أمريكا قلعت الإخوان!
بعض المواقع قامت بعنونة الخبر قائلة: الخارجية الأمريكية تُطلق رصاصة الرحمة على الإخوان، وذلك في إطار القرار الوارد من بلاد العم (سام)، الذي يقول إن (جين ساكي) المُتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، أعلنت رفض وزارتها استقبال أحد قطعان الإخوان المتواجدين في بلادها الآن، لكن عن نفسي لا يعجبني حكاية رصاصة الرحمة هذه، اللهم إلا لو كانت الرصاصة مش في الرأس ولا في القلب، أكيد هي في أي مكان تاني، فأمريكا لا يُمكن أن تقتل الإخوان، أو تزيحهم من على وِش الأرض بجرَّة قلم، أو ضغطة زناد، ولا برفض لقاء، لكن الأنسب هو أن نقول أمريكا قَلَعِت الإخوان من رجلها!
لكن الواقع والتاريخ وطبيعة السياسة الأمريكية، كُل ذلك يؤكد أن الأمريكان مش هيفضلوا ماشيين حافيين على طول، وبالتأكيد هايرجعوا يلبسوا الإخوان تاني، كُل الحكاية مصالح وأوراق للعب، وحسب المشوار إللي أنت رايحه، هاتلبس الشيء إللي يتناسب معاه، باختصار أمريكا قلعتهم آه، لكنها لم تُلقِ بهم في الزبالة بعد زي ما عملت مصر وتونس، ولحقت بهما تركيا مثلًا في الانتخابات الأخيرة، حينما تلقى حزب المخبول العثماني (أردوغان) شلوطًا مؤثرًا تسبب في ارتجاج في المُخ للأفندي المذكور، وأرجوك لا تسألني جاله منين المُخ ده، ويا ريت نبقى مؤدبين ومانسألش هو مُخه متركب فين علشان يتصاب بالشلوط؟!
المُهم كُنت أقول إن أمريكا لن تتخلى عن الإخوان للأبد، وأرجوك لا تتحدَّث معي عن أنها آمنت أخيرًا بأنهم أصل وبذرة الإرهاب في العالم، وأن "بيان نداء الكنانة" الإجرامي كان سببًا في تغيير السياسة الأمريكية وليس الموقف الراهن، فأمريكا ليست عبيطة - مثل (أردوغان) - علشان تيجي دلوقتي تعرف أن الإخوان إرهابيون، وحياتك دي عارفة كدة من أيام ما كنت أنا وأنت ومُعظم المصريين بنتعاطف معاهم قبل ثورة يناير، وفاكرينهم ناس طيبين وكيوت، طلعوا لا ناس ولا طيبين ولا كيوت، مع أن يبان لك برضو ماتفهمش ليه وبالذات المجموعة إللي لسَّه مصدَّقة أن (مرسي) راجع أنهم شوية كيوتات!
كُل الحكاية هي مناورة، أو التفاف، أو هُدنة لتقدير الموقف، أو قرصة ليَّة للإخوان، أو تهدئة للأحوال مع مصر لغرض أو لآخر، وستعود القطعان الإخوانية للحج إلى الخارجية الأمريكية بعد حين، سواء تم ذلك علنًا أو سرًا، وسيُستَخدَم الخونة الإرهابيون بواسطة أمريكا وبيتزتها وجنسيتها ضد مصر في أول منعطف يشهد خلافًا من أي نوع بين القاهرة وواشنطن، حتى لو كان الخلاف على دبوس إبرة، ووقتها سيتم استعمال موارد الضأن هذه من جانب الساسة الأمريكان؛ للضغط على مصر علشان الدبوس إياه!
وإن كان الواجب علينا أن نشكر الخارجية المصرية، وجهودها الحثيثة في خلق حالة من التواؤم في مسارات المصلحة المُشتركة العُليا، ومُتطلبات الأمن القومي بين مصر والولايات المُتحدة (كلام كبير أهو علشان بنتكلم في علاقات دول)، فلا بُد أن نعترف - بدون تردُد - أن (لسَّه الكلام الكبير شغال) الثابت في السياسة - خاصةً الأمريكية - أنه لا ثوابت، وأن الغاية دائمًا تُبرر وتُحلي الوسيلة، ولو كانت أمريكا دولة ذات مبدأ، عاشقة للأيدين البيضاء، كارهة للدماء وإزهاق الأرواح، لما كانت الحال في العراق كما هي عليه الآن، ولا سوريا، ولا ليبيا، ولما كانت أمريكا هي الحليف الأساسي لإسرائيل على مر الزمان، ولما ظلَّت علاقتها قائمة - حتى يومين مضيا - بمُجرمي الإخوان، رغم ما ارتكبوه مُنذ 30 يونيو وحتى يومنا هذا، مع مطالباتها المُستمرة بإدماجهم في الحياة السياسية في مصر، كأن الحياة السياسية في مصر ناقصة بلاوي!
باختصار، الموضوع ليس بطولة للخارجية المصرية، ولا لسياسة المحروسة، بقدر ما هو رغبة أمريكية للسير في اتجاه ما، حتى لو كان ذلك الاتجاه يصُب في صالح إرضاء مصر، فهو أمر مؤقت، سيزول بزوال أسبابه أو أغراضه، فلو اعتبرنا الحدث الأخير انتصارًا مصريًا، فسيكون علينا في المُقابل التسليم بأن عودة الإخوان لقَدَم الأمريكان مُستقبلًا هزيمة مصرية، وكلا الأمرين غير حقيقي ولا منطقي؛ لسبب بسيط، هو أننا مش مختومين على قفانا زي الجماعة بتوع الإخوان أبرياء، و(مرسي) راجع!
