رئيس التحرير
عصام كامل

«عقول مصر» في سجون البيروقراطية.. ابتكاران لحل أزمتي الطاقة والكهرباء.. وآخران لعلاج «فيروس سي» وتليف الكبد.. اختراع للكشف عن المتفجرات.. وابنة المنوفية تستخرج الذهب من الطمي.. وال


تمتلئ مصر في كل أنحائها بالعقليات المبتكرة، القادرة على خلق حلول لأي مشكلة، وهذه هي الثورة الحقيقية التي تمتلكها مصر.

ففي كل قرية أو مدينة هناك اختراع يحل أزمة مياه أو كهرباء، أو يعالج مرضا مستعصيا. لكن هناك عقبات عديدة تواجه أصحاب هذه المخترعات من أجهزة الدولة والبيروقراطية الشديدة.


«فيتو» استمعت إلى شكاوى هؤلاء، وفي السطور التالية نعرف إلى أين وصلت اختراعتهم، ومن هو المسئول عن عبارة "اختراعي محلك سر".

حل مشكلة الطاقة والمياه

ابن محافظة الدقهلية مصطفى الصاوي، الطالب بالإعدادية، ابتكر جهازًا لحل أزمة المياه سمَّاه "السد الذكي". الجهاز يختص بحل أهم مشكلتين تمر بهما مصر في الفترة الحالية وهما أزمة المياه ومشكلة الطاقة الكهربائية، وفكرة الجهاز تعتمد على إقامة أحد السدود في بحر مالح على مستوى واحد من البحر، ينقسم إلى جزئين، الجزء الأول إقامة منحدر بحيث يكون السد على عمق داخلي من البحر بـ35 مترًا، ويتم تنزيل المياه بانحدار لتدوير 7 توربينات، التوربين الواحد قدرته 600 ميجا وات، وبعد توليد التوربينات هناك طاقة أخرى وهي طاقة الرياح في البحر أقوى من الأرض بـ70%.

يشرح مصطفى أنه يقوم باستغلال أطراف السد لوضع توربينات رياحية على أطرافه، مشيرًا إلى أنه حصل على جوائز عديدة منها لقب أفضل مخترع عربي على مستوى العالم، لكن حتى الآن لم يطبق اختراعه على أرض الواقع، بسبب التشتت فيمن هو المسئول عن تطبيق الاختراع، وزارة البحث العلمي أم التعليم العالي.

اختراع آخر لتوفير 50% من الكهرباء يقدمه المخترع عمرو تويج، من محافظة الجيزة، الذي توصل لطريقة تنهي أزمة الكهرباء في العالم عن طريق تشغيل الأجهزة الإلكترونية دون أسلاك، من خلال عملية تتم داخل أي جهاز من الأجهزة الكهربائية، يتم بمقتضاها نقل الطاقة الكهربائية من مصدر له قدرة عالية إلى حمل كهربائي آخر دون أسلاك موصلة بين الجهازين، ويشير تويج إلى أنه سينفذ الاختراع في مصر خلال عام، ولكن ما يحدث في عدم تطبيق الاختراعات أصابه بالإحباط.

القضاء على «فيروس سي»
بالنسبة لـ"فيروس سي" القاتل، الذي ينغص حياة المصريين، اخترع الطالب مينا إبراهيم، بكلية العلوم جامعة عين شمس، جهازًا يقضي على فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي "سي" بطريقة إنزيم القطع. وقال مينا إنه يستخلص الإنزيم بطريقتين كيميائيتين أو من نوع معين للبكتيريا، موضحًا أن طريقة تركيب كمياته هي سر براءة الاختراع التي لم يعلن عنها.

ويؤكد مينا أنه جرب جهازه على الفئران وكانت نسبة إشفائه 100%، مطالبًا وزارة الصحة بتوفير متطوعين لتنفيذ جهازه تحت سند قانوني، لكن الوزارة لم توفر له أي متطوعين، ولم تُتح له أقل الإمكانيات التي يحتاج إليها من قبل معامل الكلية الخاصة به، إلى جانب أكبر مشكلة وهي مساندة أحد الباحثين له.

علاج لتليف الكبد

اخترع أحمد سمير، 19 عاما، الطالب بكلية التربية قسم بيولوجي جامعة الأزهر، علاجًا لمرضى تليف الكبد، وهو العلاج الأول على مستوى العالم لهذا المرض، على حد قوله. مؤكدًا أن الفكرة تضمنت كيفية العلاج والتعرف على مراحل التليف الكبدي من البداية، وهي 12 مرحلة.

ولفت سمير إلى أنه استخدم مادة كيميائية تسمى "إن- أسيتيل، سستين" مع بعض المواد الأخرى، وقدم البحث إلى وزارة التربية والتعليم عام 2012، واكتشف أن إيطاليا استخدمت هذا العلاج من 4 شهور، لافتًا إلى أن تكلفة المريض الواحد في حالة تطبيق علاجه سيتكلف 100 جنيه، قائلًا: "صندوق العلوم والتكنولوجيا لم يوفر تمويل لنا كباحثين شباب خارج المنظومة"، وأضاف أن ألمانيا في حاجة له بشكل كبير، وإذا سافر لن يعود لأن الدولة لم تحضته.

إنهاء الفقر في مصر
ابتكرت مريم، بنت مدينة قويسنا بالمنوفية، طريقة توفر ثروات للدولةـ باستخراج الذهب من طمي النيل، تتلخص في الجمع بين الذهب والزئبق، ثم الفصل بينهما حراريًا في حجرات محكمة الغلق، لأن بخار الزئبق سام. فكرة مريم في أنه يمكن استخدام الذهب طبيًا وصناعيًا واقتصاديًا، أما الطمي فسيُستخدم للتخصيب، وذلك لتعويض النحر في الدلتا.

تقول مريم إنها حصلت على جوائز عديدة مالية وعينية، لكن لم تر أي جهد مبذول لتطبيق الابتكار على أرض الواقع، متهمة وزارتي الزراعة والبحث العلمي بإهمال الاختراع.


الكشف عن المتفجرات
"عندنا برنامج للكشف عن القنابل قبل انفجارها بس الدولة عاجبها الانفجارات".. هكذا قال عبد الرحمن صفوت، الطالب بالثانوية العامة، من محافظة الجيزة، الذي نجح في تصميم برنامج للكشف عن المتفجرات عن بُعد 20 مترُا.

فكرة ابتكار عبد الرحمن تتلخص في استخدام الهاتف المحمول وخاصية "الجي بي إس"، مؤكدًا أن هناك 31 قمرًا موزعين على أنحاء العالم مرتبطين ببرنامجه، ولكن لم يطبق اختراعه لعدم وجود التمويل المناسب، ويضيف "جميعنا كمخترعين نبتكر ولكن نقف عند خطوة معينة بسبب التمويل".

الأمر لا يتوقف على هذه الابتكارات فقط، بل يوجد آلاف الاختراعات والأبحاث داخل الأدراج، ولكم لا أحد ينظر إليها.
الجريدة الرسمية