رئيس التحرير
عصام كامل

فازت تركيا وخسر أردوغان!


هذا العنوان هو الذي اختارته الصحف التركية المعارضة للرئيس التركي أردوغان تعليقا على النتائج الأولوية للانتخابات البرلمانية والتي جاءت بمثابة الصدمة له ولحزبه بل ولكل التيار السياسي الإسلامي في منطقتنا.. أي أن الخسارة لأردوغان وحده دائما للتنظيم الدولي للإخوان الذي لاذ بتركيا أردوغان مؤخرا، وأيضا للأمريكان الذين رأوا في النظام التركي السياسي نموذجا سعوا لفرضه على دول منطقتنا باعتباره نظاما طبعا يقبل الوصاية والهيمنة وينصاع لهم.


وبالنسبة لأردوغان فإن خسائره لا تحصي ولا تعد في هذه الانتخابات البرلمانية.. فهو لم يخسر فقط حلمه الإمبراطوري بتحويل النظام التركي إلى نظام رئاسي، وإنما خسر السيطرة على حكم تركيا من خلال حزبه «العدالة والتنمية» الذي لم يتمكن من إحراز الأغلبية وسيضطر إلى التحالف مع حزب أو آخر يختلف معه أيديولوجيا ويعارضه إن وجد من الأحزاب التركية من يقبل بالتحالف معه، وتشكيل حكومة ائتلاف معه، وإلا سيتم إعادة الانتخابات البرلمانية مجددا بعد ٤٥ يوما من تكليف حزبه بتشكيل الحكومة.

أما بالنسبة للتنظيم الدولي للإخوان فإن الخسارة فادحة، لأنه فقد الظهير والداعم والمساند له، في وقت يعاني فيه من الملاحقة في كثير من دول منطقتنا، وكراهية شعوبها للإخوان بعد أن كشفوا عن وجههم التكفيري الكريه والدافع للعنف.
غير أن خسارة الأمريكان أضخم وأكبر.. إنها خسارة رهان ضخم.. أو بالأصح استكمال لخسارة رهان على الإخوان وهي الخسارة التي بدأت بالإطاحة بحكم الإخوان في مصر قبل عامين.. وهكذا منطقتنا تتغير منذ ٣٠ يونيو وما حدث في تركيا ما هو إلا أحد توابع الهبة الشعبية المصرية.
الجريدة الرسمية