رئيس التحرير
عصام كامل

"طارق عزيز" المخضرم الذي توفي سجينا اليوم.. كان حلقة الوصل بين صدام حسين والعالم.. مهندس المفاوضات مع واشنطن في حرب الكويت.. نجح في كسب تعاطف الغرب مع بلاده.. رفض تسلم رسالة من الرئيس الأمريكي


توفي طارق عزيز، نائب رئيس وزراء العراق ووزير الخارجية في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، "بعد تردي حالته الصحية" في أحد السجون العراقية، حسبما أعلنت وزارة العدل العراقية اليوم.


حلقة وصل
وكان عزيز حلقة الوصل بين صدام حسين والعالم الخارجى. والتقى عزيز، الذي يتحدث الإنجليزية بطلاقة، المفاوض المتمرس، وزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر في جنيف في التاسع من يناير 1991، قبل ستة أيام من انتهاء مهلة الأمم المتحدة للعراق للانسحاب من الكويت، التي غزاها الجيش العراقي قبل خمسة أشهر.

وعلى الرغم من أن الاجتماع استمر لمدة أطول بكثير مما كان متوقعا، لم يؤد إلى حل للأزمة، وبعده قال عزيز "عندما يتعلق الأمر بالعرب، تلوحون بالعصا، وقد سئمنا سياسة المعايير المزدوجة".

رفض رسالة بوش الأب
ورفض عزيز تسلم رسالة من الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت جورج بوش إلى صدام حسين، قائلا إن لغتها ليست لائقة للتواصل بين رئيسين، وعندما سئل عما إذا كان العراق سيهاجم إسرائيل حال وقوع حرب في الخليج، أجاب " بالتأكيد نعم".

المسيحي الوحيد
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن عزيز كان المسيحي الوحيد في مجلس الوزراء العراقي. ولد شمالي العراق بالقرب من الموصل. وعندما كان في العاشرة من عمره، انتقلت أسرته إلى بغداد حيث تلقى تعليمه.

وعمل عزيز كمدرس للغة الإنجليزية وانضم إلى حزب البعث وشارك في الدعاية البعثية بعد الانقلاب البعثي عام 1963 والذي دام عشرة أشهر.

وعندما تولى البعث السلطة عام 1968 أصبح رئيس تحرير صحيفة الحزب ثم وزيرا للإعلام. وقبل ذلك لعب دورا كبيرا في صعود صدام حسين، وفي عام 1983 عينه صدام وزيرا للخارجية.

وخلال حرب العراق مع إيران حصل عزيز على ضمان تعاطف الغرب مع العراق وبعد غزو الكويت في أغسطس 1990، عندما كان العراق في عزلة شبه تامة، تمكن من التفاوض والتوصل إلى اتفاق مع إيران.

وفي اجتماعات مع الأمين العام للأمم المتحدة خافيير بيريز دي كويلار ووزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر، استمر في تأكيد أن الكويت جزء من العراق، وأن أي مفاوضات يجب أن تشمل القضية الفلسطينية.

ودافع عزيز عن سياسة صدام حسين الخاصة بإبقاء رهائن غربيين في المنشآت الإستراتيجية وأطلق على عزيز الوجه المتحضر للنظام البعثي غير المتحضر. وبشاربه الكثيف، كان عزيز يشبه بصورة طفيفة الممثل غروشو ماركس وكان عزيز دمثا وله حس الفكاهة، ولكنه كان كثير الجدل أثناء المفاوضات كما كان عزيز من المطيعين لصدام، وكان يثق في آرائه.

شائعة مقتله
وفي 19 مارس 2003 وردت تقارير من العراق أن عزيز قتل بعد إطلاق النار عليه وهو يحاول دخول كردستان العراق. وانتهت الشائعة سريعا عندما ظهر عزيز في مؤتمر صحفي قال فيه إنه بخير.

وبعد سقوط صدام، نهب منزل عزيز، كما سرقت منه كل الوثائق التي تشير إلى جرائمه واستسلم للقوات الأمريكية في 24 أبريل.

وكان عزيز في المرتبة 43 بين 55 من القيادات العراقية المطلوبة من قبل الولايات المتحدة بعد سقوط بغداد عام 2003.
وقبل غزو العراق، قال عزيز إنه يفضل الموت على أن يكون أسير حرب لدى الولايات المتحدة.
وكان عزيز متزوجا من عراقية مسيحية ولديه ثلاثة أبناء.
الجريدة الرسمية