رئيس التحرير
عصام كامل

وداع أسطوري لـ«تشافي» بعد 25 لقبا أحرزه مع «برشلونة»


أنهى تشافي هرنانديز مسيرته الكروية مع فريقه برشلونة الإسباني بلقب غال، هو الرابع له في مسابقة دوري أبطال أوروبا، بعد الفوز على يوفنتوس الإيطالي بثلاثة أهداف مقابل هدف، مساء أمس السبت، على الملعب الأوليمبي في برلين.


وكانت موقعة برلين تاريخية لتشافي "35 عاما" لأنها المباراة رقم 151 للاعب الوسط الدولي السابق في مسابقة دوري أبطال أوروبا ، وودع القارة العجوز كأكثر لاعب مشاركة في البطولة القارية، وبفارق مباراة عن حارس ريـال مدريد إيكر كاسياس، بالإضافة إلى رفعه لغلته مع الفريق الكتالوني إلى 25 لقبا، قبل أن يلتحق بصفوف فريقه الجديد السد القطري.

"لم أتخيل حتى في أحلامي بأني سأنجح في تحقيق الأمور التي حصلت معي هنا"، هذا ما قاله تشافي، الذي دخل بديلا لأندريس إينييستا في الدقيقة 78، بعد أن فاجأه فريقه منذ 3 أيام بلفتة وداعية رائعة جمعته بالكئوس الأربعة والعشرين التي توج بها خلال مشواره التاريخي في "كامب نو" وبوجود زملاء اليوم والأمس وإداريي "بلاوجرانا" والعائلة ونجوم من رياضات أخرى مثل لاعب كرة السلة الشهير خوان كارلوس نافارو.

وتابع تشافي الذي أمضى معظم الموسم الحالي على مقاعد البدلاء قائلا: "إنه ليس الوداع، بل على الأغلب نراكم لاحقا، وصلت إلى هنا قبل 25 عاما، ولم أتخيل حتى في أحلامي بأني سأختبر ما اختبرته هنا، أنا من يجب أن يكون ممتنا لبرشلونة، أنا سعيد للغاية".

وواصل تشافي الذي ترك بصمته بأسلوب لعب برشلونة، أو ما يعرف بالـ"تيكي تاكا": "الأمر الأجمل الذي سأحمله معي هو الصداقات الرائعة التي كونتها هنا، ذاكرا في طريقه بعض الأشخاص الذين تركوا بصمتهم في مسيرته، وبينهم مدرب فريق الشباب السابق جوان فيلا، والمدرب الحالي لويس إنريكي وزملاؤه السابقون أوليجير وخوركويرا ومارك كروساس، دون أن ينسى المدربين الراحلين تيتو فيلانوفا ولويس أراجونيس اللذين لعبا دورا إيجابيا جدا في مسيرته مع النادي والمنتخب على حد سواء".


وودع تشافي برشلونة بموسم مثالي، وحصد مع "بلاوجرانا" لقبه الثامن في الدوري، ثم أضاف لقبه الثالث في مسابقة الكأس المحلية والرابع في المسابقة القارية العريقة والخامس والعشرين خلال مسيرته الأسطورية مع النادي الكتالوني، والتي بدأت عام 1997 مع الفئات العمرية و1998 مع الفريق الأول الذي لعب معه 505 مباريات في الدوري.

وأصبح تشافي قبل أسبوع، بعد الفوز بلقب الكأس على حساب أتلتيك بلباو بثلاثة أهداف مقابل هدف، أول لاعب إسباني يتوج بـ24 لقبا خلال مسيرته الكروية، متفوقا على أسطورة ريـال مدريد فرانسيسكو خنتو الذي أحرز 23 لقبا.

وشارك تشافي في نهائي دوري الأبطال اعترافا من المدرب لويس إنريكي ، الذي كان زميل الدرب في النادي الكتالوني خلال مسيرته كلاعب (1996-2004)، بحجم مساهمة هذا اللاعب في النجاح الذي حققه الفريق خلال الأعوام العشرة الأخيرة التي شهدت تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا 4 مرات.


وخاض تشافي الذي التحق ببرشلونة عام 1991 حين كان في الحادية عشرة من عمره، ولعب مع الفريق الأول 767 مباراة في جميع المسابقات، في برلين مباراته الأخيرة بقميص "بلاوجرانا" ليسدل في غضون أقل من عام الستار على مشوارين تاريخيين في مسيرته على صعيد الأندية، والمنتخب الوطني الذي خاض معه الصيف الماضي مشاركته الأخيرة في مونديال البرازيل 2014.


ولم يدون تشافي اسمه في تاريخ فريقه الأزلي برشلونة وحسب، بل سيبقى عالقا في أذهان الجمهور الإسباني بأكمله؛ بفضل تفانيه في المباريات الـ133 التي خاضها مع المنتخب من 2000 حتى 2014، ورغم خيبة مونديال الصيف الماضي في البرازيل حين وضع نصب عينيه إنهاء مسيرته الدولية بأفضل طريقة ممكنة من خلال قيادته إلى رباعية تاريخية، متمثلة بتتويجه بأربعة ألقاب متتالية "كأس أوروبا 2008، كأس العالم 2010، كأس أوروبا 2012، كأس العالم 2014"، لكن مستواه في الموسم الماضي مع فريقه برشلونة الذي خرج خالي الوفاض تماما على الصعيدين المحلي والقاري، ثم في المباراة الأولى من نهائيات البرازيل ضد هولندا،  وإقصائه عن تشكيلة المباراة الثانية ضد تشيلي، كل ذلك أعطى مؤشرا على أفول نجم لاعب الوسط بعد أن عجز عن الارتقاء إلى مستوى المسئولية التي اعتاد عليها، ما دفعه الى اعتزال اللعب عقب تنازل المنتخب عن اللقب العالمي بخروجه من الدور الأول.


وودع تشافي برشلونة بطريقة أفضل من تلك التي ودع بها المنتخب، وذلك من خلال رفع كأس دوري الأبطال للمرة الرابعة في مسيرته بعد 2006 و2009 و2011، قبل أن يلتحق بلاعبين كبيرين آخرين ودعا "كامب نو" هذا الموسم، وهما قلب الدفاع كارليس بويول الذي اعتزل اللعب والحارس فيكتور فالديز المنتقل إلى مانشستر يونايتد الانكليزي.
الجريدة الرسمية