منسقة الأمم المتحدة ترسم صورة مروعة للحرب في سوريا
في آخر كلماتها الرسمية أمام مجلس الأمن الدولي، رسمت منسقة الشئون الإنسانية بالأمم المتحدة، صورة مروعة لوحشية الحرب السورية ودعت إلى عمل جماعي لإنهائها، وحثت على وصول المساعدات للمحتاجين ومحاسبة مجرمي الحرب.
وقالت فاليري آموس، منسقة الشئون الإنسانية بالأمم المتحدة، مساء أمس الخميس، في كلمتها الأخيرة أمام مجلس الأمن الدولي قبل أن ينتقل المنصب إلى البريطاني ستيفن أوبراين: "على مدى أكثر من أربع سنوات، شهدنا سوريا تنزلق إلى أعماق سحيقة من اليأس، تتجاوز حتى ما تصوره أكثر المراقبين قنوطا".
وتابعت "في الأسابيع الماضية شهدنا المزيد والمزيد من الأفعال الشنيعة، رجال ونساء وأطفال أبرياء، يقتلون ويشوهون ويشردون ويعانون وحشية يجب ألا يتحملها بشر".
وتحدثت عن قصف جوي لسوق في دركوش أواخر الشهر الماضي، أسفر عن مقتل ما بين 40 و50 مدنيا، وأشارت إلى أنباء عن إعدام تنظيم "الدولة الإسلامية" عشرات المدنيين خلال الأسبوع الأخير، بعد أن سيطر على تدمر، وقالت "مازالت ترد إلينا تقارير عن استخدام الكلور، وعن قتل وإصابة وترويع مدنيين، مازالت المدارس والمستشفيات تتعرض لهجمات".
وحثت آموس المجلس على اتخاذ إجراء لحماية المدنيين، وإنهاء الحصار وضمان وصول عاملي الإغاثة للمناطق المنكوبة، ومحاسبة مجرمي الحرب، وكانت قد دعت الشهر الماضي، لفرض حظر أسلحة وعقوبات على سوريا.
وقالت إن موظفي الإغاثة لم يتمكنوا من الوصول إلى أي من 422 ألف شخص تحت الحصار في سوريا في أبريل، واتهمت الحكومة السورية بتطبيق قواعد ولوائح جديدة تتسبب في تأخير لا داع له في تسليم المعونات الطارئة.
وتابعت قائلة: إن تقدم تنظيم الدولة الإسلامية "يجلب معه أبعادا جديدة من المفاسد لسوريا، بالقتل العشوائي والتشويه والاغتصاب والتدمير، إنهم يجندون الأطفال عنوة ويصعبون تسليم المساعدات الإنسانية أكثر وأكثر".
وأضافت أن الأطراف المتحاربة "تجاهلت عمليا كل جوانب" قرار أصدره مجلس الأمن في فبراير 2014، يجيز نقل المساعدات عبر الحدود، ويطالب أطراف الصراع بالسماح لعاملي الإغاثة بمساعدة المحتاجين.
بدوره رفض بشار الجعفري، مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، انتقادات آموس لحكومة بلاده، وقال إن المشكلة الحقيقية تتمثل في حصول ما وصفه بالجماعات الإرهابية، على دعم من الولايات المتحدة وتركيا والسعودية وقطر.
وقال إن العقوبات الأمريكية والأوربية وغيرها، تزيد الوضع الإنساني سوءا، مضيفا أن "مثل هذه الإجراءات الجائرة لا بد أن تتوقف".
يذكر أن الحرب السورية التي دخلت عامها الخامس، أودت بحياة ما يزيد على 220 ألف شخص، وهناك نحو 12.2 مليون نسمة من بين سكان البلاد البالغ عددهم نحو 23 مليونا، يحتاجون مساعدات إنسانية من بينهم خمسة ملايين طفل.
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل