«الداخلية» تؤكد انفراد «فيتو» في 2012.. عصام كامل يكشف تفاصيل «عملية السحاب الداكن» لاختراق أجهزة الدولة.. وحكاية أجهزة التنصت الإيرانية بمقر الإخوان المحترق بالمقطم.. وح
البيان الأخير لوزارة الداخلية، الذي كشفت فيه سعي تنظيم الإخوان بجمع معلومات استخباراتية عن أجهزة الدولة وإرسالها إلى الخارج، وبث أخبار كاذبة تضر بمصالح البلاد، وتكليف التنظيم الخاص، عام 2012، لبعض عناصره باختراق صفحات ومواقع رسمية لعدد من الوزرات وصفحات ضباط الشرطة والجيش؛ لزعزعة الثقة في أجهزة الدولة الرسمية.. هذا البيان يؤكد ما انفرد به عصام كامل، رئيس تحرير جريدة وبوابة «فيتو»، في مقال بعنوان «عملية السحاب الداكن».
الزمان: الأربعاء ٥ ديسمبر2012
الموقع: شارع 01 هضبة المقطم، حيث يقع المقر الرئيسى لجماعة الإخوان المسلمين.
المشهد الرئيسى: بناية من خمسة طوابق، الداخلون إليها والخارجون منها كلهم من شباب وشيوخ الجماعة، وبعض المواطنين المترددين على المقر بحثا عن عمل أو دور، أو تقربًا لجماعة أصبحت في سدة الحكم.. على الجانب الآخر : معلومات تتناثر هنا وهناك حول اقتحام مقرات الجماعة، في عدة مواقع بمحافظات مصر.
في هذا الشارع الذي أصبح بين يوم وليلة قبلة وسائل الإعلام والزوار، كان الانتشار الأمني هذه المرة مغايرًا لما كان عليه في السابق، تحذيرات من قيادات أمنية من المستوى الأقل تشير إلى أن غدًا سيكون يومًا مشهودًا في المنطقة المحيطة بمقر الجماعة، تحذيرات للسكان بإخلاء الشارع من السيارات، وتحذير خاص لمدير فرع أحد البنوك الشهيرة بأن غدًا ستنتقل جولة الصراع حامية الوطيس.
مضت الليلة طويلة على سكان الشارع، الذي خلا تقريبا من السيارات، وسط نداءات هنا وهناك من قيادات الجماعة بأن لديهم معلومات حول هجوم وشيك، إضافة إلى قطع الكهرباء عن جميع أعمدة الإنارة بالمنطقة المحيطة بالمقر!!.
الخميس 6 ديسمبر: كل شىء يبدو عاديًا.. إلا خلو الشارع من السيارات، وبعض مخاوف تسكن الجدران، وجاء المساء محملا بسيل من الاتهامات، التي كالها الرئيس مرسي للمعارضة، مؤكدًا أن لديه معلومات واعترافات من متهمى الاتحادية، تشير إلى تورط قيادات من المعارضة في تنظيم هجوم على قصر الاتحادية، وما أن انتهى مرسي من خطابه حتى كانت الاستغاثات السابقة للهجوم، والتي تواترت عبر فضائيات مصرية وأخرى عربية قد تحولت لحقيقة.
غطت ستائر الليل سماء القاهرة، ومعها بدأ الهجوم المتوقع، سيارات ميكروباص دون لوحات يترجل منها أعداد من البلطجية، هاجموا قوات الشرطة المرابضة بالموقع وبين كر وفر وأحجار تتساقط على رءوس الجنود، في المقابل انطلقت قنابل الدخان المسيل للدموع لتنطلق سحابة من الدخان الداكن غطت أرجاء المكان.
على أثر الكر والفر،فوجئت قوات الشرطة بهجوم من أعداد غفيرة من المواطنين، دخلت المقر،عبثت فيه، حطمت جزءا من واجهته، أخرجت بعض المحتوىات، أحرقت بهدوء غريب، غادرت الموقع بهدوء أكثر وسط ضجة إعلامية لم تتبين سر الهجوم أو ماهيته وأهدافه.
في اليوم التالى يعقد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين مؤتمرا صحفيا سمحوا فيه للصحفيين بالتجول داخل الطوابق الثلاثة الأولى دون السماح لهم بصعود الطابقين الرابع والخامس!
تعاملت جميع وسائل الإعلام بتفسير وحيد، هجوم غاضب من المواطنين ضد خطبة محمد مرسي التي اتهم فيها معارضين بالتورط في هجوم قصر الاتحادية ومر الحادث مرور الكرام دون تبين هدف الهجوم المنظم.
أحد قادة الجماعة قال للمحيطين بمنطقة الأحداث: «ساعة وسينتهى كل شىء» دون أن يفسر مقولته التي نشرتها وسائل إعلام دون البحث في أهداف الهجوم وأسبابه الحقيقية.
