«دواير مقفولة» ديوان شعري اختصر المسافات بأسهل الكلمات
"تخلصت الآن من خيالاتي اليائسة وأنهيت أكل اللحوم النيئة التي كنت أراها أثناء نومي.. ألقيت الحمول الثقيلة وأصبحت حرا طليقا لا يخجل ولا يجلد ذاته بعدما رأيت كل شيء ظننته يوما معك".. بتلك النهاية الغامضة اختتم الكاتب الصحفي فتحي سليمان، ديوانه الشعري الأول "دواير مقفولة" الذي أصدره منذ عدة أيام، ويتكون من خليط من القصيدة العامية والنثر.
وسادت حالة من الجدل المثار على الساحة الصحفية والثقافية؛ بسبب كلمات سليمان الجريئة، وحالته الفريدة في التعبير، التي اختصر فيها معظم ما يدور بذهن معظم أبناء جيله، ومعاناتهم واضطراب خواطرهم.
سليمان تخلص من قلق البدايات في تجربته الأولى، وانتهج أسلوبا سهلا بسيطا في التعبير عن تجربته التي مر بها هو ومعظم الشباب، وراهن على إحساسه في نسج عباراته الشعرية وقصائده، التي تناول في معظمها آلام البعد والهجران واليأس، وتناول في قصائد أخرى حالات مجتمعية كالشاب المدمن الذي يظل ملهوفا لقضاء وقت سعيد في غيبوبته، ويفاجأ بعد ذلك بأحلامه تترنح تائهة وتتحطم على طريق الهروب.
واحتوى الديوان الشعري المتميز على عدة قصائد، غازل فيها سليمان المرأة وتغزل في جسدها على طريقة الشاعر الكبير نزار قباني، كما جاء بتفاصيل دقيقة عنها، وظهر ذلك في قصيدتيه "لذة الغرق" و"معبد القدماء"، وذلك في محاولة منه لتقديم تجربة شعرية ترصد ملامح الحزن عند جيل وقف في مفترق طرق.
ويضم الديوان قصائد بالعامية المصرية، حاول فيها سليمان التخلص من قلق البدايات، والتجربة الأولى من خلال نقل تجاربه الحياتية ومشاعره ويضم 22 قصيدة.
ويعتبر "دواير مقفولة" أحد أكثر دواوين الشعر التي ظهرت على الساحة الأدبية من حيث التميز الفني.
وتتميز تجربة الديوان الجديد بتحول واضح في مسيرة الشاعر من حيث الدلالة والانتقال بالقصيدة العامية في رحلته التعبيرية إلى آفاق جديدة تتمثل في الاتجاه نحو التكثيف والرمز والاعتماد على الشكل الفني الذي يجمع بين النمط القصير وما يعكسه من دلالة فنية تحشد العديد من الأفكار والموضوعات التي تصور النزعة التعبيرية النقدية التي يعتمد عليها الشاعر في توجيهه لدفة النص.