غزوة برلين !
كما توقعنا وكما كتبنا قبل أيام فزيارة السيسي إلى ألمانيا ناجحة بكل المعايير الممكنة..رسميا وشعبيا..سياسيا واقتصاديا وعند ألمانيا بالنسبة للإخوان تحديدا فالأمر مختلف تماما..ألمانيا معقل الإخوان في أوربا ويمكن القول إنها معقلهم في العالم كله..وتفاصيل الموضوع تقول إن الإخوان برعوا في حكاية تأسيس المراكز الإسلامية في العواصم الأوربية..يعطونها اسما عاما لا علاقة له بالإخوان..غالبا يكون "المركز الإسلامي بميونخ" مثلا.. هذا العنوان كفيل بجذب كل مسلم يزور ألمانيا للعمل أو للدراسة ويقصده طلبا للعلم أو لدراسة اللغة هو وأبناؤه..وهناك تتحول هذه المراكز إلى أكبر محطات التجنيد للجماعة ومن هناك ترسل الأموال والتبرعات ومن هناك كان التنظيم الدولي يدير أعماله ومن هناك أدار محمد عطا ـ لمن يتذكر ـ بطل الحادي عشر من سبتمبر العملية كلها !
وعمليا فألمانيا الآن زعيمة أوربا فقد انتهى النفوذ الكبير لفرنسا وبريطانيا أو على الأقل تراجع والاقتصاد الألماني العملاق هو الحاكم والموجه للاقتصاد في أوربا كلها ودولة مثل تلك عندما تنهزم فيها جماعة الإخوان التي أسست فيها أول مساجدها ومراكزها في أوربا فالأمر بالنسبه لهم خطير وكارثي..
فنحن -والعالم- أمام زيارة منظمة ومرتبة جدا..ونحن ـ والعالم ـ أمام رئيس يرتجل بصدق بالغ ومصداقية بالغة..ونحن ـ والعالم ـ رأينا احتفالا شعبيا واحتفاء رسميا وتفاهما متبادلا واحتراما بحجم مصر..ونحن ـ والعالم ـ رأينا السيسي وهو ينسف في دقائق أكاذيب الإخوان في عامين..ونحن والعالم رأينا واستمعنا إلى كل آفاق التعاون السياسي قبل الاقتصادي بين مصر وألمانيا..لأن الاقتصادي يسبق أصلا السياسي بخطوات وليس صدفة أن يكون العام الماضي أعلي قيمة تبادل تجاري في تاريخ البلدين..أما السياحة الألمانية فهي في المقدمة دائما.
هنا للألمان في مصر مقابر وضحايا للحرب العالمية..وهنا بني الألمان مع المصريين منظومة الصواريخ الهائلة التي تعتبر رابع أكبر مخزون عالمي إلا أنها ابتدأت معهم عندما استقدمهم جمال عبد الناصر في الخمسينيات والستينيات وكانت إسرائيل ترسل لهم الطرود الناسفة للتخلص منهم !
والآن.. مصر العظيمة تعيد صياغة علاقاتها من جديد..من الصين إلى روسيا..ومن إلى ألمانيا إلى فرنسا.. ومنهم إلى أفريقيا تتعافي فيها وبها..وستخرج من فترة النقاهة لتعود قوة عظمي إقليمية كما كانت..مهما رفض الإخوان ونشطاء العقد النفسية.. وخصوصا أولئك..نشطاء العقد النفسية!