بالفيديو.. «الجولاني» يحرض ضد السيسي عبر «الجزيرة»: إيران تسعى لإعادة الإمبراطورية الفارسية في الدول العربية.. واشنطن تعلمت من حروبها في العراق وأفغانستان.. وحكام العرب يدفعون الجز
عرضت قناة "الجزيرة" الفضائية الجزء الثاني من برنامج "بلا حدود" الذي التقى فيه الإعلامي أحمد منصور زعيم تنظيم جبهة النصرة بسوريا أبو محمد الجولاني.
واستعرضت الدقائق الأولى من الحلقة الجديدة مشاهد حصرية للجزيرة لتدريبات خاصة من معسكرات "النصرة" بحضور الإعلامي أحمد منصور.
وتحدث الجولاني، في اللقاء الثاني، عن دور إيران في المنطقة، لا سيما في سوريا، مؤكدا أن السياسات الفارسية تستمد شرعيتها من الإمبراطورية الفارسية في العصور السابقة التي كانت تعتبر فلسطين ملكا خاصا لها.
إيران تحيي الإمبراطورية الفارسية
وأوضح الجولاني أن إيران تسعى لإعادة الإمبراطورية الفارسية في جميع الدول العربية، قائلا إن هذا السعي بدأ منذ مقتل الصحابي الجليل عمر بن الخطاب، وليس منذ ثورة الخميني.
ولفت الجولاني إلى أن إيران تتخذ "التشيع" مطية لإعادة أمجادها، موضحا أن سياساتهم تختلف من منطقة لأخرى، على غرار العراق، اليمن، وسوريا.
ووفقا للجولاني، فإن "العلويين" في سوريا ليسوا تبعا لإيران منذ نشأتهم، مستدلا بأن فرنسا هي من سمحت للعلويين بالدخول، وأضاف: "إيران اشترت ولاء النصيريين".
وكشف الجولاني أن الدور الإيراني في سوريا منذ بدأ عهد بشار الأسد ركّز على نشر المذهب الشيعي في المناهج السورية، وبين التجار.
وبتصريح مفاجئ، بيّن الجولاني أن إيران لا تعتبر بشار الأسد تابعا لها، مثل حزب الله وغيرها من الأحزاب الشيعية، إلا أنه لم ينف أن الأسد حليف حميم للإيرانيين.
واشنطن تعلمت من حروبها
وانتقل الجولاني بالحديث إلى الولايات المتحدة الأمريكية، قائلا إنها تعلمت من حروبها في العراق، وأفغانستان.
وقال الجولاني إن أمريكا أيقنت أنه بمجرد رحيلها سيملأ الجهاديون الفراغ، ما دعاها لتسليم العراق للحكومة الإيرانية، وهو ما صنعته أيضا في اليمن عبر تسليحها للحوثيين.
واعتبر زعيم "جبهة النصرة" أن أمريكا تسعى بشكل حثيث إلى جر إيران لمعركة مباشرة مع تنظيم القاعدة، مشيرا إلى أن إيران لم تحرك جيشها الحقيقي بعد.
بن لادن والزرقاوي
وأكد الجولاني أن أسامة بن لادن، و"أبو مصعب الزرقاوي" استطاعا إذلال أمريكا، وإرجاعها لعشرات السنين إلى الوراء عبر جرّها إلى المعارك الميدانية.
ووجه زعيم "النصرة" رسالة تطمينية لـ"أهل السنة" قائلا إن المعركة تسير في صالحهم بشكل عام، وفق قوله.
وأضاف أنه على جميع أهل السنة مساندة "المجاهدين" في معاركهم، قائلا إن "ما يحدث في الشام يتأثر به المسلمون في الجزيرة، وفي باكستان، ومصر، وغيرها".
حكام العرب
وهاجم الجولاني حكام العرب، زاعما إنه "يدفعون الجزية إلى أمريكا"، متسائلا عن أسباب انعدام الاستثمار في الدول العربية، وأضاف: "هذه جزية من نوع خاص".
وتابع: "الخزين الكبير من البترول عندنا ينفذ، بينما يزداد عند أمريكا التي تسلح وتمول إسرائيل بأموالنا، وهذا بسبب صمت الشعوب".
ونفى الجولاني أن يكون لدى "جبهة النصرة" نية لاستفزاز إيران لتأتي إلى سوريا برا، مؤكدا في الوقت ذاته قدرتهم على نقل المعركة إلى إيران، والاعتماد على الأقليات الكردية، والأحوازية، وغيرها، وتابع: "لكننا نكتفي بقطع أذرعا في المنطقة".
وحول "عاصفة الحزم في سوريا" التي راجت مؤخرا في مواقع التواصل، علّق الجولاني: "من يقول هذا الكلام لا يفقه، وهؤلاء الحكام ينبغي عدم الثقة بهم لأنهم حريصون على كراسيهم فقط".
وتساءل الجولاني: "كيف يحاربون الحوثيين التابعين لإيران؟ بينما يدعمون الحكومة العراقية التي ترتبط بشكل أوثق مع إيران، هناك ازدواجية في المعايير، إنه الكذب والنفاق".
