الشعب والجنرالات
بداخل بعض منازلنا المصرية بذلة رسمية تمت حياكتها بالكثير من المعارك التي يشيب لها شعر الرأس وخلف نجوم ونسور أكتافها قرارات مصيرية تقلب الكثير من الموازين، يقبع خلف هذه البذل جنرالات عسكرية منضبطون أكثر من عقارب الساعة لديهم صناديق سوداء خلف أسوار عقولهم لم ولن يتم الإفصاح عنها لأحد، منذ الصغر نراهم خلف ابتسامتهم المعهودة ونتعامل مع شخصياتهم القريبة منا ولم تسنح لنا الفرصة بنقاش طويل رسمى تتفتح على إثره العديد من القضايا والرؤية الأمنية لها.
كان لى موعد مع عدد كبير من الزملاء للقاء دوري لبعض جنرالات وقادة بالجيش المصرى، خضنا الكثير من المناقشات الجادة وتناولنا الكثير من القضايا الشائكة التي يهاب الإعلام الخوض فيها، لقد اكتسبت الكثير من هذه اللقاءات التي وضحت لى أمورًا لم أكن أعيها وبنهاية المحادثات زاد إيمانى بمفاهيم كادت أن تندثر تحت وطأة الحياة السياسية الصاخبة المشوهة التي تصدرها لنا برامج التوك شو مدفوعة الأجر والنخبة السياسية التي لم تقرأ كتابا سياسيا واحد في مشوارها.
زاد يقينى بوطنيتى وجميع المعتقدات التي كادت أن تختنق في الشهور القليلة الماضية، أدركت أن مخطط برنارد لويس لعام 83 لم يستطع دثر ثورة يناير وإيمان القادة بها وبحق الشعب في مطالبة المشروعة وكذلك تحيزهم لصف المواطن المصرى النابع من يقينهم بشرعيته التي تعلو كل الشرعيات المكتسبة من خلال الدساتير، وكذلك ثورة يونيو التي وحدت الصفوف فجأت لتصحح مسار ثورة يناير وتدفن مخطط الغرب في نفق مظلم وتهدم المعبد على رأس كهنته فيضيع على إثرها سنوات العمل والجهد والمال للدول المعادية لنا، لقد أدركت مصرية شعبنا الأبى وكم المساندة التي يقدمها قادة الجيش لقرارات وشرعية الشعب مهما تكلف الأمر.
لقد كنا وما زلنا الهدف الأساسى من الحياه السياسية والعسكرية والدبلوماسية، نعم فنحن الشعب هو المحور الرئيسى الذي تلتف حوله جميع الإستراتيجيات، بالطبع حتى الآن هناك الكثير منا يتخيل أن المواطن ليس هدفا ساميا بالنسبة لصانعى القرار فى الدولة ولكن هذا الخطأ الشائع تنتج عنه شخصية سلبية لا تستطيع تقديم إيجابيات للمجتمع لذلك وجب علينا نحن أصحاب القلم الحر جميعًا تغيير هذه المفاهيم، لقد كانت السنوات الأخيرة خير مثال على كلمات الجنرالات التي ما زالت ترن بأذنى، إن مشاركتنا جميعا وتوحدنا في الأزمات التي مرت بوطننا كانت هي طوق النجاة من عصف الموج الأسود به، إن المصلحة العامة لجميع المؤسسات المصرية تصب في هدف واحد وهو تلاحم المواطنين فدونهم لن تبحر السفينة لبر الأمان.
العقول الصيهيوأمريكية التي وضعت المخطط لتقسيم الدول تمويلها لم ينضب بعد وستحاول مرارًا وتكرارًا إسقاط الشرق الأوسط " قوة البترول العالمية " فاللعبة أشبه ببقعة شطرنج وكلا الفريقين يخطو خطوات يحدث على إثرها تتغير خطوة الخصم القادمة لكن حتى الآن لم يفز فريق باللعبة، لذلك الفرد المصرى هو الشغل الشاغل عقول القائمين على هذه المؤسسات فدون توحدنا سيتم التقسيم لا محالة، نحن فقط من يستطيع الانتصار في هذه اللعبة لكن بالتلاحم والوطنية والتضحية.
شكرًا جنرالات مصر وشكرًا لشعب مصر..