بعض المواقع قامت بعنونة الخبر قائلة: الخارجية الأمريكية تُطلق رصاصة الرحمة على الإخوان، وذلك في إطار القرار الوارد من بلاد العم (سام)، والذي يقول إن (جين ساكى) المُتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، أعلنت رفض وزارتها استقبال أحد قطعان الإخوان المتواجدين في بلادها الآن، لكن عن نفسى لا يعجبنى حكاية رصاصة الرحمة هذه، اللهم إلا لو كانت الرصاصة مش في الرأس ولا في القلب، أكيد هي في أي مكان تانى، فأمريكا لا يُمكن أن تقتل الإخوان، أو تزيحهم من على وِش الأرض بجرَّة قلم، أو ضغطة زناد، ولا برفض لقاء، لكن الأنسب هو أن نقول أمريكا قَلَعِت الإخوان من رجلها!
لكن الواقع والتاريخ وطبيعة السياسة الأمريكية، كُل ذلك يؤكد أن الأمريكان مش هيفضلوا ماشيين حافيين على طول، وبالتأكيد هايرجعوا يلبسوا الإخوان تانى، كُل الحكاية مصالح وأوراق للعب، وحسب المشوار اللى إنت رايحه، هاتلبس الشيئ اللى يتناسب معاه، باختصار أمريكا قلعتهم آه، لكنها لم تُلق بهم في الزبالة بعد زى ما عملت مصر وتونس، ولحقت بهما تركيا مثلًا في الانتخابات الأخيرة، حينما تلقى حزب المخبول العثمانى (أردوغان) شلوطًا مؤثرًا تسبب في ارتجاج في المُخ للأفندى المذكور، وأرجوك لا تسألنى جاله منين المُخ ده، وياريت نبقى مؤدبين ومنسألش هو مُخه متركب فين علشان يتصاب بالشلوط؟!
المُهم كُنت أقول إن أمريكا لن تتخلى عن الإخوان للأبد، وأرجوك لا تتحدَّث معى عن أنها آمنت أخيرًا بأنهم أصل وبذرة الإرهاب في العالم، وأن "بيان نداء الكنانة" الإجرامى كان سببًا في تغيير السياسة الأمريكية وليس الموقف الراهن، فأمريكا ليست عبيطة - مثل (أردوغان)-علشان تيجى دلوقتى تعرف إن الإخوان إرهابيون، وحياتك دى عارفة كده من أيام ما كنت أنا وإنت ومُعظم المصريين بنتعاطف معاهم قبل ثورة يناير، وفاكرينهم ناس طيبين وكيوت، طلعوا لا ناس ولا طيبين ولا كيوت، مع إن يبان لك برضو متفهمش ليه وبالذات المجموعة اللى لسَّه مصدَّقة إن (مرسي) راجع إنهم شويه كيوتات!
كُل الحكاية هي مناورة، أو التفاف، أو هُدنة لتقدير الموقف، أو قرصة ليَّة للإخوان، أو تهدئة للأحوال مع مصر لغرض أو لآخر، وستعود القطعان الإخوانية للحج إلى الخارجية الأمريكية بعد حين، سواء تم ذلك علنًا أو سرًا، وسيُستَخدَم الخونة الإرهابيين بواسطة أمريكا وبيتزتها وجنسيتها ضد مصر في أول منعطف يشهد خلافًا من أي نوع بين القاهرة وواشنطن، حتى لو كان الخلاف على دبوس إبرة، ووقتها سيتم استعمال موارد الضأن هذه من جانب الساسة الأمريكان للضغط على مصر علشان الدبوس إياه!
وإن كان الواجب علينا أن نشكر الخارجية المصرية، وجهودها الحثيثة في خلق حالة من التواؤم في مسارات المصلحة المُشتركة العُليا، ومُتطلبات الأمن القومى بين مصر والولايات المُتحدة (كلام كبير أهو علشان بنتكلم في علاقات دول)، فلابُد وأن نعترف-بدون تردُد- أن (لسَّه الكلام الكبير شغال) الثابت في السياسة- خاصةً الأمريكية -أنه لا ثوابت، وأن الغاية دائمًا تُبرر وتُحلى الوسيلة، ولو كانت أمريكا دولة ذات مبدأ، عاشقة للأيدين البيضاء، كارهة للدماء وإزهاق الأرواح، لما كانت الحال في العراق كما هي عليه الآن، ولا سوريا، ولا ليبيا، ولما كانت أمريكا هي الحليف الأساسى لإسرائيل على مر الزمان، ولما ظلَّت علاقتها قائمة ـ حتى يومين مضيا ـ بمُجرمى الإخوان، رغم ما ارتكبوه مُنذ 30 يونيو وحتى يومنا هذا، مع مطالباتها المُستمرة بادماجهم في الحياة السياسية في مصر، كأن الحياة السياسية في مصر ناقصة بلاوى!
باختصار، الموضوع ليس بطولة للخارجية المصرية، ولا لسياسة المحروسة، بقدر ما هو رغبة أمريكية للسير في اتجاه ما، حتى لو كان ذلك الاتجاه يصُب في صالح إرضاء مصر، فهو أمر مؤقت، سيزول بزوال أسبابه أو أغراضه، فلو اعتبرنا الحدث الأخير انتصارًا مصريًا، فسيكون علينا في المُقابل التسليم بأن عودة الإخوان لقَدَم الأمريكان مُستقبلًا هزيمة مصرية، وكلا الأمرين غير حقيقى ولا منطقى؛ لسبب بسيط، هو إننا مش مختومين على قفانا زى الجماعة بتوع الإخوان أبرياء، و(مرسي) راجع!