رئيس التحرير
عصام كامل

إعلام لا يعتذر!


عندما يرتكب مسئول خطأ ولو لفظيا في كلام له، يسارع إعلاميون كثيرون لمطالبته بالاعتذار، لكن عندما يرتكب إعلامي أو وسيلة إعلامية خطأ لا يطالبها أحد بالاعتذار ولا هي تبادر بالاعتذار.. ويا ليت الأمر يقتصر على ذلك فقط وإنما يظل الإعلامي أو الوسيلة الإعلامية قاصرًا على الخطأ.


ولست في حاجة لذكر أو تعداد أمثلة في هذا الصدد، يكفينا هنا فقط أن أشير لذلك الخبر المنسوب لمصدر مسئول «غير معلوم ومجهول»، حول تعرض إحدى سيارات رئاسة الجمهورية لإطلاق نار عليها أثناء عودتها من مدينة شرم الشيخ بعد انتهاء فعاليات مؤتمر التكتلات الاقتصادية الأفريقية..

لقد سارع المتحدث باسم الرئاسة لنفي الخبر، ونشرت المواقع الإخبارية ما قاله هي والمحطات الفضائية، ولكن الموقع الذي نشر الخبر لم يعتذر عن هذا الخطأ، ولم يحاسب الصحفي أو الصحفية الذي جاء بالخبر غير الصحيح، ومن وافق على نشره دون التحقيق من صحته.

ويا ليت الأمر اقتصر على ذلك فقط.. بل رغم أن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة ناشد الزملاء والزميلات الصحفيين والإعلاميين عدم نشر الأخبار المكذوبة، فإن من نشر الخبر غير الصحيح ظل يحتفظ به ولم يرفعه من موقعه الإخباري في ذات الوقت الذي نشر فيه التكذيب، وهكذا يبدو الأمر وكأنه إصرار على استمرار الخطأ!

هذا واحد من عيوبنا كصحفيين وإعلاميين التي لن نتخلص منها من تلقاء أنفسنا، وإنما فقط ينطبق القانون على الجميع.
الجريدة الرسمية