ودعا الجولاني الشعوب العربية للاعتماد على نفسها وعدم التأمل بـ"الحكومات التابعة للغرب، وبعد مؤتمر كامب ديفيد أمريكا أعطت حكام العرب ضوءا أخضر لدعم حكومة لبنان المسيرة من حزب الله، والتفاوض مع الحوثيين".
ووفقا للجولاني فإنه "بعد انتهاء النفط، ستنتهي المصالح وسينقلب الأمريكان على الحكام العرب، مثلما انقلبوا على القذافي، وبن علي".
وعاد زعيم "جبهة النصرة" لدعوة الشعوب إلى "الجهاد"، قائلا إن عزة الإسلام لن تعود سوى بالطريق الذي سلكه أهل الشام للوصول إلى دمشق، وفق تعبيره.
ثورات الربيع العربي
وبارك الجولاني ثورات الربيع العربي بشرط أن تكون الشعوب واعية بأن الحل هو "الجهاد"، و"القوة".
الجهاد ضد السيسي
وعن الإخوان المسلمين في مصر، زعم الجولاني أن "السلمية قضت على آخرة الإخوان"، داعيا الجماعة للعودة إلى بداياتها "والجهاد ضد الرئيس السيسي".
أمريكا أسقطت مرسي
وزعم الجولاني أن أمريكا هي من أسقطت محمد مرسي عبر أداتها "السيسي"، موضحا أن أمريكا لم ترض بالإخوان رغم تنازلهم عن تطبيق الشريعة، وحربهم للمجاهدين في سيناء، وفق قوله.
وأسهب الجولاني قائلا إن الحركة التي تأسست على كتب حسن البنا، وسيد قطب يجب أن تعود لـ"الجهاد".
شعبية التنظيم
وأوضح الإعلامي أحمد منصور أنه رأى في مناطق سيطرة "جبهة النصرة" شعبية هائلة جدا للتنظيم، وهو ما اعتبره الجولاني شيئا طبيعيا يحاول الإعلام التشويش عليه.
وحول ارتباط "النصرة" بـ"القاعدة"، قال الجولاني إن "حزب الله، حماس، صدام حسين، كوريا الشمالية، غير مرتبطين بالقاعدة ومع ذلك صنفتهم أمريكا على لائحة الإرهاب".
وأكد الجولاني على عدم سعيهم في الوصول إلى سدة الحكم بسوريا، مشيرا إلى أن وجود "حكومة إسلامية" بغض النظر عمن يترأسها سيكون أمرًا مرضيًا للتنظيم.
وأكد زعيم "جبهة النصرة" أن "المهاجرين" (المقاتلين الأجانب)، يجب أن يوضعوا في أولويات الحكومة الإسلامية التي ستأتي في سوريا، محذرا من خطورة السعي لطردهم.
داعش خوارج
وانتقل الجولاني في حديثه إلى تنظيم داعش، معتبرا إياهم "خوارج"، إلا أنه نفى أن تكون "النصرة" قد بادلتهم الحكم بـ"التكفير".
الجولاني أوضح أن بداية انحراف تنظيم داعش كان في حقبة "أبو مصعب الزرقاوي"، عبر التفجير في الأسواق، والأماكن العامة.
وقال الجولاني إن "أبو بكر البغدادي" نكث البيعة التي برقبته لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، ما دعاه لقطع علاقته فيه.
واعتبر الجولاني أن تنظيم داعش ساعد أمريكا، ونظام الأسد عبر قتاله للفصائل الأخرى التي أرّقت الأسد وجيشه.
واتهم زعيم جبهة النصرة تنظيم الدولة بعدم الجدية في قتال نظام الأسد، مقابل اندفاعهم بكل قوتهم لقتال الشيعة في العراق.
وثمّن الجولاني الدور الذي يقوم به تنظيم الدولة في العراق، معتبرا أنه استطاع إلى حد كبير وقف المد "الرافضي".
وختم الجولاني حديثه قائلا إنه يأمل من تنظيم داعش أن يعودوا لرشدهم، نافيا أن يكون هناك أي بادرة لحل الأزمة بين الطرفين في الوقت الحالي.
وحول رؤيته المستقبلية للوضع في سوريا، أوضح الجولاني أن معركة دمشق قادمة لا محالة، حتى لو استطاع النظام تطويل المعركة عبر نقلها إلى الساحل.
وهاجم الجولاني التنظيمات السورية السياسية في الخارج، قائلا إنها توجد فقط في الفنادق، ولا يوجد لهم أي تأثير على الأرض.
وطمأن زعيم جبهة النصرة "المسلمين"، قائلا إن التنظيم يخرّج أجيالا جهادية في الوقت الذي لا تزال فيه قيادات "القاعدة" التي قاتلت في أفغانستان، والشيشان، والعراق تقود التنظيم في سوريا.
وختم الجولاني حديثه في اللقاء بالاعتذار للمشاهدين لعدم إظهاره لوجهه، قائلا إنه سيظهر بوجهه في الوقت المناسب.