تفاصيل لقاء رئيس الوزراء مع المستثمرين الأردنيين وممثلي الجالية المصرية.. محلب: مصر عملاق يتحرك.. لدينا فرص كبيرة للمستثمرين ومشروعات قومية عملاقة.. ولا نقبل التعليق على أحكام القضاء

على هامش زيارته الأردن، لحضور أعمال اللجنة العليا المشتركة المصرية الأردنية، التقى المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، بعدد من المستثمرين الأردنيين، وذلك في إطار تشجيع الاستثمارات بين البلدين، كما عقد رئيس الوزراء اجتماعا مع ممثلي الجالية المصرية، بمقر السفارة بالأردن.

في بداية اجتماع محلب بالمستثمرين الأردنيين، هنأهم بمناسبة عيد الاستقلال المبارك، الذي يوافق الخامس والعشرين من شهر مايو من كل عام، مشيرا إلى أن هذه الزيارة تأتي بعد أقل من أسبوع من زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للأردن؛ للمشاركة في قمة دافوس، وأن هناك نوعا من التكامل بين الدولتين، والجميع يشعر حاليًا بروح الإنجاز في خطوات حقيقية، لتوطيد هذه العلاقة.

وأعلن رئيس الوزراء الاستجابة للمطلب الأردني الخاص بتخصيص ٦٠٠ مقعد أسبوعي لخط طيران بين العقبة والقاهرة، كما أشار إلى أن الجانب الأردني طلب زيادة المنح التعليمية الطبية من ١٥ إلى ٥٠، وتمت الموافقة على ١٠٠ منحة؛ نظرا للعلاقات الطيبة مع الأشقاء الأردنيين.

وقال محلب: "نعمل حاليا على جذب الاستثمارات، وتشجيع القطاع الخاص، والتنمية عن طريق المشروعات، وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين"، مشيرا إلى أنه سيتم ترتيب لقاء قريب بالقاهرة، بين وزيري الزراعة بالبلدين، للتنسيق بينهما بشأن زيادة حجم التبادل الزراعي بين مصر والأردن، وتذليل جميع العقبات، لتحقيق هذا الهدف.

وعن الأوضاع الداخلية في مصر، وما تواجهه من تحديات، أشار رئيس الوزراء إلى أن الدولة تواجه الإرهاب، وفي الوقت نفسه تعمل على تحقيق التنمية، وبناء الوطن، وتم بالفعل تحقيق نجاحات واضحة في المجالين، فحالة الأمن أصبحت مستقرة، وهناك نجاحات في سيناء في إطار الحرب على الإرهاب.

وقال محلب: "لقد شعرنا بسعادة وتقدير لحضور الملك عبد الله الثاني بن الحسين، العاهل الأردني، افتتاح مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، مع شقيقه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك وجود مجموعة من المستثمرين الأردنيين"، مشيرا إلى أن هناك مناخا جاذبا للاستثمار في مصر حاليا.

عملاق يتحرك
وتابع: "إن مصر عملاق يتحرك، وهناك فرص كبيرة للمستثمرين، فلدينا مشروعات قومية عملاقة تغير وجه المنطقة، على رأسها قناة السويس الجديدة، ومشروع تنمية منطقة قناة السويس".

وأشار المهندس إبراهيم محلب، إلى وجود تحديات تواجه الحكومة الحالية، كان على رأسها مشكلات الكهرباء، ولكن هذه الوزارة قامت بجهد وعمل رائع في هذا القطاع، سواء بالعمل على الانتهاء من صيانة المحطات والشبكات، وهو ما لم يحدث منذ سنوات، وبإضافة قدرات جديدة، فلم يحدث أن تمكنت دولة من إضافة ٣٦٠٠ ميجاوات في ٦ أو ٧ أشهر، مشيرا إلى أنه في هذا الإطار سيتم افتتاح محطة كهرباء أسيوط الأسبوع المقبل.

وقال رئيس الوزراء: "الواقع في مصر يؤكد أن الأمن والأمان يزداد، بجانب مشروعات عملاقة على أرض الواقع، وسياسيا يتم الاستعداد لإجراء الانتخابات البرلمانية، وهناك تصميم على أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة وشفافة، وتعبر عن إرادة المصريين، مثلما كانت الانتخابات الرئاسية، وأشاد العالم بذلك".

