رئيس التحرير
عصام كامل

قاسم سليماني لـ«السيسي»: أنا مع الأسد!


جولة أخرى من الصراع تدور الآن بين الرياض والقاهرة من جانب وبين إيران الخميني وسوريا الأسد من جانب آخر، وكلا الطرفين يستخدم كل الأدوات لحسم المعركة لصالحه كان هذا عنوان الأسبوع الماضي بعد أن أعلنت القاهرة عن تنظيمها مؤتمرا عن سوريا خلال الأسبوع المقبل.


نحن إذن أمام تحرك مصري تجاه القضية السورية – خطوة متأخرة ولكنها جاءت – الخطوة هذه المرة لم تكن فارغة أو بشكل مستقل فهناك تنسيق مع السعودية التي تعتبر سوريا قضيتها المفصلية في الشرق الأوسط، ماذا سيطرح في هذا المؤتمر التي تستضيفه القاهرة؟ كان هذا هو السؤال الذي تبلور فيما بعد إلى شائعة إنشاء كيان معارض مسلح تدعمه القاهرة بالتأكيد "المشرحة مش ناقصة جثث" فأي جماعة مسلحة هو تمزيق أكثر منه وحدة على أي حال نحمد الله أن القاهرة لم تكن بهذا الغباء وأعلنت أن المؤتمر لتسوية الأوضاع في سوريا.

أي تسوية يمكن الاتفاق عليها مع السعودية ستنص في بندها الأول على الاستغناء عن بشار الأسد هكذا سارت المفاوضات خلال السنوات الماضية وموافقة الملك سلمان على المبادرة تعني أن هذا البند متواجد بقوة على الخريطة الحالية.

لم تكن الجبهة الأخرى بمنأى عن هذا الحديث فكان أول من تحرك هو الجنرال قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني إلى اللاذقية معقل العائلة الاسدية، لم يدخل أي سياسي إيراني إلى تلك المدنية خلال العقود الماضية رغم العلاقات الإستراتيجية بين سوريا وإيران، يبدو أن الأسد كان حريصا ألا تكون هناك شوكة في ظهره إذا اصطدم مع جمهورية الملالي، لكن الآن دخلها سليماني وتصور مع رجال الأسد فيما يشبه الانتصار الإستراتيجي أكثر من كونه أي شيء آخر، كان للأمر مغزى آخر وهو أن سوريا أصبحت الآن مستباحة لجنرالات إيران وربما لقوات حشد شعبي شيعية في القريب العاجل، كانت الرسالة واضحة من سليماني إلى السيسي والملك سلمان أنا في اللاذقية !

موقف الأطراف العالمية يميل أكثر إلى تسوية سياسية لكن بالنسبة لها لأسباب أخرى أولها خروج بشار الأسد من الصورة السياسية بعد أن طالب بذلك عدد من الأطراف الدولية "السعودية – تركيا –" بجانب مرونة أكثر في الموقف الروسي وهو ما ظهر في الخسائر التي تكبدها الأسد خلال الفترة الماضية ولم تتحرك موسكو تجاهه، أما الولايات المتحدة الأمريكية فكانت لها أسبابها وأهم تلك الأسباب الهروب من المسئولية الاجتماعية أمام العالم الذي يتهمها بالسكوت عن بشار والمكسب الآخر هو ضمان سوريا مشتتة بين تنظيم الدولة الإسلامية والفصائل المعارضة أي استمرار حروب العصابات الأمر الذي تشتهيه أمريكا بعد أن وصل حجم الأرض الذي يحكمها بشار 20% من أراضي سوريا فقط.

مؤتمر القاهرة سيظهر الكثير من الخفايا الكامنة لدى كل الجهات في حالة إيجاده حل لتلك الأزمة فهل ستخاطر إيران ضد القاهرة في أول تحد مباشر أم أن كل الأطراف ستراجع الحسابات؟!
الجريدة الرسمية