التنقيب عن الآثار في ربوع مصر.. البحوث الفلكية: الدلتا مليئة بالأماكن الأثرية.. لدينا أجهزة توفر الوقت والجهد.. مدير المتحف المصري: نواجه صعوبات في توثيق الآثار.. ودورات تدريبية لتبادل الأفكار
يعتبر علم الجيوفزياء أحد العلوم المهمة في مصر والذي يدخل في العديد من المجالات أهمها الكشف عن الآثار وتحديد أماكن المقابر الأثرية ولكن الكثير منا لا يدرك أهمية هذا العلم، وكلمة "جيو " تعني الأرض و"فيزياء " تحت الأرض.
التوصل إلى أماكن الآثار
يقول الدكتور جاد القاضي أستاذ الجيوفيزياء بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن علم الجيوفيزياء يهدف إلى التعرف على كل ما هو تحت سطح الأرض، مشيرا إلى أن المعهد منوط بالتنقيب عن الآثار، لافتا إلى وجود آلاف الآثار في ربوع مصر قائلا " الدلتا بها عدد لا حصر له من الأماكن الأثرية، والمعهد هو الجهة الوحيدة التي تملك أجهزة للتنقيب عنها".
وتابع: المعهد ينقب فقط ولا يقوم بأى عمليات حفر عن أي آثار، مشيرا إلى أن دوره ليس الحفر ولكن البعثات الأجنبية التي تحضر إلى مصر هي المنوطة بأعمال الحفر.
أجهزة توفر الوقت والجهد
قال الدكتور مجدي عطية، أستاذ الجيوفيزياء بالمعهد للقومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن المعهد يوفر أجهزة تكشف عن الآثار الموجودة في مصر، وهذه الأجهزة توفر الوقت والجهد، لخبراء الآثار التابعين للمجلس الأعلى للآثار، بدلا من الطرق البدائية التي تستغرق وقتًا طويلًا للكشف عن أثر واحد فقط وفى بعض الأحيان لا يتم الكشف عن أي أثر لعدم تحديد المكان بدقة، بعكس الأجهزة القادرة على تحديد مكان الآثار وحجمها والعوائق التي تقابل المتخصصين تحت الأرض.
وأضاف أستاذ الجيوفيزياء في وادى الممويات، أن أجهزة المعهد والطرق الحديثة تحافظ على العمر الافتراضي للآثار، مشيرا إلى أن الأثر يبدأ في فقد قيمته الأثرية بدءا من فتح المقبرة عليه وحتى استخراجه من مكانه.
وتابع: تتعدد طرق الكشف عن الآثار والأجهزة المستخدمة فأجهزة الــ GPR من أفضل الطرق المستخدمة، لافتا إلى أنه توجد طريقة باستخدام العين فكلما وجدت منطقة خضراء للغاية وبجانبها قطعة أرض باهتة دل ذلك على وجود آثار بالمنطقة.
صعوبات في توثيق الآثار
قال الدكتور سعيد عبد الحميد مدير المتحف المصرى، إن علم الآثار هو علم متكامل يعتمد على فريق العمل، مشيرا إلى أن المرمم هو الشخص الرئيسي في عملية توثيق الآثار، لافتا إلى أنه كلما كانت المواد المستخدمة في الترميم قليلة زاد العمر الافتراضى للأثر.
وأكد أن خصوصية التعامل مع المواد الأثرية أمر هام، حيث إن إخصائى الترميم لا بد أن يتمتع بالقدرة على التعامل مع المواد الأثرية، وأن تكون لديه خبرة 10 سنوات على الأقل حتى يمتلك الخلفية العلمية للتعامل مع أي مفاجآت تحدث أثناء الكشف.
وأضاف مدير المتحف المصرى، أن أهم مشاكل الآثار في مصر هو صعوبة توثيق الآثار، مطالبا بأن يكون الترميم جزءا من توثيقها وأن يكون المرمم ملما بالعديد من التخصصات الأثرية.
وأوضح أن هناك دراسات ضرورية لا بد أن يقوم بها الإخصائى قبل عملية الكشف، أهمها درجة الحرارة وحركة الشمس لكى يؤهل البنية التحتية لترميم الأثر، مضيفا أن الأملاح من أكثر السلبيات التي تؤثر على قيمة الآثار.
دورات تدريبية
وأكد أهمية تنظيم العديد من الدورات التدريبية والندوات المتخصصة لتبادل الآراء والأفكار والتعرف على كل ما هو جديد في مجال الكشف والتنقيب عن الآثار، مشددا على أهمية الاعتماد على الأبحاث والدراسات العلمية.
تجدر الإشارة إلى أن المعهد القومي للبحوث الفلكية يعقد اليوم الثلاثاء ندوة تحت عنوان "التنقيب عن الآثار"، بحضور العديد من المتخصصين في علم الجيوفيزياء وأساتذة الآثار.