الفكر في مواجهة الفكر
البعض يظن أنه بالإمكان القضاء على الإخوان أو إسدال الستار عليهم، أو إزالة معالمهم فيصبحون أثرًا بعد عين، من خلال المواجهات الأمنية فقط دون غيرها..
في تصوري، هذا غير ممكن أو صعب تحقيقه، حتى مع اتباع أساليب القمع والبطش والملاحقة والمطاردة.. فقد أثبت التاريخ فشل هذه الأساليب، وفي كل مرة، يعود الإخوان ليضمدوا جراحهم ويرتبوا أوراقهم ليكونوا أكثر قوة وتنظيمًا.. بالطبع ساعدت في ذلك نظم الحكم، إذ لولا ما فعله السادات مع الإخوان (من إخراج من السجون وإعطائهم فرصة الحركة والتجمع والظهور) لكان للتاريخ مسار آخر..
والملاحظ أن الإخوان ظلوا منذ ذلك التاريخ، بمنأى عن العنف تمامًا، بل لم تسجل في حقهم حادثة عنف واحدة.. أما ما يشيعه البعض من ارتباط الإخوان بأحداث الفنية العسكرية، أو قتل الشيخ الذهبي، أو اغتيال الرئيس الراحل السادات، أو قتل نحو ١٢٠ جنديا وضابط أمن من قوات أمن أسيوط، فليس بصحيح..
أعتقد أن تماهي الإخوان مع فصائل العنف جاء مواكبًا للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في يونيو ٢٠١٢، التي فاز فيها الدكتور محمد مرسي.. فقد ظهر واضحًا أن الإخوان عقدوا صفقات أو تفاهمات مع هذه الفصائل، استجلابًا لأصواتها في الانتخابات من ناحية، وعدم وقوع أي أحداث من طرفها من ناحية ثانية، وكسبًا لتأييدها ومساندتها لحكم الإخوان من ناحية ثالثة، وذلك في مقابل العفو عن قياداتها المسجونين من ناحية، وتركها ومعسكراتها تباشر تدريباتها في سيناء من ناحية ثانية، والسماح لها بالحركة من مصر إلى سوريا والعراق من ناحية ثالثة، والعمل على تطبيق الشريعة من ناحية رابعة..
أعتقد أن تماهي الإخوان مع فصائل العنف جاء مواكبًا للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في يونيو ٢٠١٢، التي فاز فيها الدكتور محمد مرسي.. فقد ظهر واضحًا أن الإخوان عقدوا صفقات أو تفاهمات مع هذه الفصائل، استجلابًا لأصواتها في الانتخابات من ناحية، وعدم وقوع أي أحداث من طرفها من ناحية ثانية، وكسبًا لتأييدها ومساندتها لحكم الإخوان من ناحية ثالثة، وذلك في مقابل العفو عن قياداتها المسجونين من ناحية، وتركها ومعسكراتها تباشر تدريباتها في سيناء من ناحية ثانية، والسماح لها بالحركة من مصر إلى سوريا والعراق من ناحية ثالثة، والعمل على تطبيق الشريعة من ناحية رابعة..
وقد ظهرت نتائج هذه الصفقات في عدة مناسبات، وبدا أن الإخوان وفصائل العنف أصبحا شيئًا واحدًا، بدءًا من أحداث العنف أمام قصر الاتحادية، ومرورًا بما وقع أمام دار الحرس الجمهوري والمنصة ومسجد الفتح أيام اعتصام رابعة، وانتهاء بما حدث بعد ذلك، وحتى يومنا هذا..
نحن في الواقع، أمام مشكلة متعددة الجوانب، أستطيع أن ألخصها في عدة محاور "الفكر، والتنظيم، والممارسة".. غني عن البيان أن لكل محور من هذه طريقة وأسلوبا للمواجهة.. فالفكر لا بد من مواجهته بالفكر، وذلك بمناقشته وبيان ما يتضمنه من ثغرات وعوار، بمنهجية علمية تعتمد على الأصول والقواعد الفقهية، وليس مجرد الحماس أو العاطفة.. وأما التنظيم، فلا بد من فكه وحله، وعدم عودته بالشكل الذي كان عليه مرة أخرى.. وتبقى مسألة إعادة توزيعه، خاصة بالنسبة لمن لم يثبت في حقه شيء من العنف، فيمكن النظر فيها بعد مراجعة الفكر بشكل جاد وحقيقي.. قضية الممارسة يجب أن تواجه بما يلائمها، السلاح في مقابل السلاح، والتخريب والتدمير يواجهان بالقانون من خلال محاكمات عادلة وناجزة.. ومن يثبت تورطه في أعمال الاغتيال، فليس هناك من جزاء سوى الإعدام..