"فيتو"، من جانبها جمعت خيوط ليلة الهجوم، فكانت نتيجة التواصل مع مصادر معلومات موثوق بها،عادت بها إلى بدايات ثورة الخامس والعشرين من يناير، عندما قررت الجماعة اتخاذ هذا المقر لنشاطها الرئيسى وما تلى ذلك من تقدم صاحب العقار بعد بيعه للجماعة بشكوى لحى المقطم، ليثبت فيها أن الجماعة قررت بناء دور مخالف.
كان صاحب العقار الأصلى يريد أن يخلى مسئوليته عن بناء دور مخالف فوق العقار، ولم يخف تساؤله في ذلك الوقت من إصرار الجماعة على بناء دور مخالف، في حين أنهم أصبحوا هم السلطة في البلاد ولا يستطيع حى أو محافظة الامتناع عن الموافقة ببناء الدور.
معلوماتنا أكدت أن قيادات أمنية إيرانية زارت مصر تحت مسميات مختلفة في تلك الفترة، والتقت قيادات بالجماعة أبدت رغبتها في امتلاك أجهزة تنصت لحماية النظام الجديد من فلول النظام السابق خاصة أن الأجهزة الأمنية المصرية كلها خارج سيطرة الجماعة وتلاقت الرغبة الإخوانية مع الخبرات الإيرانية فكان الاتفاق على بناء دور فوق مقر الجماعة بمواصفات خاصة ليكون موقعا لأجهزة حديثة على غرار ما تم زرعه لحزب الله في لبنان وقد أثبت نجاحا باهرا.
وبالفعل تم تركيب الأجهزة وهى ذاتها الأجهزة التي دفعت عددًا من القيادات إلى التصريح أمام وسائل الإعلام بأن لديهم تسجيلات تثبت تورط عدد من قيادات العسكر في العمل ضد الجماعة، بل تمادت تلك القيادات بالقول الصريح إن هناك تسجيلات فيما عرف ساعتها بجهاز مخابرات الجماعة الذي تم بناؤه عقب سقوط نظام مبارك.
وتحددت ساعة الصفر للهجوم على المقر الرئيسى للجماعة بالمقطم، ولتنفيذ المخطط تم تسريب معلومات لقيادات من الجماعة مفادها أن هجوما مسلحا بأسلحة خاصة ستقوم به جماعات من البلطجية مدعومة من قيادات بالمعارضة يهدف لحرق المقر الرئيسى.
على الفور طلب خيرت الشاطر من وزير الداخلية حماية المقر، مؤكدا له أن الجماعة لديها معلومات من أجهزة سيادية حول هجوم وشيك على مقر الجماعة وكان المقصود من تسريب المعلومات إشاعة الخوف في نفوس قيادات الجماعة لإخلاء الموقع تماما وهو ما حدث بالفعل.
حذرت الأجهزة الأمنية سكان العقارات المجاورة من هجوم وشيك قبل الواقعة بيوم كامل، وتم فصل الكهرباء عن أعمدة الإنارة بالشارع وتم الهجوم بشكل منظم يبدو في تنفيذه حالة من حالات العشوائية، وكان بين المهاجمين متخصصون في الاتصالات دخلوا مع المهاجمين غير أنهم كانوا يعرفون وجهتهم بشكل دقيق، وصلوا إلى الطابق المخالف، وهو الطابق الذي عرف بين أوساط الجماعة بأنه محظور على الجميع الصعود إليه.
تم الاستيلاء على أجهزة التنصت والهاردات المستخدمة في تسجيل المكالمات وتخريب الشبكة تماما، بعدها مباشرة انتهى الهجوم.. المرشد من جانبه قال إن عملية الهجوم مقصود منها العبث والتخريب، وليس البحث عن أوراق ولم يخف المرشد اتهامه ومعه عدد من قيادات الجماعة لوزير الداخلية، ومسئوليته عن الهجوم الذي تم بليل وانتهت عملية السحاب الداكن بتفكيك شبكة التنصت، ومنذ هذا اليوم لم نسمع من قيادات الجماعة شيئا عن تسجيلات أو معلومات لديهم عن خصومهم.
لم ينته الأمر عند هذا الحد خاصة أن الجماعة أدركت أنها أكلت الطعم وأن قيادات أمنية غررت بقادتهم وكانت ضليعة في الهجوم على المقر، الأمر الذي حدا بالجماعة إلى محاولة التواصل مجددا مع قيادات مخابراتية إيرانية؛ للبحث عن وسائل لإخضاع الأجهزة المصرية للجماعة، مع محاولة تصعيد أحد القيادات الأمنية، ليكون بديلا جاهزا بعد الانتخابات البرلمانية القادمة، وليشغل منصبًا وزاريًا مهمًا تبدأ معه أخونة الأجهزة المستعصية.