رئيس التحرير
عصام كامل

أوهام بقايا ٦ إبريل! «٣»


دعوة بقايا ٦ إبريل للإضراب ليست فقط تعكس أوهامًا لديها، تحاول استرجاع الماضي رغم اختلاف الحاضر عنه، ولكنها أيضًا تكشف لنا حقيقة الموقف الأمريكي تجاه بلدنا؛ لأن حركة ٦ إبريل ربطت نفسها بواسطة مؤسسيها وقادتها بالأجندة الأمريكية منذ وقت مبكر جدًا، ولعله قبل تأسيس تلك الحركة.


وإصرار بقايا ٦ إبريل على موقفها سواء تجاه ٣٠ يونيو أو الثالث من يوليو، يعبر هنا عن أن الموقف الحقيقي الذي يضمره الأمريكان لنا، هو رفض ما ترتب على ٣٠ يونيو والثالث من يوليو، من نتائج وآثار في مصر حتى الآن على رأسها بالطبع تشكيل حكم جديد في البلاد.

صحيح أن شكل العلاقات العلنية الرسمية تغير، وما اتخذته الإدارة الأمريكية من إجراءات ضدنا كان في مقدمتها تجميد المساعدات العسكرية توقف، ولكن واشنطن مازالت تأمل والمهم تسعى لتغيير الأوضاع السياسية في مصر وفرض أجندتها على بلادنا، ومن بينها الإتيان بحكم يقبل بهيمنتها علينا ويسير في ركابها وينفذ تعليماتها، ويرضى بتقزيم بلادنا بل تقسيمها أيضًا والتفريط في أرضها.

هذا على المستوى الإستراتيجي، أما على المستوى التكتيكي، فإن دعوة بقايا ٦ إبريل التي تسترجع فيها ما فعلته الحركة في الماضي، فهو تمسك بذات التكتيك القديم الذي اتخذته واشنطن ووكلاؤها مع الإخوان في الانقضاض على نظام مبارك لإسقاطه؛ تواطؤا لتمكين الإخوان فيما بعد من حكم مصر.

إذن.. لا تغيير إستراتيجي في المواقف الأمريكية تجاهنا ولا حتى هناك تغيير تكتيكي.. الأمريكان يعيدون مجددا ممارسة ذات اللعبة تجاهنا، ولكنهم بالتأكيد هم ووكلاؤهم مخطئون؛ لأنهم في الماضي استثمروا غضبا لكنهم في الحاضر يحاولون أن يصنعوا هذا الغضب.
الجريدة الرسمية