رئيس التحرير
عصام كامل

أوهام بقايا 6 إبريل


من المؤكد أن حركة 6 إبريل اليوم ليست هي حركة 6 إبريل عام 2011 وما بعده مباشرة.. الموجود فيها الآن بقايا حركة أو فلول حركة كان لها في يوم من الأيام دور في الشارع المصرى وإن كانت تخيلت قيادتها أنه الدور الأساسى في تحريك الجماهير ودفعها للخروج في يناير 2011 إلى الشوارع وفي حشد أصوات الناخبين لصالح مرشح الإخوان محمد مرسي في يونيو 2012.


ومن المؤكد أيضا، وهذا هو المهم، أن مصر اليوم يونيو 2015 لم تعد هي مصر في يناير 2011 أو حتى يونيو 2012.. مصر لم تعد تعانى فقدان الأمل في المستقبل كما كانت من قبل، بل فتح باب الأمل لشعبها في مستقبل أفضل، ولم تعد تخشى من مصير مجهول في ظل محاولات توريث للسلطة كانت تتم عمليا وإن لم يعترف بها أصحابها رسميا، ولم تعد تشكو ركود سياسي مزمن كما كان الحال من قبل يناير 2011، وإنما هي الآن صار لديها نظام دستورى لتداول السلطة خال من التوريث وحراك سياسي.

صحيح أن الصراع على السلطة لم ينته بعد وأن هناك من لا يرضى بسلطة غيره هو أو مجموعته أو يريد فرض وصاية على الحكم الجديد.. وصحيح أيضا أن هناك إصرارا أمريكيا على تنفيذ ذات المخطط الذي رسمته للهيمنة على مصر في إطار الخريطة التي رسمتها لمنطقتنا والتي تتحول فيها الدول الكبيرة بعد تقسيمها إلى دويلات صغيرة ضعيفة مهيضة الجناح.. ولكن الظروف الاجتماعية والموضوعية تغيرت في مصر والوعى الشعبى بالمؤامرة الأمريكية ووكلائها في بلادنا صار كبيرا.. لذلك من المستحيل أن تكرر 6 إبريل ذات السيناريو الذي قامت به قبل يناير 2011 أو قامت به بعده.. أقول ذلك بمناسبة تلك الدعوة التي أطلقتها بقايا حركة 6 إبريل للإضراب عن العمل على غرار ما فعلت قبل سنوات مضت.
ونكمل غدا
الجريدة الرسمية