانسخط قردا.. والثالث دعها جانبًا ولم يهتم لأمرها فذهب ليجد مصيبة أخذت أولاده الخمسة.. انطلق شيخ مجهول يدعى "الشيخ صبري" في وصلة هرطقة ونفاق فاضح للرئيس، الذي ربما استجار من هذه التصرفات التي تسُوق للخارج وكأن هؤلاء فقط هم أتباعه ومريدوه!

ومن على المنبر "بذقن" تفترش على صدره ذهب الشيخ في وصلة دروشة، ليؤكد أن هناك رجلًا كان يدعو على السيسي "صبح ومسا" ولما لم تؤتي دعواته ثمارها.. ذهب الرجل ليعتمر حتى تكون الدعوة شفافة ومن القلب للرب.. وهناك ترك الرجل مناسك العمرة وتفرغ للدعاء على جميع الرؤساء والملوك.. ولم يترك حيًا ولا ميتًا.. خدهم كدا من أول صدام مرورًا بالقذافي وحتى بشار ثم الرئيس السيسي.. وطبعا خلى رئيسنا للآخر عشان يستفرد بيه في الدعاء.. وظل مرابطًا تتعاقب عليه الأيام في الدعاء.. حتى حدثت المعجزة!

ذهب الرجل يومًا ليدعو وبدأ كعادته بالدعاء على صدام وعندما جاء الدور على الرئيس السيسي.. حتى مُسك لسان الرجل وجاله شلل.. ولمدة ثلاثة أيام.. أول ما يجيب سيرة الرئيس تحدث له نفس الأعراض ويزداد الأمر سوءًا.. وبعد حيرة وتدبر ذهب الرجل لغرفته في الفندق ليستريح ثم يقرر ماذا سيفعل.. وهناك تحدث المعجزة الأعظم!

انتابت الرجل غفوة لم يحددها فيما بعد - إن كانت رؤية أو أحلام يقظة - المهم أنه أثناء غفوته دخل عليه الرئيس السيسي بملابس بيضاء.. واحتضنه وسلم عليه وباسه.. فيقوم الرجل مفزوعًا مما حدث.. وبعد حديث مع النفس وتدبر في الرؤية، يقرر أنه سيدعو للرئيس السيسي بعد عامين قضاهما في الدعاء عليه من مصر، وكام يوم في السعودية "جابوا الخلاصة"!

وفي هذه "الحدوتة" الروحانية.. رفض الشيخ صبري إلا أن يختمها بنهاية ضعيفة لم تحرك خيالنا كما بدأت.. فلم يكمل لنا ما الذي فعله الرجل مع باقي الرؤساء الذي كان يخصهم بالدعاء والسب واللعن.. هل جدَع مع صدام.. ولا قل بأصله مع القذافي!

للأسف.. بعض مَن ينسبون أنفسهم للدين يأبون إلا أن يكون تجارة رابحة بين أيديهم.. خُطاف لهبش المكاسب والنعم والسلطة.. غاية ووسيلة لإحكام الكرامات على أنفسهم.. بما يجعلك أنت من فرط اقتناعهم وتأثرهم بما يقولون على وشك التطوح يمينًا ويسارًا.. مُقبَلا طرف جلبابهم بعد نزولهم من على المنبر.. و"هات يا مّدد"!
الجريدة الرسمية