بلاتر يلعب!
"يموت الزمار وإصبعه يلعب".. هكذا يلخص المثل الشعبي الشهير، خبرة حياة تجاه من اعتادوا شيئا في حياتهم.. لكن هذا المثل يكاد ينطبق على السيد بلاتر رئيس الـ«فيفا».. فرغم كل الظروف المعاكسة والضغوظ التي تعرض لها، أصر على الاستمرار في خوض سباق الـ«فيفا» ونجح بالفعل في هذا السباق.. ولكن بعد بضعة أيام قليلة فقط من الفترة الرئاسية الجديدة له في الـ«فيفا» فاجأ الجميع، ومن بينهم بعض القريبين منه، بإعلان استقالته من رئاسة الـ«فيفا».. لكنها استقالة تنفيذها عمليًا لن يتم قبل عام..
فهو أعلن عن عقد جمعية استئنائية للفيفا، الأغلب ستعقد في شهر مايو القادم «أي في العام القادم»؛ لانتخاب رئيس جديد للفيفا.. وهذا سوف يمكن بلاتر من البقاء في منصبه لربع المدة الجديدة التي انتخبت ليتولى فيها رئاسة الـ«فيفا».. وخلال الفترة أعلن بلاتر، أنه سوف يمارس كل صلاحيات منصبه لإصلاح الـ«فيفا»!
وبهذه الاستقالة يخفف بلاتر الضغوظ التي يتعرض لها حاليا.. وأنا لا أقصد الضغوظ الثانوية والفضائية.. ولكني أقصد هنا الضغوظ ذات الطابع الرياضي أو السياسي؛ حيث هدد الاتحاد الأوربي لكرة القدم بالانسحاب من أنشطة الـ«فيفا» ومقاطعتها، خاصة أنشطة المونديال.. ومن شأن استقالة بلاتر حتى ولو كانت مؤجلة لمدة عام، أن تهدأ من روع الاتحاد الأوربي، خاصة أن رئيسه «بلاتيني» قد يفكر في الترشح لرئاسة الـ«فيفا» وهناك من يزكيه.
أيضًا فإن الوقت الذي منحه لنفسه بلاتر وهو مدة العام، سيتيح له ترتيب أوضاع الـ«فيفا» قبل أن يغادر منصبه، وهو أعلن ذلك بالفعل وهو يعلن خبر استقالته.. وهكذا يريد بلاتر أن يخرج وهو رابح.
