رئيس التحرير
عصام كامل

المقموصون من السيسي وكارتة تحصيل المحبة !


تريد أن تعرف حجم ونوع الزعلانين والمقموصين من الرئيس عبد الفتاح السيسي، خد وقتا كافيا للإبحار العميق في بلاد الفيس بوك، وتويتر، ولسوف تري كيف تكون الملطمة، والمحزنة، وكارتة تحصيل المحبة، التي أقامها البعض عند مداخل ومخارج باركنج الولاء للرئيس، والتعريفة معروفة، كل دقة قلب، كل تأييدة، كل تصفيقة، لها ثمن، والثمن مشروط بمراجعة الرئيس فيما يفعله، وحتمية رجوعه مسترضيا القواعد، مسترشدا بكتالوج تقلبات الشخصية المصرية، في كل فعل أو قول، يزمع القيام به ؟!

 
في عز حكم الإخوان، وبسببهم، ألحد 800 مواطن مصري، وفسر المفتي السابق دكتور على جمعة موقفهم، بأنهم زعلانين من ربنا، واخدين على خاطرهم، لأن مصائبهم تحاصرهم، ولا استجابة من السماء !!

مع الفارق طبعا، وليس قياسا بالطبع والقطع، سنجد أننا في حياتنا اليومية، نمارس داء الدلال الرخم على من نعاشر أو نحب أو نصادق، ونطبق فنون القمصة المصرية، ولست أدري في الحقيقة، مدى فصاحة هذه الكلمة أو جذورها، لكن أراها لابسة المعني المقموص ذاته !

نتقمص ممن نحب. نلوي البوز، ننكتم، نسكت، سكوتا طويلا، أو نرد ردردا مقتضبة، أو نمط الشفتين يمينا ويسارا، فيما يوصف بالابتسامة الصفراء.

ولأننا شعب مبدع مبتكر، فإن فن القمصة انتقل من الحبيب في الشارع والعمل والبيت، إلى الحبيب في الرئاسة. ناس كثيرون احبوا ويحبون، الرئيس، أطعناه يوم طلب النزول لطلب الجيش، وأطاعنا، وحفظ لمصر هويتها وسيادتها، فيما يعرف الآن والي الأبد بثورة الملايين في يونيو.

الآن يريد كثيرون الثمن !!
الآن يتساءلون: لماذا سافر السيسي ومعه فلان ؟!
لماذا سكت السيسي ومعه فلان ؟!
لماذا أكل السيسي ولم يأكل معه علان ؟!
نوع من الوصاية مشفوع بعشم، لا يليق بدور وأداء
الرئيس، يتسع ويتسع، من دون أن ندري، ليشارك الناقمين والإرهابيين موقفهم !

أتابع بحب وإعجاب من زمن كتابات الصديق محمود الكردوسي، عاشق السيسي، ومقاتل بلا هوادة في حبه، وقرأت له أخيرا عتابا ينطوي على واقعة تاريخية فيها تحذير.

استند الكردوسي إلى مقولة قالها فنان الكرتون السياسي المصري على الهوا، توفيق عكاشة، من أن الدولة الأموية نهارت لأنها أقصت المؤيدين، أو همشتهم، وقربت المعارضين لتحتويهم وتأمن شرورهم، ومن ثم خسرت الإثنين، ومن ثم وقعت وانفرطت !

وليس صديقاي كردوسي وعكاشة وحدهما، بل جمهور كثير من القراء والمتابعين والأصدقاء، والعوام، مضوا زعلانين من اصطحاب الرئيس ليسرا والهام وموسي، وعدد من الإعلاميين والفنانين، واشمعني هؤلاء، ولما لم يأخذ لاعب الكرة محمد زيدان الألماني، أو الموسيقار عمر خيرت، أو الفنان محمد صبحي، أو الكنج محمد منير معبود الألمان.

غرفة الإعلام بتاعة محمد الأمين صاحب السي بي سي، هي من اختارت وسفرت فنانين، ويقال بعضهم سافر على حسابه، ورغم أن الرئاسة أكدت أن لا علاقة لها باختيار الوفد الفني وغيره، إلا أن الناس ماتزال زعلانة ومقموصة، وكانت تود لو عاد السيسي إليهم بالكشوف وقوائم الأسماء، ليختاروا هم من يسافر ومن لا يسافر !!

هل يوجد ملهاة مثل هذه في العالم ؟!.
لا يوجد رئيس شغال بالقطعة، بالتفصيلة، بالهمسة واللمسة، بل يوجد رئيس ملزم بدستور وخطط، ومعه معاونون، يتمتع بحرية الحركة، في إطار الصلاحيات الدستورية، ونحن نحاسبه على النتائج، ولا يجوز أن نحاصره بالتهديدات العاطفية، والضغوط النفسية، اسمحوا لي اصفها بالابتزاز للقرار فيصير رهينة ارضاءات الناس، ولو حدث ذلك لرأينا رئيسا مرتبكا.

مستحيل إرضاء كل الناس، ومستحيل محاصرة المدير أو الأب أو الرئيس، بافعل ولا تفعل، واشمعني ده واشمعني مش ده.
دعوه يعمل، وينجح، ويمر من بوابة ألمانيا إلى ساحات الاتحاد الأوربي !
الهموم أعتي من القمصات، إخوتي المقموصين !!
الجريدة الرسمية