وقال وزير التجارة والصناعة منير فخري عبد النور: "أؤكد أن مصر يمكن أن تكون جاذبة ووجهة للمستثمرين الأردنيين، وتضيف إلى ما لديهم من مميزات؛ لأنه يجب أن ينظر إليها على أنها بوابة لأفريقيا، وهي قارة فتية، ومعدلات نموها تزداد سنة بعد أخرى، بالإضافة إلى الدول التي تربطها بها اتفاقات تجارة حرة".

وأضاف: "هذه دعوة للأخوة الأردنيين لمشاركة المصريين في الاستثمار بمصر، والاستفادة من كل هذه الميزات التجارية، المتعددة".

تحقيق الأمن
ووجه نائب رئيس غرفة التجارة الأردنية، التهنئة لرئيس الوزراء على تحقيق الأمن والأمان في هذه الفترة، وعلى تحقيق الإنجازات الاقتصادية الواضحة، مطالبا بالعمل على تيسير دخول البضائع الأردنية إلى مصر، ورد رئيس الوزراء بأنه سيتم بحث هذا الطلب على الفور، واتخاذ القرار المناسب بشأنه.

وأشار وزير التجارة والصناعة، إلى ضرورة عدم إطلاق هذا الكلام على عمومه؛ لأن التعميم لن يحل المشكلة إن وجدت، مشيرا إلى أنه سيعطي لهم تليفوناته، وعلى استعداد لحل أي مشكلة تظهر.

وطلب مستثمر عقاري أردني تيسير دخولهم لقطاع الاستثمار العقاري في مصر؛ حيث إن المستثمرين الأردنيين يرغبون في ذلك، فرحب رئيس الوزراء بهم، ودعاهم إلى زيارة مصر، واللقاء مع اتحاد المقاولين المصري، وتوقيع بروتوكول مشترك؛ لتيسير دخولهم للعمل بمصر.

وقال مستثمر أردني: "أنا أعمل في مصر منذ ١٩٨٨، ونحن مستمرون بزيادة استثماراتنا، ولكن نسأل هل هناك زيادات في الكهرباء والغاز جديدة"، فرد وزير الكهرباء محمد شاكر: "إننا كنا واضحين عندما أعلنا عن الجداول الخاصة بالزيادات لخمس سنوات، فقد وجدنا أن أسعار الكهرباء التي تحاسبون عليها أقل من نصف تكلفة الإنتاج".

وأشار وزير الكهرباء، إلى أنه في السنة الخامسة للزيادات سيصبح السعر تقريبا أكثر من متوسط تكلفة الإنتاج بـ٣٪، وهذه هي خطة الحكومة لإعادة الهيكلة، وقال: "نحن استخدمنا هذا الدخل في صيانة المحطات والشبكات، وسننتهي منها هذا العام على مستوى الجمهورية".

وأضاف شاكر: "منذ أول يناير الماضي وحتى ديسمبر المقبل سندخل للشبكة ٦٨٨٢ ميجاوات، وهذا أمر لم يحدث من قبل".

كما أكد شريف إسماعيل، وزير البترول، أن أسعار الغاز كانت متدنية جدا في السوق المصرية، وكان يجب وجود عائدات مناسبة للاستمرار في توفير احتياجات السوق من الطاقة، مشيرا إلى أن الزيادات ستكون بسيطة، ولكن في خمس سنوات.

ممثلو الجالية المصرية
من ناحية أخرى، وفي لقائه بممثلي الجالية المصرية بالأردن بمقر السفارة، بحضور الوفد الوزاري المرافق، والسفير المصري بالأردن، قال المهندس إبراهيم محلب: "لقد رأيت اليوم تقديرا حقيقيا من المسئولين الأردنيين لكل الجالية المصرية، وهذا ما يؤكد قوة العلاقة بين البلدين، ومواقف الأردن تُذكر فتشكر، كما أن العلاقة بين الرئيس السيسي والملك عبد الله، علاقة أخوة وصداقة".

وشرح محلب للحاضرين تطورات الوضع الداخلي في مصر، قائلا: "عندما أقارن الوضع الآن وما كان منذ سنة، أسجد لله شاكرا على عودة الأمن، وعودة الدولة، والقانون يطبق على الجميع، الكبير والصغير، وتدفق الاستثمارات، ومشروعات كبرى تنفذ، ونجاحات سياسية كبيرة، على رأسها عودة مصر لمكانتها".