سوف تتفاوت ردود أفعال الإخوان وأنصارهم أمام الأحكام القضائية التي صدرت وسوف تصدر، سواء كانت أحكاما بالإعدام أو بالسجن المشدد.. البعض منهم، خاصة خلايا الإرهاب، سوف يجنح إلى مزيد من العنف، وعلى قدر ما يتهيـأ له فرصة ثغرة هنا أو هناك، لن يتركها تفلت من بين أيديهم، وهذا بالطبع سوف يلقي بتبعات ضخمة على الأجهزة المعلوماتية والأمنية بشكل عام.. البعض الآخر سوف يتوارى عن المشهد ظاهريًا، لكنه سيظل مراقبًا وراصدًا، وفي الوقت ذاته داعمًا لخلايا الإرهاب، ماليًا ولوجستيًا.. والبعض الثالث سوف يختفي تمامًا، ربما تجنبًا لمزيد من التوريط..
أعتقد أن أهم ما في الموضوع هو الفكر، فإذا تم التعامل معه بشكل صحيح وسليم، كان لذلك أثره الإيجابي على المحورين الآخرين.. هناك أخطاء في الفكر، سواء فكر "البنا" أو فكر سيد قطب.. صحيح أن الأول لم يكن تكفيريًا، وكان أكثر مرونة ورحابة واتساعًا، لكن فكره اشتمل على مجموعة من الأخطاء.. أهمها موقفه من الحزبية، الوطنية (خاصة وطنية الفتح)، جنسية المسلم، الخلافة، واستخدام القوة.. أما الثاني فقد قام فكره على أساس تجهيل المجتمعات (حتى الإسلامية)، الموقف من الوطن، جنسية المسلم، الحاكمية، والعنف المؤجل.. ولذلك كله حديث، بل أحاديث أخرى.
نحن في الواقع، أمام مشكلة متعددة الجوانب، أستطيع أن ألخصها في عدة محاور "الفكر، والتنظيم، والممارسة".. غني عن البيان أن لكل محور من هذه طريقة وأسلوبا للمواجهة.. فالفكر لا بد من مواجهته بالفكر، وذلك بمناقشته وبيان ما يتضمنه من ثغرات وعوار، بمنهجية علمية تعتمد على الأصول والقواعد الفقهية، وليس مجرد الحماس أو العاطفة.. وأما التنظيم، فلا بد من فكه وحله، وعدم عودته بالشكل الذي كان عليه مرة أخرى.. وتبقى مسألة إعادة توزيعه، خاصة بالنسبة لمن لم يثبت في حقه شيء من العنف، فيمكن النظر فيها بعد مراجعة الفكر بشكل جاد وحقيقي.. قضية الممارسة يجب أن تواجه بما يلائمها، السلاح في مقابل السلاح، والتخريب والتدمير يواجهان بالقانون من خلال محاكمات عادلة وناجزة.. ومن يثبت تورطه في أعمال الاغتيال، فليس هناك من جزاء سوى الإعدام..
سوف تتفاوت ردود أفعال الإخوان وأنصارهم أمام الأحكام القضائية التي صدرت وسوف تصدر، سواء كانت أحكاما بالإعدام أو بالسجن المشدد.. البعض منهم، خاصة خلايا الإرهاب، سوف يجنح إلى مزيد من العنف، وعلى قدر ما يتهيـأ له فرصة ثغرة هنا أو هناك، لن يتركها تفلت من بين أيديهم، وهذا بالطبع سوف يلقي بتبعات ضخمة على الأجهزة المعلوماتية والأمنية بشكل عام.. البعض الآخر سوف يتوارى عن المشهد ظاهريًا، لكنه سيظل مراقبًا وراصدًا، وفي الوقت ذاته داعمًا لخلايا الإرهاب، ماليًا ولوجستيًا.. والبعض الثالث سوف يختفي تمامًا، ربما تجنبًا لمزيد من التوريط..
أعتقد أن أهم ما في الموضوع هو الفكر، فإذا تم التعامل معه بشكل صحيح وسليم، كان لذلك أثره الإيجابي على المحورين الآخرين.. هناك أخطاء في الفكر، سواء فكر "البنا" أو فكر سيد قطب.. صحيح أن الأول لم يكن تكفيريًا، وكان أكثر مرونة ورحابة واتساعًا، لكن فكره اشتمل على مجموعة من الأخطاء.. أهمها موقفه من الحزبية، الوطنية (خاصة وطنية الفتح)، جنسية المسلم، الخلافة، واستخدام القوة.. أما الثاني فقد قام فكره على أساس تجهيل المجتمعات (حتى الإسلامية)، الموقف من الوطن، جنسية المسلم، الحاكمية، والعنف المؤجل.. ولذلك كله حديث، بل أحاديث أخرى.