رئيس التحرير
عصام كامل

معركة الخضر وأدلة ـ قال أيه ـ فشل زيارة ألمانيا!


ككل مرة تخذل النخبة إياها بسطاء مصر، حتى أنك تجد سقوطها الدائم في حروب الإعلام الإلكتروني.. ويوم بعد آخر نكتشف أن العامة من أهل مصر الطيبين هم الأكثر وعيًا والأكثر انتباهًا في التصدي لكل ألاعيب الإخوان وشركائهم، وتعالوا نحكي لكم ما جرى..

وفد شعبي مصري من فنانين وسياسيين وشخصيات عامة.. روج الإعلام الخبيث أن كل هؤلاء سيذهبون في رحلة السيسي إلى ألمانيا بدعوة من الرئاسة.. ثم ثبت كذبهم.. ثم روجوا إلى سفرهم على نفقة الدولة.. ثم ثبت كذبهم.. ثم أرسل الإخوان من يتحرش بالوفد الشعبي في مطار برلين، وكل الخطة هي تصوير الإهانات والشتائم والتجريح التي جرت وبثها على نطاق واسع على "فيس بوك".. على أمل هذه المرة ليس إفساد الزيارة، وإنما إفساد الفرحة بها وبنتائجها.. ورغم ذلك لم ينتبه هؤلاء إلى ذلك..

وأمس نقف أمام فيديو جديد بثته صفحة "كلنا خالد سعيد.. النسخة المصرية"، وهي النسخة المعدلة لصفحة "كلنا خالد سعيد"، التي كانت ولا زالت إخوانية إبريلية بامتياز.. وهي ملحوظة أولية تكفي لكي يتوقف أي وطني محترم لما تحتويه عمومًا، وما تحتويه من تسجيل يبدو جيدًا أنه تم تسجيله بغير استئذان، يجمع الوفد الشعبي المصري في لقاء مع بعض مسئولي حزب الخضر الألماني.. وهي لقاءات غير رسمية تتم بالاتفاق الثنائي، لا شأن لها لا بزيارة السيسي ولا بنتائجها.. إلا أن التسجيل يشير إلى تأخر الوفد المصري عن الاجتماع، ما أثار حفيظة وفد الخضر، وانعكس ذلك على الاجتماع، وتبدو مسئولة الخضر وهي تمنع الحقوقي البارز حافظ أبو سعدة، والفنانة آثار الحكيم من الكلام، وانتهى إلى رفع الجلسة وانتهاء اللقاء!

المستنطعون هم من ينشرون الفيديو بكثافة.. ويعتبرونه فضيحة لوفد السيسي!!.. هكذا مرة واحدة وفد السيسي!!.. ويصورون الأمر وكأن ألمانيا طردت تقريبًا رجال ونساء السيسي!!.. ويلومون السيسي لسوء اختياره!!.. ومطالب بمحاسبة المتسبب فيما أسموه.. بالفضيحة!!

وطبعًا لو سافر السيسي بغير ظهير شعبي، لأعطونا وأعطوا الرجل محاضرات في أهمية الدبلوماسية الشعبية، وأنه كان عليه أن يصطحب وفدا شعبيا.. وعندما يذهب الوفد الشعبي بالفعل، يسخرون منه ويفرحون في سبه وشتمه على أبواب مطار برلين، ثم يشمتون في مشادة كلامية من حزب سياسي ألماني أقرب لجمعيات الحفاظ على البيئة من كونه حزبا سياسيا، علما بأن الخضر الألماني قضاياه الأساسية هي البيئة والمرأة والطفل، ولو أدرك قادته رؤية الإخوان للمرأة والطفل، وخصوصا زواج الأطفال واحتقار المرأة، لطالبوا هم أنفسهم بإعدام مرسي!!

على كل حال، خيبة النخبة تتزايد كل يوم.. وانفصالهم عن شعبهم يزيد كل ساعة.. وبدلا من تقييم نتائج الزيارة علميا وبمحددات القياس المعروفة، راحوا كستات الجنائز في الصعيد يشقون الجيوب ويلطمون الخدود، ويدعون بدعوى الجاهلية..

خيبكم الله.. أليس هذا الوفد المصري الذي قلتم إنه لا قيمة له؟!.. هل صارت له قيمة فجأة الآن؟.. وهل فعلتم أصلا ربع ما فعلوا ودفعتم من أموالكم وتركتم بيوتكم ومشاغلكم وفكرتم مثلهم؟.. هل اشتريتم مساحات إعلانية للدفاع عن بلدكم كما فعل عدد من رجال الأعمال ممن تكفلوا بكلفة زيارة الوفد الشعبي أيضا؟.. هم جميعًا أشرف منكم ألف مرة.. ومرة!
الجريدة الرسمية