رئيس التحرير
عصام كامل

«الأدباء والكتاب العرب» يؤيد خطوات «الإمارات» لمواجهة الإرهاب.. عرض قضية فلسطين في البيان الختامي.. إدانة تدمير التراث العربي.. دعوة للقضاء على الأمية الثقافية.. ومطالب باحترام وثي


عبر المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، عن تأييده للخطوات التي اتخذتها دولة الإمارات العربية المتحدة في مواجهة الإرهاب، ومن يدعمه للحفاظ على أمنها، وضمان استقرارها واستمرار نهضتها، كما أعاد تأكيده لحقها الثابت في استرداد جزرها الثلاثة المحتلة من إيران طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، باعتبارها جزءًا من أراضيها.


جاء ذلك في البيان الختامي الذي صدر عن اجتماعات المكتب الدائم في طنجة المغرب، حيث ألقى البيان الدكتور عمر قدور، رئيس الاتحاد القومي للأدباء والكتاب السودانيين، في الحفل الختامي للاجتماعات، والذي حضرته الوفود المشاركة إلى جانب الرسميين المغاربة والمشاركين في الندوات والأمسيات الأدبية والحضور والإعلاميين.

وعرض البيان مجموعة من القضايا العربية الراهنة، وعبر عن موقفه إزاءها، لا سيما ما يتصل بالقضية الفلسطينية والأحداث في سوريا والعراق وليبيا واليمن، كما رحب بالتحولات الإيجابية التي تشهدها مصر وتونس، وتناول كذلك التحديات التي يعيشها الكاتب العربي في مواجهة قوى الإرهاب في مختلف أشكاله، داعيا إلى ترسيخ مفاهيم الحوار والديمقراطية وإقامة العدل وإعلاء قيم المواطنة، والتداول السلمي للسلطة في أرجاء وطننا العربي.

مشاركة إماراتية

كان المكتب الدائم أنهى اجتماعاته بمشاركة وفود تمثل اتحادات وروابط وأسر وجمعيات الأدباء والكتاب العرب، في كل من مصر والسودان وتونس والجزائر والمغرب وفلسطين ولبنان والأردن والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان، وكان الوفد الإماراتي برئاسة حبيب الصايغ، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وعضوية الهنوف محمد عضو مجلس الإدارة المسئول الثقافي.

حال الحريات


وفيما يتصل بحال الحريات في الوطن العربي أصدر المكتب الدائم بيان حول الحريات في الوطن العربي الذي ألقاه حبيب الصايغ، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ورحب البيان بالتطورات الإيجابية التي حدثت في بعض البلدان العربية خلال الفترة الماضية، من ترسيخ لثقافة التسامح والتوافق المجتمعي في ظل التعددية الدينية أو المذهبية أو العرقية في بلدان عربية أخرى، لكنه رصد أيضًا الكثير من الإخفاقات والانتهاكات لحرية المبدعين خلال الفترة نفسها، وعبر عن قلقه إزاءها.

وطالب البيان بالتزام كل الدول العربية بالوثيقة الدولية لحقوق الإنسان، وضمان حرية التنقل للمواطن العربي، لا سيما المثقف أديبًا ومفكرًا، وعدم المساس بحريته بسبب رأيه.

وشدد المجتمعون على ضرورة احترام الأحكام القضائية طالما استندت لقوانين، مع المطالبة بتعديل التشريعات بما يتناسب مع صون الحريات العامة، مع رفض تسييس القضاء في بعض البلدان العربية؛ ليظل تابعًا للسلطة التنفيذية، وسيفًا مسلطًا على الكُتَّاب وعموم المبدعين، معلنين رفضهم القاطع للتعرض للحريات العامة، والحريات الشخصية طالما أنها تحترم أدب التخاطب، وتحافظ على الوحدة الوطنية القومية، ولا تنطلق من التعصب المذهبي والطائفي البغيض.

البيان الثقافي

وإلى جانب ذلك أصدر المكتب الدائم البيان الثقافي الذي ألقاه الدكتور علاء عبد الهادي، رئيس اتحاد كتاب مصر، أكد فيه المجتمعون أن أمن الوطن العربي يكمن في أمنه الثقافي، وأن أمنه الثقافي في أمن مثقفيه، الأمر الذي يتطلب من الحكومات العربية أن تكون الثقافة في سلم الأولويات، كي يستطيع الأدباء والكتاب أن يلعبوا أدوارهم التنويرية والفكرية المنوطة بهم.

كما عبروا عن رفضهم لتهميش العديد من الحكومات والسلطات العربية للمثقفين، والنظر إلى الثقافة والمثقفين بصفتهم مشكلة على الرغم من كونهم قاطرة أي مجتمع حديث للتغيير، الوضع الذي أسهم في إضعاف دور الثقافة والمثقفين، فزادت حدة الاحتراب بين أبناء الهوية الواحدة، ووجدت دعاوي التعصب والإرهاب تربة صالحة تعيش فيها، ويستثمرها أعداؤها.

التراث المادي


وأدان المجتمعون ما تعرض له التراث المادي والمعالم الأثرية والمعمارية، والمتاحف في عدد من الدول العربية من اعتداء، وتدمير وسرقة وتشويه على أيدي التنظيمات الإرهابية المشبوهة، فضلًا عن التراث والموروث العربيين في فلسطين المحتلة، اللذين يتعرضان بصورة مخطط لها ومنتظمة للسرقة والتهويد.

ودعا المجتمعون إلى مكافحة "الأمية الثقافية"، وإلى الاهتمام باللغة العربية وتعزيز مكانتها، وإلى إيلاء ثقافة الأطفال وأدب الأطفال والناشئة اهتمامًا نوعيًّا في هذه المرحلة، كما عبروا عن وقوفهم مع ثقافة المقاومة بكل صورها وأشكالها.

المؤتمر العام في أبوظبي


ومن المقرر أن يعقب اجتماعات المكتب الدائم في طنجة المؤتمر العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الذي تستضيفه أبوظبي بدءًا من يوم 10 ديسمبر حيث تصل الوفود حتى يوم 14 من الشهر، تتخلله احتفالية الكاتب العربي.

وسيكون من ضمن جدول أعماله انتخاب أمين عام جديد بعد أن تنتهي ولاية الكاتب العربي الكبير من مصر محمد سلماوي الأمين العام الحالي، وهو الاستحقاق، الذي ينظر إليه اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بعين الجدية، باعتبار أن الإمارات ستكون هي البلد المضيف، مع ما يترتب على ذلك من مسؤوليات يطمح الاتحاد إلى تحملها، بغرض ترسيخ، وتأكيد الدور الثقافي القيادي لدولة الإمارات.
الجريدة الرسمية