رئيس التحرير
عصام كامل

أم سورية لـ «التليجراف»: زوجي ضابط مخابرات تمرد على النظام وقتل بعد انضمامه للجيش السوري الحر.. وُضعت أمام خيارين إما الزواج بزعيم داعش أو التحول لـ«عبدة».. وهربت لتركيا وتعرضت لمح


كشفت صحيفة التليجراف البريطانية عن قصة امرأة سورية هربت من أحد قادة تنظيم داعش الإرهابي بعد طلبه الزواج بها أو أن تصبح عبدة له.

مستقبل مشرق

أشارت الصحيفة إلى أن شكران خليل علوي تبلغ من العمر 37 عاما ولديها ابن يدعى مصطفى وعمره 7 سنوات، توفي زوجها جراء الحرب السورية المستمرة منذ 5 سنوات.

وأوضحت الصحيفة أن شكران كان لها مستقبل مشرق في مطلع عام 2011 عندما انتقلت هي وزوجها إلى شرق مدينة دير الزور، وكان زوجها ضابط مخابرات لكن عند اندلاع الثورة انضم زوجها للجيش السوري الحر وعرفت بعد ذلك أنه قتل في هجوم صاروخي وهو على خط المواجهة، وعاشت على مدى 4 سنوات تحت حكم داعش، لكن أجبرت على الفرار عندما وضعت أمام خيارين أن تكون زوجة زعيم داعش أو تصبح عبدة له.

معاناة النساء السوريات

وأضافت الصحيفة أن حال شكران مثل العديد من النساء السوريات اللاتي يعيشن تحت قبضة "داعش"، ويعانين سوء الحظ لأن ليس لديهن أزواج ما دفع البعض ليتزوجن بمقاتلي التنظيم بالإجبار أو بسبب الفقر المدقع واليأس بسبب الحرب الأهلية التي جعلتهن يتزوجن بعناصر داعش لكي يبقين فقط على قيد الحياة.

القائمة السوداء

ولفتت الصحيفة إلى أن شكران وضعت على القائمة السوداء للنظام السوري بعد تمرد زوجها وانضمامه للمعارضة ولم يمكنها العودة إلى أسرتها التي تعيش في مدينة الحسكة التي تسيطر عليها الحكومة، ما دفعها للبقاء في قبضة داعش، وتطوعت شكران للعمل في مدرسة ابتدائية لتعليم الأطفال في ملجأ تحت الأرض، وكانوا يتعرضون باستمرار لقنابل البرميل التي تلقيها الطائرات المقاتلة السورية.

زوجة أو عبدة

ونوهت الصحيفة إلى أنه خلال عمل شكران "مدرسة" طلب رجل الزواج بها وقال لها إنه ليبرالي مسلم واعتقدت أنها مزحة لكن أرسل لها سيدة أخرى تطلب يدها له، فرفضت وقالت إنها لا تفكر في الزواج وحتى هذا الوقت لم يكن "داعش" قد دخل المدينة، وكان الرجل ينتمي لجبهة النصرة وعندما دخل داعش المدينة ترقى الرجل المغربي لمنصب أمير بعد أن أعطى ولاءه لداعش سرا في البداية، وعندما أصبح أميرا جاء لمنزلها وأعطاها يومين للزواج به أو تصبح عبدة له على الرغم من أن شكران أكبر منه بـ 10 سنوات إلا أنه أصر على الزواج بها.

قسوة الحياة في تركيا

وأضافت الصحيفة، أن شكران تمكنت من الهروب بمساعدة الجيش السوري الحر عند الفجر وهربت بواسطة "قارب" عبر الأنهار في المدينة لتجنب نقاط تفتيش الجهاديين ووصلت إلى المدينة الحدودية أورفا التركية لبدء حياة جديدة، وبدأت شكران تقديم طلب عمل في المدارس والمطاعم ولكنها تعرضت لطمع وجشع بعض الرجال الذين يرغبون بممارسة الجنس معها في مقابل المال ولكنها رفضت، وتقول شكران إن الكثير من النساء السوريات يعانين نفس المشكلة.

ولفتت شكران إلى أنها عاشت لمدة 5 أشهر في ريف حلب في مجتمع اللاجئين السوريين، الذين استغلوا ضعفها وأنها وحيدة، وعاشت في شقة صغيرة مع أسرة هناك وكان رب الأسرة يريد الزواج بها كزوجة ثانية وغادرت هي وابنها المنزل.

وأوضحت الصحيفة أن شكران تعيش في الوقت الراهن في مدينة أورفا في غرفة واحدة بها مصباح كهربائي واحد ولا يوجد بها ماء، وتبحث عن وظيفة في المدارس أو تلجأ إلى التدريس للطلاب في المنازل.

وأضافت الصحيفة أن "شكران" أعربت عن أملها في حياة أفضل لها وابنها الصغير لكن لا تعرف أي مستقبل يمكن أن ينتظرهما في ظل الظروف الصعبة التي يمران بها.
الجريدة الرسمية