إخلاء سبيل بطلة كليب «سيب إيدي»!
قرار إخلاء سبيل- اللامؤاخذة- «الراقصة» ليس إعجابًا بملابسها «المثيرة»، ولا صوتها «النشاز»، بل إعمالًا بمبدأ عدم الكيل بمكيالين!
فالراقصة «الجيلي» لم تقدم أَفْجَر من الذي قدمته «هيفاء وهبي» في كليبها الجديد «Breathing You In».. ولا أسوأ من كليب المطربة الشعبية «بوسي» بعنوان «أجازة» مع المطرب اللبناني جاد شويري.. ولا أقبح من الذي تقدمه راقصات «الاستربتيز» في الأفراح الشعبية.. ولا من الذي يتحفنا به «حُجّاج» عائلة السبكي في أفلامهم.. فـ«القبح» صنعناه أيدينا، واشتغلنا على تطويره، حتى بات هو الصناعة الرائجة الآن.. وكل ما «اللامؤاخذة» تتعرى أكثر؛ يزيد سعرها، ويزيد جمهورها.. لكن بالتأكيد تقل قيمتها، إن كانت لها قيمة.
وإذا كانت «كليبات البورنو» تحقق عائدًا ماديًا للقائمين عليها، جراء «تجارة الأجساد» وعرض هذا «اللحم الرخيص» في وسائل الإعلام.. إلا أن المؤكد أن هذه «المناظر» تفسد العقول، وتؤدي إلى ضياع هوية مصر الفنية.. فبعض صناع الأغنية الآن لا يفرقون بين «الفن والدعارة»، بين «الأصوت الشجية ومحرك الغرائز»، بين «الشعر الغنائي والاعترافات الليلية».. وبات من غير المستغرب أن نرى كثيرًا ممن يكتبون الأغاني يُضمنون أغنياتهم «إيحاءات جنسية»، وكلمات «بيئة»..
وحتى تكتمل صورة «الابتذال»، يتم الاستعانة بـ«اللامؤخذة» لتؤدي هذه الكلمات وهي «نائمة» على السرير، أو «تستحم»، أو ممسكة بـ«عصا المكنسة» تحركها لأعلى وأسفل، أو ممسكة بـ«صباع موز»، أو وهي تتنقل بين أحضان الرجال، كما تنتقل الذبابة بين الجيف.. أو وهي في أوضاع تجعلنا نترحم على سيمفونية «نجلا والحصان»، ورائعة «ماريا والبانيو»، وتحفة «دوللي والشيكولاتة».. و«مُعلقة» سما المصري «الشبب ضاع»..!
إننا جميعًا- حكومة وإعلام وأفراد- مسئولون عن ما نعانيه الآن.. فلو كانت هناك عقوبات رادعة، ووعي ثقافي، وضوابط أخلاقية.. ما تمادى هؤلاء في «تحرشهم الغنائي»..!
«إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ»، لكن- للأسف الشديد- الشعب الذي انتفض وثار ضد نظامين، ونجح في تغييرهما.. هو نفسه الشعب الأكثر بحثا على «جوجل» وعلى «يوتيوب» عن «حتة الجلدة»..!