رئيس التحرير
عصام كامل

لقاءات الرئيس.. وحقيقة الأحزاب


يكشف لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع عددٍ من رؤساء الأحزاب السياسية المصرية يوم الأربعاء (27 مايو الجاري)، ومن قبله لقاؤه مع بعض أقطاب حزب الوفد للصُلح بينهم يوم الأربعاء (13 مايو الجاري)، وما جرى قبل ذلك من لقاءات متتالية واجتماعات متعددة مع أركان الأحزاب، يكشف بوضوح حقائق وأحوال هذه الأحزاب، ويميط اللثام عنها للشارع المصري.


لقد بلغ عدد الأحزاب اليوم نحو المائة حزب، منها ما يقرب من 70 حزبًا ظهروا بعد ثورة يناير 2011، البعض أخذ شكلًا قانونيًا والبعض الآخر لا يزال تحت التأسيس، وعند مراجعة أسماء هذه الأحزاب لا يستطيع المرء حتى المُهتم بالشئون الحزبية، تذكُر أكثر من بضعة أحزاب سواء التي كانت على الساحة قبل الثورة أو وُجدت بعدها.

وفي الحقيقة والواقع.. إن معظم هذه الأحزاب لم تخلُ من الخلافات والانشقاقات والصراعات التي وصلت إلى أروقة المحاكم، ونعتقد أن ذلك ليس بسبب الاختلافات في الأفكار والرؤى والتوجهات لأعضائها، ولكن في الغالب للفوز بالمناصب القيادية، والسيطرة على مقاليد الأمور فيها.

إن معظم هذه الأحزاب لا تضع ولا تُعلي - على أرض الواقع المُعاش - المصلحة الوطنية العُليا للبلاد والعباد، في هذه المرحلة التي تمر بها مصر؛ حيث الحرب ضد الإرهاب والمعركة ضد الفساد والسعي نحو التقدم والازدهار في الداخل، والهجوم السياسي والاقتصادي والإعلامي من الخارج.

لم تقدم هذه الأحزاب القديمة منها والجديدة أي خدمات ملموسة لمجتمعها على كل الأصعدة السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية وغيرها، حتى يشعر بها المواطنون، بل لم تفسح المجال لتمكين وتأهيل الشباب للحياة السياسية.

إن نهوض الأحزاب المصرية والسعي "لفرض" تواجدها في الشارع المصري، ومساهمتها في خدمة ونهضة المجتمع، يعـود إليها في المقـام الأول وقبل كل شيء.. إنه يجب بل يحتم على هذه الأحزاب، أن تراجع حساباتها ودفاترها، وتمارس وتعيش الحياة الديمقراطية السليمة داخلها، وتفتح أبوابها وعقولها ومناصبها للشباب الذي يسعى للتغيير من أجل حياة أفضل للمصريين، وقبل كل ذلك تُعلي هذه الأحزاب المصلحة العُليا للوطن والمواطنين.
الجريدة الرسمية