رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية.. مصر وسوريا وليبيا في حرب باردة مع «أردوغان».. الإخوان تسعى إلى العنف وخسارتها على جميع المستويات.. شرطة نيويورك تحاول تجنيد مسلمي الولايات المتحدة لمحاربة "داعش"


تنوعت اهتمامات الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الأربعاء، بين العديد من القضايا الدولية التي كان من أبرزها الحرب الباردة التي يشنها أردوغان ضد دول المنطقة، وإعلان الإخوان تبنيهم العنف، ورحيل الأسد.


تركيا حامي الإخوان
وصف مركز جيت ستون الأمريكي، تركيا بأنها حامي جماعة الإخوان، مشيرا إلى أن سوريا ومصر وليبيا جميعهم في حرب باردة مع تركيا بدرجات متفاوتة، ويتهمونها بدعم الإخوان والإرهابيين.

وأشار جيت ستون، إلى أن تركيا تنفي دعمها للإرهاب، وتدعي أن الإخوان مثل حماس وعنصر ديمقراطي في الحياة السياسية، لكن الإخوان في غضون 24 ساعة فقط في 13 أغسطس عام 2013، دمروا 52 كنيسة في مصر خلال فترة حكم المعزول محمد مرسي.

وخلال حكم مرسي، قام الإخوان بالعديد من الحوادث الموثقة التي من بينها الهجوم والخطف وعمليات التعذيب للعشرات، وإن لم يكن المئات من المسيحيين عقب الإطاحة بمرسي، وكانت مذابح الإخوان ضد المسيحيين في مصر تدار بمنهجية، ولم نسمع حينها الزعيم التركي رجب طيب أردوغان ينتقد أي حادث ارتكبه الإخوان، إلا أنه وقف وبصوت عال يدين الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد الإطاحة بمرسي.

وأضاف جيت ستون، أن مصر قضية ساخنة في السياسة التركية؛ لأن الإخوان يلقون دعما قويا في تركيا، ويعد الإسلاميون في تركيا والإخوان بمثابة إخوة.

تجنيد مسلمي أمريكا
قررت شرطة "نيويورك" توطيد علاقتها بمسلمي الولايات المتحدة؛ محاولةً منها لمحاربة جهود ما يسمى بتنظيم داعش الإرهابي، مع تصاعده حول العالم وتجنيده المواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي - وفقًا لما ذكره موقع "جويش فويس نيويورك" الأمريكي.

ومن جانبه، قال "جون ميلر" - مسئول مكافحة الإرهاب في شرطة نيويورك -: "داعش موجود بقوة على "تويتر" و"Tumblr" و"فيس بوك"، أي معظم مواقع التواصل الاجتماعي تقريبًا، فضلًا عن انتشار مقاطع الفيديو على "يوتيوب".

ولفت الموقع، إلى مساعدة إستراتيجية التنظيم على الإنترنت على تجنيد المزيد من الشباب والذئاب المنفردة لتنفيذ عمليات إرهابية خارج سوريا والعراق؛ حيث يقدر عدد المجندين على الإنترنت بـ20 ألف مجند من 90 دولة مختلفة حول العالم.

وأعرب "ميلر" عن رغبته في مشاركة الشباب المسلمين في محاربة التنظيم، ولكنه رأى بعض المقاومة، موضحًا: "لن تقنع الشرطة أو الحكومة الشباب، لهذا فنحن بحاجة لشخصية ذات كاريزما يصدقها الناس".

إعلان الإخوان العنف
ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن جماعة الإخوان دفعت شباب مصر من مؤيديها لتكتيكات المواجهة مع الدولة، ورفض الدعوات إلى الالتزام بالسلمية وعدم العنف.

وأشارت الصحيفة، إلى وجود خلافات داخل الجماعة ولكنها مبهمة ولم يعلن عنها بشكل واضح، موضحة أن شباب الإخوان رفعوا شعار "أي شيء حتى الرصاص"، ما يعني أن أي شكل من أشكال التخريب مقبول حتى إطلاق النار.

وأعلن المتحدث باسم الإخوان محمد منتصر، المنتخب حديثًا لقيادة شباب الجماعة، أن الإخوان لديهم طريق ثوري بكل آلياته، ما يعني أن أي شكل من أشكال العنف مسموح به إلى جانب تخطي جميع الوسائل المشروعة.

وأوضحت الصحيفة، أن كبار قادة الإخوان في تركيا ادعوا أنهم يرفضون المواجهة العنيفة ولا يقبلون بتحول الثورة لصراع عنيف أو مسلح، ومن بين هؤلاء القادة عمرو دراج، الوزير السابق في حكومة المعزول محمد مرسي.

ولفتت الصحيفة، إلى أن المحللين يرون وجود انقسام داخل الإخوان، ما يهدد التماسك الداخلي لهم، الذي كان واحدا من الأسباب الرئيسية لبقاء الجماعة على مدى 90 عاما، ولجوء الإخوان للعنف سيؤدي إلى اشتعال الرأي العام في الداخل والخارج.

