رئيس التحرير
عصام كامل

إسرائيل تسرق مياه العرب.. تردم الآبار وتحرم 264 تجمعا فلسطينيا من الماء.. تلوث قناة الملك عبد الله وتستغل نهر الأردن.. تحول مجرى الحاصباني والوزاني بلبنان.. وتسيطر على موارد الجولان المائية


دعا المجلس الوزاري العربي للمياه، أمس الأربعاء، إلى عقد مؤتمر دولي لبحث سرقة إسرائيل للمياه الفلسطينية والسورية واللبنانية في شهر أكتوبر المقبل في القاهرة تحت شعار "المياه العربية تحت الاحتلال".


وعلى الجانب الآخر، فإن إسرائيل عمدت على مدى سنوات طويلة، إلى استخدام المياه كعنصر أساسي في الصراع العربي الإسرائيلي، باعتبار أن المياه تعد أحد أهم عناصر الإستراتيجية الإسرائيلية؛ لارتباطها بخططها التوسعية والاستيطانية في الأراضي العربية.

وتشمل الأطماع الإسرائيلية في المياه العربية نهر الأردن وروافده، ونهر اليرموك وينابيع المياه في الجولان، وأنهار الليطاني والحاصباني والوزاني في لبنان، بالإضافة إلى المياه الجوفية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

المياه الفلسطينية
وتؤكد إحدى الدراسات الحديثة الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن إسرائيل تهيمن بشكل كامل على المياه الفلسطينية بينما لا تعمل على تطوير المرافق المائية لها.

وأشارت الدراسة، إلى أن عدد التجمعات السكانية الفلسطينية التي لا يوجد فيها شبكات مياه عامة بلغ 264 تجمعًا سكانيًا في الضفة الغربية، ما يضطر المواطنين في هذه التجمعات إلى شراء صهاريج المياه بأسعار عالية، وحفر آبار جمع مياه الأمطار كمصادر بديلة، ما يسبب الكثير من المعاناة لهم.

فلسطين
ودمرت إسرائيل منذ أبريل 2000، أجزاء كبيرة من المرافق المائية في فلسطين وردمت الآبار، ودمرت شبكات الري والخزانات وخطوط المياه خلال أعمال التجريف التي قامت بها إثر اندلاع انتفاضة الأقصى، فيما ادعت في تقرير لها نشر في العام الماضي، عن لجنة الرقابة الإسرائيلية، أن الفلسطينيين «يسرقون» سنويًا خمسة ملايين كوب من الماء، عن طريق حفر الآبار بصورة غير قانونية، خاصة في منطقتي الأغوار وجنين.

الأردن
على الرغم من أنّ الأردن تعاني عجزًا مائيًا يصل إلى 30% من احتياجاته، إلا أنّ إسرائيل استطاعت حرمان الأردن من مصادرها المائية، واحتفظت بمناطق كبرى في وادي عربة الغنية بالمياه الجوفية، كما احتفظت بمناطق في منطقة "الحمّة" عند التقاء نهر اليرموك ونهر الأردن.

ووفقا لعدة تقارير، فإن إسرائيل تستهلك نحو 640 مليون م3 من مياه الأردن، بينما لا تزيد حصة الأردن عن 100 مليون م3، على الرغم من حصته وفق مشروع "جونستون" هي 200 مليون م3 سنويًا.

ونفّذت إسرائيل مشروعاتها المائية فيما يتعلق بالأنهار، إذ تستغل مياه نهر الأردن والروافد التي تصبّ فيه التي تبلغ سنويًا 600 مليون متر مكعب، كما عمدت إلى تلويث قناة الملك عبد الله الأردنية، غير عابئة بالاتفاقيات والمواثيق الدولية.

لبنان
ومنذ الاجتياح الإسرائيلي الأول للجنوب اللبناني عام 1978، بادرت إسرائيل بتنفيذ مخططاتها لسرقة المياه اللبنانية، وتشير الدراسات إلى أن الكيان الصهيوني يهدف إلى الاستيلاء على نهري الحاصباني والوزاني بالجنوب اللبناني.

وفي نهر الوزاني، شرعت إسرائيل إلى إحاطة موقع النبع بسياج ضخم وبدأت بتحويل مجرى النهر في اتجاهها، أما نهر الليطاني فسيطرت على 30 كم من مساره خلال الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، ونفذت إسرائيل مشروع تحويل مياهه.

سوريا
أما في سوريا، أدت نكسة يونيو 1967 إلى سيطرة إسرائيل على الجولان وتحكّمها بموارده المائية، وتقدّر كمية المياه التي تسرقها إسرائيل من مياه الجولان نحو 400 مليون متر مكعب سنويًا.

وعلى الجانب الآخر، يمارس الكيان الصهيوني تمييزًا عنصريًا عن طريق حرمان سكان الجولان من المياه، ولاسيما مياه الشرب؛ حيث تقوم ببيعه لسكان المنطقة الأصليين، علاوة على مسئوليتها عن تلوث المياه هناك.
الجريدة الرسمية