رئيس التحرير
عصام كامل

دكتورعمارة أم دكتور خرابة !؟


هو، داعشي في الأزهر، وصف المسيحية بأنها ديانة فاشلة !
صدمة هي أعتي في آثارها من موجات صدمة تحدثها تفجيرات الخونة، لكنها تبقى عزفا متصلا، وسلكا مكهربا موصولا بقنابل الخونة، لأنها لا تقتل فردا، ولا عشرة، ولا مائة، بل تقلب وتؤلب دينا على دين، ومسيحيا على مسلم، وممن ؟! من رئيس تحرير مجلة الأزهر التي تصدر عن الأزهر بفلوس الأزهر، بفلوس المصريين، مسلمين ومسيحيين !! من رجل عضو مجمع البحوث الإسلامية، يصدر كتيبات وكتبا مجانية، آخرها كتيب بعنوان "دراسات غربية تشهد لتراث الإسلام"، ضمن سلسلة "لماذا أنا مسلم".


قال محمد عمارة، تحت عنوان " المسيحية ديانة فاشلة " وفقا للبوابة نيوز، إن الإسلام حل محل المسيحية في الشرق الأوسط بسبب الضعف الداخلي للمسيحية، وقال في مقدمته إن الغرب يقدر الإسلام، وأشار ضمنيا إلى أن الغرب صار ينبذ المسيحية !

ما هذا الكلام الفج غير العلمي؟! وأي غرب ذاك الذي صار ينبذ ويترك ديانته ؟!
لقد شوه نفر من هؤلاء الدواعش المتشحين بالأزهر، مرتع الإخوان، صورة الدين الإسلامي، وصارت الأصولية رمزا قاطعا ساطعا على الإرهاب والتطرف واستحلال حقوق الغير، وبخاصة إفراج النساء، ومثل هذا الرجل، وما يكتبه هو عون للجهلة على رفع السيوف والسكاكين والمولوتوف على إخوتنا في الوطن !

لا أظن أبدا أبدا أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو يعيش، مع السيدة مارية القبطية، زوجته المسيحية المهداة له، قد عايرها يوما، أو حدثها بأنها من ملة فاشلة، ودين لم ينجح !!
حاشا لله !

كان خلقه القرآن، كان سيدنا رسول الله قرآنا يمشي على الأرض، أي الذوق والإحساس والحدود والحقوق والعدل، والعفة، ونصرة الضعيف، ولم يرد في ديننا قط أن الديانة المسيحية فاشلة وأن الإسلام ناجح، ولم يصل الرسول بالأنبياء في الإسراء والمعراج بوصفه الأول، صاحب الدين الناجح، ومن خلفه وحوله رسل ديانات فاشلة، ولم يقل النبي إن عيسى فاشل، وإن موسى فاشل، بل كان يقول جئت لأكمل، جئت لأضع اللبنة الناقصة في جدار!

عمن ينقل أمثال عمارة هذا الهراء ؟!
إنه إله واحد أحد، هو من أرسل النبيين بالهدى والحق، ولم يجعل نبيا ناجحا وآخر فاشلا، ولو فعل لظن الناس الظنون، فما يعقل قط أن الله وهو العقل الأعظم، يرسل أنبياء منه ليتحاربوا، ويتعايروا وجها لوجهه، ونسلا لنسل، عبر القرون والأزمان !
نقطة أخرى تصيب المرء بالنقطة، وعمارة أحق بها، ما سر اختيار هذا التوقيت لبث كلام يقسم الأمة ويفتتها، ويضرب في صميم العقيدة ؟

بدون مناسبة أخذ يفح، فكل وقت هو أنسب وقت لتفخيخ الشوارع والعقول والضمائر، ووضع لبنات الضغينة والريبة بين الآزهر وبين الكنيسة، وبالتالي تتحاشد الدهماء والعقلاء، ويطير الصواب، وتحتقن الصدور بفعل رجل كاتب أحمق، اتخذ من منبر الأزهر موقعا لشق العقول وشحن النفوس!

على فضيلة الإمام الأكبر دكتور أحمد الطيب، إحالة المذكور أعلاه إلى التحقيق، لأن ما نشره، هو لغم هائل بحجم مصر، بحجم حقد المذكور، وعدم عقلانيته، وتحسبه لما يفيد ولما يضر، بل احتسابه للضرر سبق اعتباره لدرء الضر ! ويا أزهرنا الشريف، طهر صفوفك من شيوخ الفتنة المختبئين تحت عباءتك !
الجريدة الرسمية