رئيس التحرير
عصام كامل

عصابة «بلاتر والـ 23 حرامي» باعت مصر والثنائي قبضا الثمن.. هشام عزمي يخرج عن صمته بعد 13 عامًا على فضيحة «صفر المونديال».. «شيلونا الليلة أنا وعلي الدين هلال والجهات الرقابية


مبروك.. انتصرت العصابة في انتخابات الـ«فيفا».. سيظل العجوز السويسري بلاتر رئيسًا لدولة الـ«فيفا» لولاية جديدة تنتهى في 2019، وسيبقى عيسى حياتو في موقعه رئيسًا للـ«الكاف».. لكن العصابة لن تنجو بفعلتها، بعد أن انتشرت رائحة فسادهم في أرجاء العالم، وبعد أن نجح الأمير علي بن الحسين في تحريك المياه الراكدة.. على الجانب الآخر، الإنجليز ومعهم الأمريكان لن يصمتوا كثيرًا، ولن أتفاجأ بخبر القبض على المواطن بلاتر بكل التهم التي يمكن أن تتخيلها.. لم يكن فوزه برئاسة الـ«فيفا» مفاجأة؛ لأن كل المؤشرات كانت تقول إن كفَّته هي الأرجح بحكم أن الاتحادات الغلابة كثيرة والدولارات تعمل مفعولها.


الأهم كله في موضوع فساد الـ«فيفا» هو إعادة ملف صفر المونديال إلى الحياة من جديد.. وهو الملف الذي هز الرأي العام وقتها، واضطر الرئيس الأسبق حسني مبارك لإجراء تعديل وزاري، والتضحية بوزير الرياضة وقتها علي الدين هلال؛ لامتصاص غضب الجماهير المصرية.. أبدًا لم تكن مصر تستحق الصفر.. لا التاريخ ولا الجغرافيا ولا أي مقاييس أخرى تعطي الحق لأحد أن يعطي لمصر«الصفر».

هذا الصفر أعطي مؤشرات وقتها بأن الفساد في دولة الـ«فيفا» استشرى، ولكن أمام الضجيج وغضب الرأي العام لم يكن أحد يستطيع أن يخرج ويقول "إن الـ«فيفا» فاسدة أو أي شيء آخر".. ومن جانبنا نعيد فتح الملف من جديد، وهدفنا في المقام الأول هو رد اعتبار اسم مصر والرياضة المصرية بعد هذا الصفر الكبير.. ولم نجد أفضل من المهندس هشام عزمي، أحد المسئولين البارزين عن ملف مصر في استضافة ملف مونديال ٢٠١٠، وهو الرجل الذي اختار العزلة والانسحاب من الحياة الرياضية اعترافًا منه بتحمل جزء من المسئولية عما حدث.

رفض الرجل وقتها الرد والدخول في أي مهاترات ولكن الآن.. والآن فقط.. يري «عزمي» أنه استرد كرامته واسترد اعتباره، بعد أن حمَّله الجميع المسئولية..

أجريت اتصالاً هاتفيًا بالمهندس هشام عزمي بعد انقطاع أكثر من ١٣ عامًا، وكان الكلام والحديث المطول.. فماذا قال المهندس هشام عزمي؟!

«ياه.. أشعر أنني عاد إليَّ اعتباري بعد ما حدث في الـ«فيفا» وأؤكد أن من يديرون كرة القدم في الـ«فيفا» عصابة لكنها ليست عصابة "علي بابا والـ ٤٠ حرامي".. وإنما عصابة «بلاتر والـ ٢٣ حرامي»، مشيرًا إلى أن ما تم الكشف عنه من فساد أكد ما سبق وقاله من قبل منذ صفر المونديال ٢٠٠٢؛ لأن مصر بتاريخها وحضارتها لا يمكن ألا تحصل على صوت واحد، مضيفًا: «كنا الأفضل والأحق من جنوب أفريقيا باستضافة مونديال ٢٠١٠ والموضوع لم يكن له معايير، وإنما كان يعتمد في الأساس على الرشاوى».

