المجلس الحسبي وحسبي الله

وصلتني هذه الرسالة وكان من المفترض أن تنشر في باب بعنوان (اسأل نيفان) بنفس الموقع بجريدة فيتو، لكن هذا لو كنت أمتلك نصيحة أو إرشاد، أما في هذه الحالة فالحل بيد المؤسسات المعنية بالموضوع والقوانين، لذلك قررت نشر الموضوع لعل فيه خير لتلك الحالات المتضررة، حيث تتأثر الأسر سلبًا بكل المقاييس.

صاحبة الرسالة تقول:
نحن أسرة ميسورة الحال والحمد لله، كنا نعيش في سعادة وهناء، فزوجي رجل طيب محترم، هو نعم الزوج ونعم الأب، تعرض زوجي منذ فترة لمرض خطير ثم توفاه الله وترك لي ولدين في المرحلة النهائية بالمدرسة، نرضى بما قدره الله لنا بالرغم من عظم مصيبتنا، مهما تكلمت لا أحد يستطيع أن يدرك كم تألمت لفقده فهو الحبيب والصديق هو حياتي كلها، أما ولداي فحزنهما لا يمكنني وصفه، أسأل الله أن يكون في عوننا وينزل على قلوبنا السكينة.

أصبح المجلس الحسبي واصيًا على أموال أبنائي، أنا لا أعمل فبيتي وزوجي وأولادي كانوا كل حياتي، المجلس الحسبي وقانون القصر جعل من بعض الموظفين أوصياء علينا يتحكمون في عيشتنا بدافع أن هذا مال أيتام والنتيجة كسر نفسية أولادي وحرمانهم من العيش بمستوى يليق بهم ويتناسب مع ظروفهم ومدارسهم، مما زاد من معاناتنا، وآلامنا النفسية.

قانون القاصر لا يستأمن القاصر( من هو تحت الـ ٢١ عامًا ) على ماله بالرغم من أن سن البطاقة ( ١٦ عامًا ) ويحق لمن يحمل بطاقة رقم قومي الانتخاب، أي إن صوته هذا مع أنه ما زال قاصرًا، قد يفرق ويأتي برئيس جمهورية أو يسقطه، فكيف يحرم من ماله دون إدراك لتأثير ذلك الحرمان على نفسيته، وقانون رخصة القيادة يجيز لصاحب ( الـ ١٨ عام ) أن يحصل على رخصة قيادة! يقود سيارة ويستأمن على أرواح المارة في الطرق ولا يستأمن على ماله !

هذا القانون يجعل مصير عائلة بالكامل في يد أناس يجهلون أن الناس طبقات والاحتياجات تختلف من طبقة لأخرى وبناءً عليه يرفضون صرف أي مبالغ تكفل لنا حياة شبيهة بالتي تعودنا عليها، يتعجبون من مصاريف مدارسنا وملبسنا وكل شىء، هؤلاء الموظفون لا يعرفون شيئًا عن التربية أو الحالة النفسية التي وصلنا لها بسببهم، كل ما يعنيهم الحفاظ على المال وكأننا سفهاء، همهم عدم تمكيننا من أبسط حقوقنا في الحياة ويتحدثون بعجرفة معنا وكأننا نتسول، يتهكمون منا كأننا نكذب وندعي تلك المصروفات، لدرجة إجبرتني إحداهن على الإمضاء على ورق وقالت هذا محضر وعندما رفضت ساومتني مقابل أن أحصل على إقرار الوصاية.

ناهيك عن المعاملة السيئة وإيقافنا لفترات في طوابير، وقد يقال لك بمنتهى البساطة خلصنا النهاردة (عدي علينا بكره ) ولو صادفك حظك التعس وكانت الأستاذة التي تتحكم في عيشتنا تشرب الشاي أو تتناول الإفطار بمزاج، تجدها تنظر لك شذرًا، تهمز وتلمز وكأنك تأخذ حقها في الراحة والاستجمام، وفي حالة رغبتك في بيع أي شىء يرسلون خبيرا يثمن وعندها تتعرقل أمورك كلها.

أنا لست من هواة التعميم وقد يكون هناك بعض الموظفين على النقيض لكن هذه النماذج التي قابلتني وأساءت لي، وقد تكون هناك حالات تحتاج لهذا النوع من الوصاية، لكن يمكن التقصي ودراسة كل حالة قبل تحديد طريقة التعامل معها، هذا باختصار شديد يا سادة جانب يسير مما يحدث للأرامل والأيتام، أما آن الوقت للنظر في هذا القانون؟، ومراعاة أسر يكفيها نكبتها في فقدان معيلها وسندها في الحياة، يا سادة هذا هو المجلس الحسبي وحسبي الله ونعم الوكيل.
Nivan@vetogate.com