حسن مصطفى.. نجم المستحيل!
برحيل الفنان حسن مصطفى الأسبوع الماضي يطوي الفن وتاريخه صفحة من أهم صفحاته على الإطلاق.. وبعيدا عن الإنشاء وجمل التعبير والبلاغة إلا أننا وبصدق أمام حالة خاصة من فرط صدقها صدقناها وعشنا معها إلى الحد الذي لم يتوقف أحد لدراستها وهي تستحق الدراسة.. مشهد واحد من مشاهد حسن مصطفى في السينما يكفي لتأكيد ما نقول وقد أشرنا إليه على صفحتنا على الفيس بوك قبل أسابيع بالصدفة وهو مشهد "عويجة" أفندي من فيلم " أرض النفاق " ولمن لا يعرف فقد كانت السينما تعمل بنظام الكاميرا الواحدة خلاف التليفزيون أي أن هذا المشهد الطويل المتصل لـ "عويجة أفندي" الموظف البيروقراطي تم تصويره على عدة مرات ولكن عبقرية حسن مصطفى لن تشعرك بذلك أبدا !
وحسن مصطفى الذي تسلم دوره في أشهر مسرحية عربية على الإطلاق وهي مدرسة المشاغبين من النجم الكبير الراحل عبد المنعم مدبولي إلا أنه أعطى للدور بعدا آخر لا يجعلك تتخيل الدور في فنان آخر إلا أن الأهم أن المسرحية التي أنتجت عام 72 وانضم إليها مصطفى بعد عام فليس علينا إلا أن نصدق أنه كان في هذا الدور وطبقا للسجلات دون أن يكمل الأربعين من عمره ومع ذلك اقتنعنا أنه ناظر المدرسة وولي لأمر أحد المشاغبين !
حسن مصطفى هو صاحب أصعب إدوار فيلم " البوسطجي " في دور الخفير المتطفل الكسول وبإتقان لا مثيل له هو نفسه المدرس ضعيف الشخصية في مسلسل " أوراق الورد " وإن كان دوره في " العيال كبرت " امتدادا لدوره في المشاغبين إلا أن دور الزوج المخدوع في " العذاب على شفاه تبتسم " مع نجوى إبراهيم ومحمود ياسين وهو نفسه ابن الحارة المتطفل أيضا في "عباس الأبيض " وهو أيضا الشرير الجشع في عدة أدوار أخرى من إنتاج الثمانينات تصدت لفساد الانفتاح الاقتصادي وقبلها المغرم الولهان في " نصف ساعة جواز " مع شادية ورشدي أباظة !
حسن مصطفى طاقة فنية جبارة توقفت عن العطاء إلا أن ما تركته يكفي لصنع مجد فنان سيذكره التاريخ طويلا إلا أنه وبصدق بالغ غير قابل للتكرار بأي صورة من الصور.. وداعا حسن مصطفى والذي أبدع وأدخل البهجة على قلوب الملايين ولم نسمع عنه شائعة واحدة ولم يكن لمرة واحدة طرفا في خلاف أو خصومة أو نزاع.. رحمه الله!