رئيس التحرير
عصام كامل

دين الإخوان


يظن البعض من السادة السذج، أن جماعة الإخوان تريد رفعة الإسلام وتطبيق مفاهيمه وقواعده، ولكنك لكي تعرف كنة جماعة دينية، ينبغي أن ترى قدر الرسول صلى الله عليه وسلم فيها، ومقدار اتباعها للسنة، وفوق هذا يجب أن تنظر لإقامتها الدين في أنفسهم أولا، قبل أن يطلبوا إقامته في دولتهم، هل أقاموا الدين حقًا في سلوكياتهم ووعودهم وأخلاقهم؟ أم أنهم خاصموه؟، هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم هو قدوتهم كما يقولون في شعاراتهم؟، أم أن لهم قدوة أخرى؟.. إذ كان ما سلف لا خلاف عليه ولا اختلاف فيه، إذن فتعالوا ننظر إلى دين الإخوان.


جماعة الإخوان ليست مذهبا دينيا، ولكنها "جماعة سياسية دينية" تضع هذا على ذاك، على ظن منها أن الإسلام مادام أنه دين شامل، فإن التنظيم الذي يتحدث عنه يجب أن يكون شاملا، فالإخوان إذن تمسك طرفا من السياسة، وطرفا من الدين، وهي إذ تمسك طرف السياسة تصبح حياتها كلها تتمحور حول الحكم، وحين تمسك طرف الدين نجد أن دينها كله يتمحور حول الحكم أيضًا، بحيث لا ينفك عنه قيد أنملة، وكأن الدين عندهم أن يحكم الإخوان، ولذلك فإن دين الإخوان هو الحكم ولا شيء غيره، أما عن غير الحكم فلن تجد شيئا عند الإخوان، لن تجدهم في الفقه أو التفسير أو أي علم من علوم الدين، ولن تجد مجتهدا واحدا يصلح أن يكون إماما لأمته، بل إن آلة الاجتهاد عندهم ظلت معطلة منذ أن أطل علينا إمامهم البنا إلى الآن، ولعل ذلك يرجع إلى الفقر الفقهي الذي تعيشه الجماعة، حتى أنك لو بحثت ولو بمنظار مكبر عن فقيه إخواني لأعيتك الحيل، وبات العالم النحرير منهم من كثرة الاستظراف والسماجة العلمية "فكيهًا لا فقيهًا".

وإذا أردت أن تعرف قدر الرسول صلى الله عليه وسلم عندهم فاستمع لهذا الهتاف: "سلسبيل عين في الجنة وإحنا اشتقنا لحسن البنا"، كان هذا هو الهتاف الذي أطلقه خيرت الشاطر الإخواني العتيد، عقب خروجه وسط حرّاسه من مبنى نيابة أمن الدولة عام 1992، عقب أن أصدرت النيابة قرارا بحبسه، وحين أطلق الشاطر هتافه تجمع حوله عشرات من شباب الإخوان الذين كانوا يقفون أمام مبنى النيابة، وانضموا إليه في هتافه بحماس كبير، ولكن لم يحدث أبدًا أن سمعنا أي هتاف يُعبِّر فيه الإخوان عن شوقهم للرسول صلى الله عليه وسلم!
الجريدة الرسمية