رئيس التحرير
عصام كامل

أوهام بقايا ٦ إبريل! «٢»


عندما دعت حركة ٦ إبريل للإضراب عن العمل قبل سنوات، كان هناك بالفعل إضراب عمالي قائم في المحلة لأسباب تتعلق بعمال المحلة «وتحديدا إحدى شركاتها الكبرى».. لذلك تصور قادة حركة إبريل أن دعوتهم نجحت.. واليوم عندما تعود بقايا حركة ٦ إبريل للدعوة للإضراب العام عن العمل، ليس هناك إضراب عمالي في المحلة أو غيرها من الدمن.. بل إن شركة غزل المحلة تحديدًا يتم فيها تنفيذ خطة لإعادة تأهيلها والنهوض بها.. أي أن الوضع الخاص طرأ عليه تغيير مثلما طرأ تغيير على الوضع العام في البلاد كلها، وهو ما أشرت إليه أمس.


بل إن أصحاب الدعوة للإضراب طرأ عليهم تغيير.. فهم عندما دعوا قبل سنوات مضت للإضراب العام كان الرأي العام المصري ينظر إليهم وقتها بوصفهم مجموعة من الشباب المصري الذي يؤرقه الحال الذي وصلت إليه بلاده، خاصة فيما يتعلق بغموض المستقبل السياسي وزيادة الظلم الاجتماعي وتوحش الفساد..

أما اليوم فإن شكوك الرأي العام في الداعين للإضراب صارت كبيرة، سواء في أشخاصهم، أو في علاقاتهم بالأمريكان وتورطهم في تنفيذ أجندة أجنبية، أو في نواياهم.. ويكفي أن يسترجع بقايا حركة ٦ إبريل ما كانوا يخطون به من دعم وتأييد «معنوي ومادي ومالي» من أحزاب مصرية قائمة وشخصيات عامة، بل أيضا رجال أعمال قبل يناير ٢٠١١، والحالة التي يعيشون فيها الآن، التي تخلى الجميع عنهم باستثناء الإخوان، بل صار الرأي العام لا يشك فيهم فقط وإنما ينبذهم أيضا.. فهل يمكن أن تنجح دعوة لإضراب عام وأصحاب الدعوة منبوذون سياسيًا من عموم الناس بل من النخب السياسية؟..
ومن يريد إجابة صحيحة عليه أن يتذكر ماذا حدث لدعوات إخوانية سابقة.. ونكمل غدا.
الجريدة الرسمية