رئيس التحرير
عصام كامل

الكيان الصهيوني في أتم صحة وعافية وينام قرير العين !


في ذكرى النكبة التي لم يشعر بها أحد، يا ترى ما هى أخبار الكيان الصهيونى؟ على ما يقرب من سبعين عاما ومنذ عام النكبة ووزع الكيان الصهيونى؟ للأسف لم يشعر بأمن واستقرار مثلما يشعر الآن، بعد الاحتلال وتقسيم فلسطين الغالية، كانت هناك أصوات تنادى بتحرير الوطن المسلوب، وكنا نغنى "لبيك يا علم العروبة" و"وطنى العربى" وكتب نزار قبانى ولحن محمد عبد الوهاب وغنت أم كلثوم "اصبح عندى الآن بندقية..إلى فلسطين خذونى معكم" وغنينا "دقت ساعة الوطن العربى" وقبل كل هذا الأغانى غنى الوطن العربى بدموعه "أخى جاوز الظالمون المدى..فحق الجهاد وحق الفدى"، كنا على الأقل لاتزال فينا بعض النخوة، وللأسف ومنذ انتصار السادس من أكتوبر73 تراجعت كل شىء.


تحدثنا عن آخر الحروب، تحدثنا عن الصلح مع الغاصب الصيونى، واكتملت باتفاقية كامب ديفيد، وانقسام العرب، والكيان الصيونى يعمل ويجتهد في سبيل ترسيخ أقدامه، وأهتم بالعلم والتعليم، ونحن كان اهتمامنا الانفتاح المدمر، وأشقائنا العرب اهتموا بجبهة الصمود والتصدى ولا هي صمدت ولا هي تصدت، وانشغلنا بنقل جامعة الدول العربية لتونس بدلا من القاهرة، ناهيك عن حرب لبنان المدمرة للكيان اللبنانى وأيضا للكيان الفلسطينى المقاوم.

كل الطرق التي سلكتها الدول العربية بلا استثناء تؤدى إلى نتيجة حتمية وهى التأكيد وتثبيت الكيان الصهيونى في فلسطين العربية المحتلة، وكانت الطامة الكبرى بغزو العراق للكويت ُودخول الأمريكان إلى المنطقة بدعوة كريمة من الدول العربية بزعمائها ومجلس جامعة الدول العربية، والحقيقة قبل العدو الأمريكى الدعوة وهو يرقص فرحا، أخيرا فقد جاء لتلبية دعوة من جامعة العرب إلى تشريفنا واحتلالنا على الرحب والسعة، والحكام كالبلهاء حاربوا تحت العلم الأمريكى بحجة أنه التحالف الدولى، لهذا عندما قررت الولايات المتحدة تدمير واحتلال العراق لم تهتم برأى الحكام، دمرت واحتلت وقسمت الدولة العراقية، وفعلت كل شىء، ونحن العرب نيام..نيام، وكان قمة الاستفزار للعرب يوم تنفيذ الحكم على صدام حسين فنحر صباح عيد الأضحى، ونحن نيام.

أعود للسؤال: ماهى أخبار الكيان الصهيونى..!؟
تحطمت قوى الدول العربية، وتمزقت، العراق - وأعتقد قرار أمريكا أنها ستسلح الأكراد والشيعة مباشرة خير دليل على انتهاء الدولة المركزية العراقية- السودان أصبحت أربع دول تقريبا، ليبيا عادت ثلاث دول، اليمن في الطريق إلى أن تكون دولتين، لم تعد هناك سوريا ولا لبنان.

الجزائر هدها الإرهاب، تونس عادت للخلف مائة عام، مصر تجاهد من أجل عدم السقوط لتبقى على أمل لإنقاذ الوطن العربى، بالإضافة إلى كل هذا الهم وإرهاصات الفشل.

تعالوا ننظر إلى ما يحدث من المخابرات الأمريكية الصهيونية من خلال من يطلق عليهم داعش أو الإخوان أو النصرة أو بيت المقدس..الخ، ما نراه أنه كان هناك استراتيجية طويلة المدى تنفذ للوصول إلى ما نحن عليه الآن، وللأسف وحكامنا نيام..نيام..، فليس معقول أن ما نراه من الحوثيين في اليمن أو داعش في العراق وسوريا وليبيا..الخ وليد مجموعة من الأفراد أو جماعات تجمعها أي رؤية، لا سادة أن ما نراه نتيجة حتمية لخيبة العرب واستغراقهم في النوم، في حين أن المخابرات الأمريكية الصهيونية كانت تخطط وتربى وتزرع لنرى الوطن العربى بشكله المتهالك الممزق، هل من المصادفة أن يكون كل قادة الإرهاب صناعة أمريكية؟ حتى الإخوان المجرمين منذ الأربعينيات وهم يتعاونون معهم..!!؟ ليس صدفة وليس ما يحدث مفاجأة للأمريكان والصهاينة لأنه معد ومرتب من سنوات وسنوات ونحن نجرى وراء "رغيف الخبز" وشد الحزام دائما.

أعتقد أن أخبار الكيان الصهيونى..أنه في أتم صحة وعافية وينام قرير العين لأنه ضمن أن من يهدد أمنه مشغولون بعيدا عنه ولعشرات السنوات القادمة..! جتنا خيبة...!!
الجريدة الرسمية