وأشار إلى أن مؤتمر شرم الشيخ كان اقتصاديًا، ولكن في الوقت نفسه كان مظاهرة لتأييد الحق، "وتأكيد أننا على الطريق الصحيح، وتأييد للموقف المصري، ونحن نتابع نتائج واتفاقات المؤتمر يوما بيوم".

وقال رئيس الوزراء: "لكم أن تفخروا بما يحدث على أرض بلدكم من مشروعات، ومن نجاحات، فعندما نجد أن برنامج الإسكان الاجتماعي المصري، الذي يستهدف إنشاء مليون وحدة سكنية، هو الأكبر في الشرق الأوسط، وأصبح نموذجا ناجحا وهو ما جعل البنك الدولي يشيد به، ويوصي بتطبيقه في دول أخرى".

وأضاف: "إن ما يحدث في الكهرباء الآن من نجاحات في مواجهة تحديات يدعو للفخر، فقد استلمنا الوضع سيئا، وتحدينا التحدي نفسه، وقمنا بعمل خطة إسعافية، وواجهنا المشكلة بالعلم والعمل، وقبل ذلك كله التوكل على الله".

قناة السويس الجديدة
وتابع: "مشروع قناة السويس الجديدة نفخر به جميعا، وسيتم الافتتاح إن شاء الله في ٦ أغسطس المقبل، كما أن الحكومة بدأت في إنقاذ كثير من المشروعات المتوقفة، وهو ما أطلق عليه إحياء الاستثمارات الغارقة"، مؤكدا: "نحن نواجه الإرهاب، ونبني بلدنا، ومصممون على أن يكون البناء أعلى من محاولات الهدم".

وشدد محلب على ضرورة التوحد جميعًا من أجل تحقيق أحلام المصريين في الخارج، وقال: "عليكم بالعمل، والدفع بأي تحويلات لبلدكم، وهذه أقل ضريبة، كما عليكم أن تكونوا خير سفراء لهذا الوطن العظيم، وتشرحوا الحقائق للآخرين".

وتم فتح باب الحوار للحضور من الجالية المصرية، فطلب أحدهم إنشاء وزارة أو مفوضية، أو هيئة خاصة بالمصريين في الخارج، تهتم بهم، كما أشاد بجهود الرئيس السيسي ورئيس الوزراء قائلا: "نحن نقدر ما يفعله الرئيس، كما أننا نحترمك، ونقدر جهودك، فأنت تجوب البلاد شرقا وغربا من أجل مصلحة هذا الشعب، كما أشاد بالخدمات التي تقدمها السفارة"، ورد السفير: "نحن هنا لخدمتكم".

بينما أكدت وزيرة القوى العاملة، ناهد عشري، أن هناك مقترحا لتشكيل مجلس وطني للمصريين في الخارج، وتم رفعه منذ أيام لمجلس الوزراء، تمهيدا لإصداره طبقا للدستور، لدعم الروابط بين مصر وأبنائها بالخارج.

بينما بدأ أبو مينا، وهو مسيحي من بني سويف، يعمل بالأردن، كلامه بأنه سيحكي باسم الإسلام، بسم الله الرحمن الرحيم، ثم أشار إلى حديث نبوي يؤكد أن الخير في رسول الله وفي أمته إلى أن تقوم الساعة، وأحاديث أخرى، مطالبا بالدفاع عن الدين الإسلامي، دين السماحة والسلام والرحمة، من محاولات البعض لتشويهه، مختتما حديثه قائلا: "أنا أكن الاحترام لبلدي، ولكم، ونتمنى نصل لبر الأمان".

وعلق رئيس الوزراء: "نشعر بما قلته، وسبق أن تكلم الرئيس كثيرًا عن تصحيح المسار، وتجديد الخطاب الديني، فاطمئن هذه أرض طيبة ذكرت بالقرآن وأشاد بها السيد المسيح، وسيحميها الله إلى يوم الدين".

أحكام الإعدام
وتوجهت إحدى الحاضرات بسؤال لرئيس الوزراء عن أحكام الإعدام التي صدرت أخيرًا على بعض قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، وما أثارته من بعض الانتقادات الخارجية، وهل هناك نية للمصالحة مع الإخوان؟، فأجاب المهندس إبراهيم محلب: "مصر بلد سيادة القانون، وبها قضاء شامخ، ولا يستطيع مسئول بأي منصب تنفيذي التعليق على أحكام القضاء، والشموخ الذي في القضاء المصري يجعل أي مسئول تنفيذي يصمت، ولا نقبل كمصريين التعليق على أحكام القضاء".