وتابعت: إن استخدام الإخوان للعنف سيتسبب في ارتفاع مستوياته في مصر التي بدأت تتعافى بعد 4 سنوات من الاضطرابات الثورية، موضحة أن المحللين يؤكدون أن الجيل الجديد من الإخوان الذي انتخب في العام الماضي لمناصب قيادية، يتهم القادة الأقدم بسوء الإدارة ويشعرون بغضب من كبار القادة، ويريدون استجابة سريعة للحفاظ على ما تبقى من هيكل الجماعة.

ونقلت الصحيفة عن المحلل خليل العناني، وهو محاضر في جامعة جونز هوبكنز، قوله: "الميل نحو مزيد من العنف يمكن أن يأتي بنتائج عكسية فقط، وسيخسر الإخوان نتيجة ذلك".

رحيل الأسد
أكدت صحيفة التليجراف البريطانية، أن مؤتمر الدول الصناعية السبعة يناقش مصير سوريا في المستقبل، وتنحي الرئيس بشار الأسد من الحكم، وعلاقة روسيا بالغرب وبالنظام السوري.

وأشارت الصحيفة، إلى توقعات الغرب منذ تحول الثورة السورية إلى حرب أهلية، والتوقع بسقوط نظام الأسد مثلما حدث في بلدان الربيع العربي، ولكن بفضل الدعم الإيراني ظل الأسد حتى الآن وانتشرت الجماعات المتطرفة، وباتت لهم موطئ قدم في سوريا وخارج الحدود السورية في الدول الجوار.

ولفتت الصحيفة، إلى طلب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بتصويت البرلمان على التدخل العسكري في سوريا ضد نظام الأسد، ولكن البرلمان لم يوافق على مقترح كاميرون؛ لعدم إقحام المملكة المتحدة في مزيد من الحروب في الخارج.

وأوضحت الصحيفة، أن الغرب واجه العديد من المشاكل بشأن سوريا ورحيل الأسد، التي كان من أهمها مَن سيحكم سوريا بعد زوال نظام الأسد؟، وخاصة بعد التطورات الأخيرة التي تؤكد تقدم القوى الإسلامية المختلفة في سوريا، وتراجع الأسد وفقدانه السيطرة على العديد من الأراضي.

وأضافت الصحيفة، أن هناك مناقشات متداولة حول توافق المصالح بين الغرب وروسيا وإيران، قد تؤدي للتوصل إلى تنحي الأسد والتشجيع على تسوية سياسية في سوريا.

وترى الصحيفة، أن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل فعلًا ستتخلى روسيا وإيران عن حليفها الأسد؟، ويتفقان مع الغرب على تسوية سياسية في سوريا تضمن مصالحهما، ويبقى الخيار لهم - وفقا للمصالح التي تقتضي لكل منهما.

ونوهت الصحيفة، إلى سيطرة المعارضة السورية على قاعدة رئيسية من الجيش السوري في جنوب البلاد أمس الثلاثاء، ما يعد نكسة للرئيس بشار الأسد مع تزايد الضغوط عليه بعد الخسائر التي تكبدها مؤخرًا في أماكن أخرى، ما يزيد من انتكاسات الأسد، وقد يؤدي ذلك إلى التوصل لاتفاق سياسي في سوريا.

وكان وزير الخارجية الألماني فالتر شتاينماير، أكد أن الغرب بحاجة إلى مساعدة روسيا في جهود تسوية النزاعات المجمدة في أوربا وسوريا والعراق وليبيا، وفي المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.

استثناء الحزب الحاكم في تركيا
اهتمت صحيفة "التايمز" البريطانية، بالخطوات التي ستتخذها تركيا عقب نتائج الانتخابات البرلمانية، والتوقعات المحتملة لتشكيل حكومة تركية متوقعة، مع استثناء الحزب الحاكم.

وقالت الصحيفة: إن قوى سياسية تسعى لتشكيل ائتلاف حكومي كبير، يستثني الحزب الحاكم للرئيس رجب طيب أردوغان، حزب العدالة والتنمية.

وأشارت الصحيفة، إلى أن حزب الشعب الجمهوري، بالمشاركة مع حزب العمل الوطني اليميني وحزب الشعب الديمقراطي القريب من الأكراد، تقدموا بهذه المبادرة لاستثناء الحزب الحاكم من الائتلاف الحكومي، موضحة أن الأحزاب الثلاثة طالبوا سابقًا بالتحقيق في تهم الفساد في تركيا، التي طالت قياديًا بالحزب الحاكم لأردوغان.

وأضافت الصحيفة: إن حزب العدالة والتنمية الحاكم، فاز بنسبة نحو 41% من الأصوات، دون تحقيق الأغلبية المطلقة التي تخول له تشكيل حكومة أغلبية، وبعد إجراء الانتخابات بيومين، قبل أردوغان استقالة الحكومة التركية برئاسة أحمد داوود أوغلو.
الجريدة الرسمية