رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. الوحدات الصحية بمصر "في طي النسيان".. مستشفى المعلمين تسكنه الأشباح.. الصرف الصحي "يضرب" وحدة اليوسيفية.. "توشكى الإسكندرية" إهمال بلا حدود.. و"عزبة الجبل" مغلقة لحين إشعار آخر


تعيش الوحدات الصحية في مختلف محافظات مصر، داخل مسلسل من المشكلات التي لا تنتهى، وعلى الرغم من الملايين التي يتم صرفها في البناء والتجهيزات، أو بحجة التطوير، إلا أن الإهمال، وغياب الرقابة، ونقص الرعاية والمعدات، عرض مستمر داخل تلك الوحدات.


وفى هذا السياق، ترصد «فيتو» خلال السطور القادمة، سوء حالة الوحدات الصحية داخل المحافظات.

مستشفى المعلمين في طي النسيان
تشهد مستشفى التكاملي بمنطقة المعلمين بأسيوط، حالة من الإهمال، على الرغم من صرف عشرات الملايين على المبنى الكبير، الذي أشيع عنه أنه تسكنه الأشباح حتى الآن، وذلك بعد إغلاقها بحجة تطويرها.

يقول أحمد حسن، أحد قاطني مدينة المعلمين، قررت أنا وزوجتي شراء قطعة أرض وبناء بيت بمنطقة المعلمين، وذلك على أساس وجود كافة الخدمات، والتي صرحت المحافظة عن وجودها، ولكن ذلك لم يحدث بسبب إغلاق المستشفى منذ سنوات.

مستشفى الأشباح
وأضاف إبراهيم محفوظ، أحد قاطني المنطقة بالقرب من المستشفى، إن المحافظة قامت بتعيين عمال حراسة للمستشفى، على الرغم من إغلاقها، ولكن من يسكنها الآن هم الاشباح وتملؤها بيوت العنكبوت، وذلك بدلا من افتتاحها وإعادتها للخدمة مرة أخرى.

وتؤكد «هدى. ع»، موظفة بالجهاز المركزي للمحاسبات، وأحد قاطني المنطقة، إن المستشفى مغلقة منذ سنوات دون أي اهتمام من الدولة، رغم تخطيط المدينة العمراني.

وتابعت: «تكلفة بناء المستشفى، يتعدى الـ10 ملايين جنيه، وتم بناؤها على أعلى مستوى وتجهيزها بأحدث التجهيزات التقنية، ولكن يبدو أن مسئولي أسيوط ليس لديهم وقت كافى لتطويرها وافتتاحها، وذلك بحسب ما جاء على لسان أهالي المدينة».

اليوسيفية والإهمال
واشتكى أهالي قرية اليوسيفية، التابعه لمركز بنى عبيد بمحافظة الدقهلية، من تدنى الخدمات الطبية بالوحدة الصحيه بالقرية، بالإضافة إلى تهالك الجدران، وانخفاض كميات الأدوية، بجانب سوء مستوى المتابعة، وغياب معظم الأطباء لعدة أيام.

الغرق في الصرف الصحي

وأوضح الأهالي أن الصرف الصحى ضرب الوحدة، مسببًا الروائح الكريهة، والتي تصيب المرضى بالاشمئزاز، مما تسبب في نفورهم منها مؤكدًا: "على الرغم من الشكاوى لا يوجد رد من المسئولين".

حقل تجارب
فيما أجمع أهالي قرية اليوسيفية، على أن الوحدة الصحية، تعتبر حقل تجارب لأطباء الأمتياز، وذلك لعدم مكوث الأطباء بها كثيرًا، ودائمًا ما يتم نقلهم، كما أن عمال الوحدة غير متواجدين بصفة مستمرة، أما عن الصيدلية فلا يتواجد بها جميع الأدوية.

الوحدات بمنطقة توشكى بالإسكندرية
وتشهد الوحدات الصحية بمنطقة توشكى بالإسكندرية، حالة من الإهمال والتجاهل الشديد من قبل المسئولين بالمحافظة، وذلك بسبب نقص المعدات والمستلزمات الطبية، وعدم توافر الأطباء في معظم التخصصات وانتهاء العمل بالوحدات بعد الثانية ظهرا.

النوم على الرصيف
يقول نشأت الشرقاوي، أحد أهالي المنطقة، على الرغم من الشكاوى واستغاثات المواطنين بسبب نقص العلاج، وارتفاع كثافة المرضى، إلا أن هناك تجاهلا من المسئولين، وتابع: "بعض المرضى والمرافقين لهم ينامون على أرصفة الطرقات".

نقص الأطباء والأجهزة
وأشار نور الدين، أحد أهالي المنطقة، إن الوحدة الصحية تعاني من مشاكل عديدة، وبالأخص نقص الأطباء في أقسام "الأنف والأذن، والرمد"، بالإضافة إلى ضعف الأجهزة.

معاناة المواطن المنوفي
أما داخل المستشفيات الحكومية بالمنوفية، فيعانى المواطنون مرار للحصول على الخدمة، بعد تحولها إلى خرابات، ويقول محمد عيسى، أحد قاطنى مدينة تلا بالمنوفية، إن مركز طب الأسرة بالمدينة، لا يتسع لكافة المرضى، بالإضافة إلى الأجهزة الطبية، وطالب بتشغيل مستشفى شما، والتي تحولت إلى "خرابة"، على حسب قوله.

شكاوى مستشفى أشمون
شهدت مستشفى أشمون العام حالة من الغضب الشديد لدى المترددين عليها، بسبب سوء الخدمة، وبالأخص في قسم العظام الذي انتشرت به العديد من الشكاوى التي تؤكد أن القائمين عليه أجبروا المرضى على دفع قيمة العلاج والأجهزة التعويضية من شرائح ومسامير وغيرها.

مستشفى شطانوف "حجارة بلا قيمة"
ويؤكد عبد الحي أمين، محاسب ومقيم بقرية شطانوف، التابعة لمركز أشمون بالمنوفية، على أن مستشفى شطانوف التكاملى، والتي تكلفت أكثر من 7 ملايين جنيه، تحولت إلى مبنى من الحجارة بلا قيمة، وذلك بعد سحب جميع الأجهزة الطبية منها.

من جانبها أكدت الدكتورة هناء سرور، وكيل وزارة الصحة بمحافظ المنوفية، على أنه تم اتخاذ قرار بتحويل بعض مستشفيات التكامل الصحي، والتي تبلغ 48 مستشفى، إلى وحدات طب أسرة.

وحدة عزب الجبل "مغلقة"

في حين أنشأت الدولة الوحدة الصحية لقرية عزبة الجبل بالفيوم عام 2001، ومن ثم أضيفت إليها وحدة الأسرة عام 2005 إلا أنها ما زالت مغلقة حتى الآن.

ويقول شعبان سيد، أحد أهالي قرية عزبة الجبل، إن تواجد القرية بالمنطقة الصحراوية يعرض الأهالي إلى لدغات العقارب والثعابين، ولكن الوحدة الصحية مغلقة ولا تفتح أبوابها سوى بضع دقائق كل أسبوع، على يد طبيب واحد.

10 كيلو للعلاج
ويشير فتحى شعبان، إلى أن أهالي القرية عند احتياجهم لطبيب، يذهبون إلى قرية «اللاهون»، والتي تبعد 10 كيلومتر، مؤكدين "لا تربطنا بها وسيلة مواصلات سوى التوك توك أو التروسيكل".
الجريدة الرسمية