و(كيري) وِقِع.. هاتوا السكينة!
أسعدني جدًا خبر وقوع المأسوف على ساقه اليُمنى (جون كيري) وزير خارجية أمريكا من فوق دراجته، ما تسبب في كسر رجله المذكورة، وكُنت أتمنى امتلاك المزيد من الأسف، وأنا أنعي رقبة المذكور بدلًا من توجيه النعي لساقه فحسب!
والحقيقة إن الشماتة في المُسلمين قطعًا حرام، لكن (كيري) ليس مُسلمًا، طيب علِّمونا زمان أن الشماتة حتى في المسيحي جارنا وأخونا وصاحبنا برضو حرام، طيب هو لا جارنا ولا صاحبنا ولا أخونا، وبالتالي يستاهل الشماتة، وليس للديانة أي دور في الموضوع أصلًا، طيب حقوق الإنسان ودكاكينها المُنتشرة في مصر برعاية أمريكية فجَّة بتقول لَك إن الشماتة في الإنسان بشكل عام حرام، وطبعًا الإنسان إللى ممنوع الشماتة فيه بيخرُج (حسب تأكيدات وتوجُهات بتوع حقوق الإنسان المذكورين) عن إطار الإنسان المصري المُحترم، يعني المواطن العادي في داهية، ضابط أو عسكري الجيش أو الشُرطة أو القاضي أو وكيل النيابة، برضو مش مُشكلة، لكن الإرهابي والجاسوس والخاين والعميل، والبقف إللى ساجد على أرض أمريكا وراكع أمام بيتزتها، وبتوع ستة إبريل و(جون كيري) كُلُّهم - سب فتوى دُكان حقوق الإنسان - فوق مُستوى الشماتة!
المُهم.. الحادث أثبت أن حتى وزير خارجية أمريكا مايقدرش يسوق العَجَلة (البسكليتة يعني إللي هي الدرَّاجة) غير لما يكون عنده وعي ولياقة بدنية وخبرة، مش جهجهوني كدة، ولو كانت رقاب بتوطي وتنزل وتنِخ قُدامه وقُدَّام بلده من ضمن الحقوقيين والنُشطاء وبتوع جماعة الإخوان وإللي شايلين الجنسية الأمريكية، فرقبة العَجَلة ماعملتهاش، ورفضت بإباء وشَمَم هي والجادون والجنزير أنهم يخضعوا لـ(كيري) لمُجرَّد أنه وزير خارجية أمريكا، وراحوا جايبين دماغه الأرض، مش راحوا موطيين على الأرض بايسينها على أساس أن أمريكا هي أمهم، بالذمة حَد يرضى أمريكا تبقى أمه، غير لما يكون ابن.. واللا بلاش!
ويُقال إن الحكومة الأمريكية طالبت نظيرتها السويسرية بتسليم الدراجة إللى جابت مناخير وزير خارجيتها الأرض، وذلك من أجل التحقيق معاها، والوقوف على مُلابسات الحادث، والتعرُّف بمُنتهى الدِقة على مدى وجود مؤامرة ضد السيطرة والهيمنة الأمريكية على العالم، وما إذا كان الحادث مقصودا، أم أن (جون كيري) هو إللى غشيم في قيادة الدراجات؟!
طيب، ماذا يُريد كاتب المقال من الموضوع؟.. يعني هو لمُجرَّد الشماتة؟.. بصراحة الشماتة عُنصر أساسي في هذا الأمر، أنا لا أكره كُل ما هو أمريكي قطعًا، يعني بالتحديد لا أكره الشعب الأمريكي، فأكيد الولايات المُتحدة فيها ناس كويسين ومُحترمين وولاد ناس كويسة، وفيها ناس زي الإخوان والنشطاء وستة إبريل وبتوع مصر القوية، ما هو على رأي المثل البطن قلاَّبة، وبطن أمريكا بالذات مفتوحة ع البحري وبتساع من الجنسيات ألف، وبتمنح الجنسية لناس كويسين وبتمنحها لناس برضو ولاد كلب الصراحة، لكني أكره الحكومات الأمريكية على مَر العصور، ولا أكره الشعب نفسه - أُكرر - وبما أن (كيري) واحد من أهم رموز هذه الحكومات، فهو مكروه عندي زي (مادلين أولبرايت) و(جورج بوش) و(رامسفيلد) و(كولن باول) و(بول بريمر) و(أوباما) إلى آخر هذه العيِّنات إللى عايزة الحرق بجاز، أو الركوب على بسكليتة تكسر رقابيهم وتخلَّصنا!
قديمًا كان عندنا هتاف ساخر شهير يُقال في الأرياف، لما يُقع لحَد مكروه (على سبيل الدُعابة طبعًا)، كان كما يقع العِجل، فيهتف الصبية في زفَّة شعبية (تلقائية حقيقية مش مُظاهرة قبيضة زي بتاعت ستة إبريل والإخوان برضو) ويقولون "العِجل وِقِع هاتوا السكينة"، وبالمُناسبة.. كُل العجول لا تقع من على البسكليتة، فهُناك عجول تقع من على كُرسي الحُكم، ولا يزال مريدوها يحلمون بعودتها تاني رغم مرور سنتين على ذلك.. وعمومًا جايز يكون في مصلحة (كيري) أنه وقع من على العَجَلة وانكسرت رقبته، أهو أحسن ما كان استحلى الموضوع، وكُل ما يروح بلد يركَب عَجَلة هناك، وفي الآخر يجيله بواسير!