رئيس التحرير
عصام كامل

الأب منفذ محرقة أبنائه في الوراق من الحياة الهادئة إلى ضياع الأسرة: «مراتي عصيت أوامري بعد 13 سنة جواز ورفضَت ترك العمل.. حلفت بالإنجيل لأولع فيها.. وسكبت 25 لتر بنزين على الأولاد وحرقتهم»


عاشا حياة هادئة طوال 13 عاما لم تؤرق حياتهما سوى المشاكل اليومية البسيطة، رزقهما الله بـ 4 أطفال، واصل الزوج عمله كتاجر جملة، في حين اهتمت الزوجة بشئون أسرتها وأطفالها ثم توجهت للعمل مدرسة بحضانة، إلا أن حياتهما انقبلت رأسا على عقب عندما طالب الزوج زوجته بترك عملها فكان رفضها بداية لكارثة عصفت بحياتهما، وانتهت بحرق أبنائهما الأربعة.


حياة هادئة
اعترافات الأب المتهم بحرق أبنائه الأربعة بمنطقة الوراق سردها أمام أحمد الحمزاوي وإبراهيم بدوي، مديري نيابة حوادث شمال الجيزة الكلية. قال "صابر. ع. ب"، 47 سنة: كانت حياتي هادئة أنا وزوجتي طوال 13 عاما من الزواج، رزقنا الله خلالها بـ 4 أبناء أكبرهم ولد وطفلة وطفلتان توءم، وعمرها ما طلعت سر بيتنا بره، حتى طلبت زوجتي منذ عدة أشهر العمل كمدرسة في حضانة مجاورة للمنزل، من الساعة الثامنة صباحا حتى الواحدة ظهرا، فلم أمانع لأنها ستعود إلى المنزل قبل عودة الأطفال من المدرسة في الثانية ظهرا، وعقب فترة من العمل أخبرتني أنها ستقوم بإعطاء دروس خصوصية داخل الحضانة حتى الساعة الثالثة عصرا، فلم أمانع أيضا، نظرا لانتهاء الأطفال من الدراسة، وبدء إجازة نهاية العام الدراسي.

«والإنجيل لأولع فيها»
واستطرد المتهم في أقواله أنه فوجئ بنجله الأكبر يخبره بعدم وجود "إفطار" بالمنزل، وأن والدته لم تعد من العمل، وبعدها بقليل توجهت إليه زوجته في المحل الذي يمتلكه فطالبها بترك عملها والتفرغ لرعاية أطفالها، إلا أنها رفضت وتشاجرا سويا، وأضاف المتهم أن زوجته أخبرت شقيقها بما حدث فتوجه إليه وطالبه بتركها تستكمل عملها لكي تساعده ماديا في الإنفاق على المنزل وهو ما أشعره بغضب شديد، لشعوره بإهانة كرامته كرجل فضلا عن أنها المرة الأولى التي يقوم فيها أحد من أسرتيهما بالتدخل في مشاكلهما وهو ما دفعه إلى مطالبتها بترك المنزل، وحلف قائلا "والإنجيل لو ما سابتش البيت هولع فيها وفي العيال"، فعمل المتواجدون على تهدئته، لكنه أصر على تنفيذ قسمه، خصوصا أنه متدين ولا يحب إهدار القسم، على حد قوله، وعقب عدة ساعات علم الزوج أن زوجته لم تترك المنزل فأخذ "جركن" بنزين كبير الحجم به قرابة 25 لتر بنزين وعاد إلى شقته بعزبة المفتي.

ليلة الجريمة
دخل الأب إلى غرفة الأطفال التي تنام بها الأم على عادتها في غياب زوجها، وأيقظها وطالبها بتنفيذ ما أقسم به بمغادرة المنزل، إلا أنها رفضت وأصرت على البقاء فسكب عليها البنزين مهددا بحرقها، إلا أنها أصرت على البقاء، فما كان منه إلا أنه سكب البنزين على 4 أسرة يرقد على كل منها طفل من أبنائه، وهدد الأم بإشعال النيران في أطفالها في حالة عدم المغادرة، وأمام إصرار الزوجة أشعل الزوج النيران فنشبت في ملابسها، فاشتبكت معه فطالته النيران أيضا، وأثناء شد وجذب بينهما خرجا من غرفة الأطفال إلى صالة الشقة، حينها امتدت النيران إلى أسرَّة الأطفال وحرقتهم واحدا تلو الآخر.

وفاة الأطفال والأم في المستشفى
وأشار المتهم إلى أنه وزوجته نزلا إلى الشارع بعد رؤية الجيران النيران تخرج من النوافذ، وخلعا ملابسهما وحاول الجيران إنقاذ الأطفال إلا أن شدة اللهب منعتهم حتى حضرت سيارات الإطفاء، وأخمدت النيران، التي كانت قد التهمت أجساد الصغار، وترقد والدتهم بالمستشفي حاليًا في حالة سيئة.

حبس المتهم
وأمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات باتهامات القتل والحرق العمد لأطفاله والشروع في قتل زوجته.
الجريدة الرسمية