رئيس التحرير
عصام كامل

"الزين لي فيك".. الإخوان صم بكم يتساقطون


تحرز الأجهزة الأمنية نجاحًا لا تخطئه عين، فالجيش يدك الجماعات الإرهابية في سيناء، ثم أغلق مواقع تمركزها في رفح والشيخ زويد؛ لتصبح مناطق عمليات، والدور آت على العريش؛ تمهيدا لإبادتهم.

وفي الوقت نفسه، ارتفع أداء الشرطة بسرعة ضبط الجناة في العمليات الأخيرة، وكذلك قيادات "الإخوان" الذين يديرون ساحة الإرهاب في الداخل، ويتواصلون مع التنظيم الدولي ينقلون منه وإليه.

فضلا عن توقيف أعضاء خلية "أبناء الشاطر" الاستخباراتية، التي تأسست في عهد المعزول مرسي؛ بهدف التجسس على أجهزة الدولة لصالح الخارج واستهداف الجيش والشرطة والقضاء.

تساقط قيادات "الإخوان" عمَّقَ الصراع بين الأعضاء الفاعلين، وبات الانقلاب وشيكا في جماعة "البنا الماسونية".. وحين وشى بعضهم على الآخر، لم يجد "الإخوان" بدًا من إعلان تبني العنف، وهو ما أنكروه طوال السنوات الماضية، وتزامن مع ذلك خلاف موازٍ بين أعضاء التنظيم الدولي على خلفية الإطاحة بالقيادات التي أدت لانهيار الجماعة وتصعيد غيرهم لإنعاش التنظيم.

وفي محاولة لتقليص الفجوة، سيجتمع التنظيم في تركيا نهاية الأسبوع، ما جعل قيادات "الحرية والعدالة" ترفض انفراد أي طرف في الداخل أو الخارج بقرار قيادة الجماعة.

الانقسام الإخواني نتيجته انهيار دراماتيكي، أفقد "الإخوانجي" محمد عبد القدوس صوابه، ليحمل بعنف على مصر في مقال دعا فيه صراحة إلى "إنهاء حكم العسكر والإطاحة بالانقلاب، والجهاد المسلح ضد أجهزة الدولة بالتعاون مع التيارات الأخرى لاستعادة الحكم والسلطة"!.. ولا أعرف لماذا تغض الدولة النظر عن المدعو عبد القدوس، رغم أن ممارساته وتصريحاته وعلاقته مع قيادات الإرهابية كفيلة بسجنه مدى الحياة.

هكذا هم "الإخوان"، يستخدمون الدين مطية لتحقيق أهدافهم في بلوغ السلطة، يتبنون العنف وسفك الدماء والحرق والتدمير؛ للتحكم في الأرض والشعب، يشترون الذمم والولاءات، ويتعاونون بإخلاص مع أمريكا أو "الشيطان الأكبر" - كما يطلقون عليها - وفي الوقت نفسه، يحملون جنسيتها تحسبًا للظروف، ثم يتوقفون عن ترديد شعارات الدين ويصبحون "صمًا بكمًا"؛ حتى لا تتأثر مصالحهم، وليس ببعيد ترخيص مرسي تجارة الخمور والعمل بالملاهي الليلية لثلاث سنوات، رغم أن رؤساء مصر جميعًا يصدرون الترخيص لسنة واحدة.. وبما أن "إخوان" مصر أساس كل "البلاوي"، وجدنا "إخوان" المغرب على النهج نفسه يسيرون.

أشرت في المقال الفائت بإيجاز، إلى أن حكومة المغرب "الإخوانية"، التزمت الصمت ولم تحرك ساكنا حيال الفيلم الإباحي "الزين لي فيك"، ولما تظاهر المغاربة أمام البرلمان اضطرت لمنع عرض الفيلم محليًا!!.. ناقش العمل ظاهرة الدعارة في "مراكش" المغربية، واستعان بعاهرات تحدثن عن أسباب عملهن في "البغاء".. لكن الفيلم في حقيقة الأمر، يروج بشكل أو بآخر لما يسمى "السياحة الجنسية"، ودافع عن "العاهرات"، داعيًا إلى تغيير المسمى المهين بآخر أكثر تحضرا وليكن "عاملات الجنس"، وأن على المجتمع تقبلهن لا نبذهن، فالدعارة أقدم مهنة في التاريخ!!

ولم يمر سوى ثلاثة أيام، حتى افتتحت النجمة اللاتينية جنيفر لوبيز، مهرجان "موازين" في العاصمة "الرباط"، بعرض ساخن ومثير ارتدت خلاله "مايوهًا"، بمرافقة راقصات أكثر إثارة وإباحية، والأغرب أن التليفزيون الرسمي المغربي نقل الحفل على الهواء، ما جعل البعض يشكك في صدق نوايا وتوجهات حكومة "الإخوان"، التي ترفع شعارات الدين وهي أبعد ما تكون عنه، وإلا كيف تتعاقد على حفل مثل هذا، خصوصًا أن طبيعة عروض لوبيز معروفة للعالم كله، كما توقع البعض الآخر، أن يكون منع عرض فيلم "الزين لي فيك" مؤقتًا؛ لامتصاص الغضب الشعبي، ثم إجازته بعد هدوء الوضع.

"الإخوان" لا يشغلهم إلا الحكم، وإلا كانوا انتصروا للدين والأخلاق بمحاكمة المخرج نبيل نور الدين عيوش، الذي أهان المغربيات بفيلم إباحي، ينشر عبره مفاهيم الصهيونية والماسونية مثلما تفعل السينما العالمية، ولا ننسى أن عيوش مسلم الديانة، لكن أمه يهودية فرنسية من أصل تونسي، ما جعله يلمح في أحد أفلامه، إلى أحقية إسرائيل في أرض فلسطين.. ومع هذا بقى "الإخوان" صمًا بكمًا، وهم الذين لا يتوقفون عن ترديد "على القدس رايحين شهداء بالملايين"!!
الجريدة الرسمية