رئيس التحرير
عصام كامل

«دُور الأيتام» خارج حسابات «التضامن الاجتماعي».. شباب تخطوا الثلاثين يقيمون بها والإدارة تستولي على الوحدات المخصصة لهم.. «أم القرى» وكر لتجارة المخدرات.. السرقة والتسول


من فترةٍ لأخرى نقرأ في كلِّ الصحف ونسمع من وسائل الإعلام المختلفة، عن تعدي بعض الشباب من المقيمين في دُور الأيتام على موظفي وزارة التضامن الاجتماعي، أو سيطرتهم على الدار بشكل كامل، ومنعهم لأي مسئول من دخول عشهم المُلغَّم.


وفى هذا السياق تدور العديد من علامات الاستفهام حول موقف وزارة التضامن الاجتماعي من مثل هذه الدُّور، ولماذا لا تتمكن من السيطرة عليها، أو غلقها تمامًا، أو القبض على العناصر المشاغبة من هؤلاء الشباب.

وفي محاولة من "فيتو" للتعرف على أهم أسباب هذه المشكلة، استطلعت آراء بعض أبناء هذه الدُّور.

وعلمت "فيتو" أن الشباب المقيمين في هذه الدُّور يبلغ بعضهم سن الثلاثين، وعلى الرغم من ذلك لازالوا مقيمين بها، بل والأغرب من ذلك أنه من الممكن أن يتزوج الشاب ويأتي بزوجته تقيم معه في الدار.

غياب الإشراف والإدارة
وهناك العديد من المشاكل الموجودة بهذه الدُّور، ويقول حسن جمعة، 26 عامًا، أحد أبناء دار الرواد: إن الدار ليس بها مشرفون من الأساس أو إدارة، ويسكن بها نحو 300 شاب في عمارة سكنية بمفردهم لا رقيب ولا حسيب عليهم، وأصغرهم لا يتعدى الـ«13 عامًا».

وحدات سكنية مسروقة
وكشف "جمعة" خلال حديثه مع "فيتو"، عن مشكلة أخرى يعانيها 30 شابًا من أبناء الدار، وهي "الوحدات السكنية المسروقة" والتي باتت كابوسًا يهدد حاضرهم ومستقبلهم، لافتًا إلى أن مجلس إدارة الدار قد اشترى 30 وحدة سكنية منذ إقامة مشروع سوزان مبارك لإسكان الشباب الأيتام، بأسمائهم، ثم غيَّر مجلس الإدارة بعد ذلك أسماء الشباب، ووضع أسماء أخرى مما أضاع حقهم في الوحدات السكنية.

تسرب من التعليم
وقال "جمعة": إن عدم وجود مراقبة أو رعاية للأطفال داخل الدار أدى إلى تسربهم من التعليم، بالإضافة إلى خروجهم للشارع بحثًا عن قوت يومهم والعمل في أي حرفة من أجل الحصول على المال، مشيرًا إلى عدم وجود طهاة في الدار أو أيٍّ من عناصر الهيكل الوظيفي الذي لا تُؤسَّس الدار بدونه.

التسول
وأوضح "جمعة" أن كل طفل يحدد الصواب والخطأ بناءً على وعيه الخاص الذي حدده من التعامل مع الناس بالشارع، والذي يعد منبعًا لارتكاب الجريمة في بعض الأحيان، فمنهم مَن يخرج للعمل بتجارة المخدرات أو السرقة أو التسول في الشوارع، ومنهم مَن تقل لديه روح الجريمة ويخرج للعمل في أي حرفه بسيطة إن وجد، وفى النهاية لا يُرحَم من استغلال صاحب العمل.

تجارة المخدرات
وتُعتَبر دار الرواد ليست الوحيدة التي تعاني من هذه المشاكل، فعلى سبيل المثال لا الحصر لازال هناك مشاكل قائمة أيضًا بدار أم القرى بمدينة 6 أكتوبر، والتي لا يختلف حال أبنائها كثيرًا عن حال أبناء دار الرواد، حيث تحولت الدار أشبه ما تكون بالوكر تُبَاع بها المخدرات، وتهجم قوات الشرطة عليها من فترة لأخرى للقبض على الشباب المقيمين بها من المسجلين أو المحكوم عليهم بالسجن.

وفي هذا السياق قال كمال الشريف، وكيل أول وزارة التضامن الاجتماعي: إن السبب الرئيسي في مثل هذا النوع من المشاكل هو وجود عدد كبير من أبناء هذه الدور، تعدوا السن المسموح لهم فيه بالإقامة في الدار، لافتًا إلى أن هؤلاء الشباب يرفضون ترك الدار والخروج منها، وغالبًا ما يكونون أكثر عنفًا في التعامل وإيذاءً لمَن حولهم.

دور "التضامن"
وأشار "الشريف" في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، إلى أن وزارة التضامن تعمل حاليًا على حل مشاكل هؤلاء الشباب، وإيجاد وحدات سكنية لمَن ليس له مكان بديل للإقامة به.

وأوضح أن الوزارة قد شكَّلت فِرَقًا للتدخل السريع والتعامل مع هذه الدور، مشيرًا إلى أن الحوادث التي كانت تقع بها قَلَّت بشكل ملحوظ عن الماضي.

وأشار "الشريف" إلى أن هناك لجان من وزارة الداخلية تتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، وتقدم لها الدعم الكافي للسيطرة على مثل هذه الدُّور، موضحًا أن مجالس إدارات الجمعيات تلجأ مباشرةً للشرطة لمساعدتهم.
الجريدة الرسمية