رئيس التحرير
عصام كامل

الجيش المصري.. وطنية وتاريخ


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا، فذلك الجند خير أجناد الأرض - قال أبو بكر الصديق: ولمَ يا رسول الله؟ قال: (إنهم في رباط إلى يوم القيامة)" صدق رسول الله ﷺ.


لا يوجد أفضل من حديث الرسول الكريم ﷺ لنبدأ به حديثنا عن مصنع الرجال، درع الأمة الواقي، سيف مصر القاطع الذي يبتر يد كل من تخول له نفسه محاولة العبث بأمن واستقرار الأمة العربية بصفة عامة ومصر الحبيبة على وجه الخصوص، فتاريخ الجيش المصري ووطنيته لا تخفى على أحد والمعارك التي خاضها من أجل الدفاع عن أمته سُطرت بحروف من نور فكتب التاريخ العسكري على مر العصور.

في الآونة الأخيرة تذكر معي عندما نزل الآلاف بل بالأحرى الملايين من شعب مصر الأبي في الـ 28 من يناير من عام 2011، مطالبين بالتغيير وبحقهم في غد أفضل ومستقبل مشرق، تذكر حينما هتفوا بكل عفوية "الجيش والشعب أيد واحدة"، محتفلين بنزول مدرعات قواتهم المسلحة لحماية البلاد بعد الفراغ الأمني في تلك الفترة العصيبة، وكان الجيش المصري عند حسن ظن شعبه، ولم يطلق رصاصة قط في وجه مواطن بل أخذ أفراده يلتقطون الصور التذكارية ويشاركون المواطنين أفراحهم بالنصر وأمن البلاد؛ تأمينا شاملا، وبقى هو المؤسسة الوحيدة التي تعمل وتحمل كل هيئات البلاد على عاتقها في ظل الفراغ السياسي والأمني بعد الثورة.

حينما تُقارن ما يحدث في البلاد المجاورة شركاء الربيع العربي كاليمن وسوريا وليبيا والعراق، ومدى الدمار والخراب التي لحقت بأهالي تلك البلاد وقتها، تعلم بنعمة الله عليك وعلى شعب مصر أن وهب لهم جيشا وطنيا يتمتع بالحكمة في أصعب الأوقات، واستطاع بفضل الله أن يخرج بمصر من عنق الزجاجة إلى بر الأمان.

وعندما شعر رجال مصر الأبطال بالخطر الداهم الذي يهدد شعبهم في حال نزولهم إلى مظاهرات 30 يونيو من قبل خونة الأوطان، سارعت قيادة القوات المسلحة في ذلك الوقت إلى طمأنة الشعب المصري الأبي، وعلى وجه السرعة تم إنشاء "قوات حماية المواطنين"، والدفع بها في كل محافظات مصر قبل أيام من الـ 30 من يونيو من عام 2013؛ لتأمين جموع الشعب المصري وبث الأمان والطمأنينة بين أفراده.

كل قطرة دم نُزفت من جسد شهيد من ضباط وأفراد القوات المسلحة أو الشرطة المدنية، فهي خير دليل على الوفاء والتضحية من أجل هذا الوطن في ظل موجة الإرهاب والتخويف الذي يتعرض له أفراد الجيش من قبل هؤلاء الخونة، فكان من اليسير على هذا الضابط أو ذاك أن يتقدم باستقالته ويستريح في بيته أو يعمل بأي مهنة أخرى حتى يحافظ على حياته، لكننا نجد يوميًا العكس فجموع أفراد الجيش المصري تزداد جسارة ورغبة على مواجهة الإرهاب الغادر والقضاء عليه مهما كانت التكلفة والتضحيات.

من يقرأ التاريخ جيدًا سيعلم تمام العلم من هو الجيش المصري ويفتخر كل الفخر به ويَشرف بالانتماء إليه، وبشرف تأدية الخدمة العسكرية في صفوفه، عاشت مصر وحفظ الله شعبها، ودام لها جيشها حصنا منيعا ودرعا واقيا وسيفا باترا ليد الإرهاب والمعتدين.
الجريدة الرسمية