رئيس التحرير
عصام كامل

لا تبالغوا بخصوص الإخوان والأمريكان!


الحكمة والموضوعية تقتضي منا ألا نبالغ كثيرا أو حتى قليلا بخصوص عدم مقابلة المسئولين الأمريكيين لوفد إخواني زار واشنطن مؤخرًا.. نعم هذا أمر طيب وتغير في أسلوب تعامل الأمريكان مع الإخوان بعد الثالث من يوليو ٢٠١٣، يوم عزل مرسي والإطاحة بالحكم الإخواني في مصر.. ولكن ليس معنى ذلك أن الأمريكان انتقلوا من صف الذين يناهضون الدولة المصرية الجديدة إلى صف من يؤيدونها ويدعمونها، أو أنهم توقفوا عن التآمر ضدنا، أو تخلوا عن خططهم الإستراتيجية التي أعدوها للهيمنة على بلادنا.. بل ليس معنى ذلك أن العلاقات الأمريكية مع الإخوان قد قطعت، أو أن الاتصالات الأمريكية الرسمية قد توقفت.. بل لعلها لم تعد علنية مثلما كانت من قبل، وعادت سيرتها الأولى في سنوات بداية الانفتاح الأمريكي على الإخوان التي اعتمدت على لقاءات إخوانية مع أمريكيين غير مسئولين في الإدارة الأمريكية.


يا سادة يا كرام.. امتناع واشنطن عن لقاء الوفد الإخواني رسميًا أمر طيب، ولكنه لا يرقى إلى مستوى الانتصار الضخم الذي نهلل له.. ويجب ألا ننسى أن وكلاء أمريكا في مصر مازلوا يعملون بهمة ونشاط ضد دولة ٣٠ يونيو، وهؤلاء مازالت واشنطن تدعمهم وتساندهم بوسائل شتى، من بينها وسيلة الدعم المالي، وأيضًا وسيلة الدعم السياسي من خلال ملف حقوق الإنسان والإصلاح الديمقراطي، وهذا ما فعلته الإدارة الأمريكية بتقريرها الأخير للكونجرس.. انتبهوا ولا تخدركم نشوة موقف ما.
الجريدة الرسمية