وحول ما إذا كان كتب ذلك في تقريره عن الفضيحة قال: «آه كتبت في تقريري الذي عُرِض على مجلس النواب وجميع الجهات الرقابية الرشاوى التي قدمتها مصر سواء كانت مادية أو عينية.. نعم.. كانت هناك رشاوى ولكن مقارنةً بالآخرين تُعتَبر «ملاليم» وكتبت أسماء أعضاء الـ«فيفا» الذين حصلوا على هذه الرشاوى».

«لم يكن أحد لديه استعداد لسماع أي شيء وهو الأمر الذي أجبرني على اتخاذ قرار باعتزال الرياضة، والابتعاد تمامًا، حيث قدمت استقالتي من اتحاد الكرة ومن المونديال، ورفضت حضور احتفالية الـ«فيفا» بمئويته التي نُظِّمت بعد صفر المونديال بأسبوعين؛ احتجاجًا على ما حدث في الوقت الذي ذهب آخرون للاحتفال».

وأضاف: «أنا والدكتور علي الدين هلال فقط «شيلنا» الليلة، والجميع رفض تحمُّل المسئولية، ولو علمت من الدكتور هلال واللواء الدهشوري حرب أن عضو الـ«فيفا» طلب منهما رشوة مادية لتقدمت باستقالتي وأعلنت سحب الملف».

وتابع: «لم أتخلص من ورقة واحدة خاصة بالملف، وأحتفظ بكل «قصقوصة» ولديَّ خطابات موثَّقة من بعض أعضاء المكتب التنفيذي للفيفا، يؤكدون فيها بوضوح أن ملف مصر هو الأفضل من ملفيّ المغرب وجنوب أفريقيا، والحقيقة أن هناك مَن حصل على مكافأة صفر المونديال من الـ«فيفا» والنتيجة كما ترون.. ألم تكن سحر الهواري مسئولة بالملف المصري وحددت مسئوليتها عن أعضاء المكتب التنفيذي بالفيفا عن قارة آسيا، ولم نحصل على صوت واحد؟ ألم يكن المهندس هاني أبو ريدة عضو المكتب التنفيذي الحالي للفيفا، مسئولاً بالملف عن أصوات الاتحاد الأفريقي؟ كم حصلنا على أصوات من أعضاء الكاف بالفيفا؟».

وأكمل: «حصلنا على صفر من الأصوات.. أين الآن أبو ريدة وسحر الهواري؟ الآن في منظومة الـ«فيفا» ولكن لا أحد يريد أن يأخذ باله.. ألم يتابع العالم فرحة أبو ريدة المبالغ فيها بعد منح قطر استضافة مونديال ٢٠٢٢؟! وهي نفس الفرحة التي لم يستطع أن يخفيها بعد فوز بلاتر على الأمير علي».

«عزمي» في نهاية حديثه طالب الحكومة المصرية باللجوء للمحكمة الدولية الرياضية لرد الاعتبار، مشيرًا إلى أن اعتباره الشخصي عاد إليه بعد اكتشاف العالم كله حجم الفساد الموجود بالفيفا، مشددًا على ضرورة وجود رد فعل رسمي تجاه فضيحة المونديال التي أثرت على سمعة مصر، مؤكدًا أنه يمتلك الأوراق التي تدين الـ«فيفا»، وأنه آن الأوان لفتح الملف من جديد والمفاجآت ستكون كثيرة وسيعرف العالم كيف تُدَار الـ«فيفا»؟ وكيف استفاد المصريون من صفر المونديال؟!

وتابع: «لو لاحظت من القراءة السريعة لانتخابات الـ«فيفا» ستجد أن الأمير علي حصل على معظم أصوات أوربا وعدد من الأصوات الضئيلة من الاتحادات، ولو دققت أكثر ستجد أن الأمير علي حصل على أصوات الدول الغنية التي ترفض قبول الهدايا، أو الرشاوى، أما بلاتر فحصل على أصوات الفقراء والمحتاجين الذين يستفيدون من خير الـ«فيفا»..

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية