مصر بوابة «الأدباء العرب».. وصلت بـ«حمور» إلى البوكر.. «الفيتوري» استوعب دورها الثقافي.. «أبو ماضي» كتب «التذكار» من الإسكندرية.. «مطران» ار
لم يخطئ الشاعر الراحل كامل الشناوي، عندما قال للكاتب محمد حسنين هيكل وقت أن كان رئيس تحرير مجلة آخر ساعة، «إن مصر تاريخيا هي صانعة النجوم في الثقافة العربية»، فعلى أرضها عاش العظماء من أدباء وروائيين وشعراء، وتركت ذكريات خاصة في نفوسهم، وارتبط وجدانهم بهواءها ومياهها، حتى أن أحد الشعراء كتب قائلا « لَعمرك ما مصرٌ بمصرٍ وإنما..هي الجنة الدنيا لمن يتبصَّر..فأولادها الولدان والحور عِينُها.. وروضتها الفردوس والنيل كوثر".
حمور زيادة
نجم الروائي السوداني حمور زيادة، الذي أضاء مؤخرا، بعد حصوله على جائزة «نجيب محفوظ»، التي تقدمها الجامعة الأمريكية، عن روايته «شوق الدراويش»، ووصل بنفس الرواية للقائمة القصيرة بجائزة البوكر في نسختها العربية، وإعلانه فضل مصر عليه، يجعلنا نفتح ملف الشعراء والأدباء العرب الذين انطلقوا من مصر.
رفيق الصبان
فزيادة لم يكن الأول الذي انطلق من مصر، فقد سبقه الناقد السينمائي الكبير رفيق الصبان، الذي جاء من سوريا وأقام في مصر منذ أوائل السبعينات، وعمل أستاذا لمادة السيناريو في معهد السينما المصري، وكتب أكثر من 25 فيلما سينمائيا، ونحو 16 مسلسلا، إضافة إلى أنه حاصل على وسام الفنون والآداب الفرنسي من درجة فارس.
الفيتوري
قصة حياة الشاعر السوداني محمد الفيتورى، في الحياة والإبداع دالة لفهم أهمية الدور الثقافى المصرى الذي تجلى على لسان الشاعر الراحل كامل الشناوى وهو يقدم ويزكى الشاب محمد الفيتورى للعمل في مجلة آخر ساعة المصرية في بدايات خمسينات القرن العشرين ويقول لرئيس تحريرها حينئذ محمد حسنين هيكل: "إن مصر تاريخيا هي صانعة النجوم في الثقافة العربية".
اعتبر كثير من المثقفين المصريين الفيتوري "واحدا منهم"، ولد بالسودان ونشأ بمدينة الإسكندرية وتخرج في كلية دار العلوم في جامعة القاهرة، وشغل مناصب دبلوماسية في سفارات ليبيا، وكانت مصر حاضرة في إبداعات الفيتوري التي عبرت عن تعدد وثراء وتداخل مستويات هويته العربية والأفريقية، وارتبط بعلاقات وثيقة مع مثقفين ومبدعين مصريين.
إيليا أبو ماضي
الشاعر الكبير إيليا أبو ماضي، ارتبط أيضا بعلاقة وثيقة مع أم الدنيا، فقد ولد في قرية "المحيدثة" من قرى لبنان سنة 1891، ثم غادرها في سن الحادية عشرة إلى الإسكندرية، سنة 1900 ظل يعمل بمصر في التجارة وكان في أوقات فراغه ينظم الشعر وينشره في الصحف المصرية حتى اكتملت لديه مجموعة من القصائد جمعها في ديوان طبعه في مدينة الإسكندرية، وسماه "تذكار الماضي".
مطران خليل مطران
مطران خليل مطران لقب بشاعر «القطرين»، أي مصر ولبنان، لارتباطه بشدة بأرض الكنانة، وكان مطران صاحب حس وطني فقد شارك في بعض الحركات الوطنية التي أسهمت في تحرير الوطن العربي، ومن باريس انتقل مطران إلى محطة أخرى في حياته وهي مصر، وعمل كمحرر بجريدة الأهرام لعدد من السنوات، ثم قام بإنشاء "المجلة المصرية" ومن بعدها جريدة "الجوانب المصرية" اليومية والتي عمل فيها على مناصرة مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمر إصدارها على مدى أربع سنوات، وقام بترجمة عدة كتب.
وخلال فترة إقامته في مصر عهدت إليه وزارة المعارف المصرية بترجمة كتاب الموجز في علم الاقتصاد مع الشاعر حافظ إبراهيم، وصدر له ديوان شعر مطبوع في أربعة أجزاء عام 1908، عمل مطران على ترجمة مسرحيات شكسبير وغيرها من الأعمال الأجنبية، كما كان له دور فعال في النهوض بالمسرح القومي بمصر، ونظرًا لجهوده الأدبية المميزة قامت الحكومة المصرية بعقد مهرجان لتكريمه حضره جمع كبير من الأدباء والمفكرين ومن بينهم الأديب الكبير طه حسين.