ننشر اعترافات متهمي خلية "أوسيم" الإرهابية.. كونها أعضاء الإخوان بكرداسة.. زعيمها "سمكة" مسئول عن تصنيع المتفجرات والتمويل.. أبرز جرائمها حرق بنك دبي وتفجير منزل قاضي محاكمة "العادلي"
كشفت تحقيقات نيابة أوسيم بإشراف المستشار أحمد البقلي، المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة الكلية عن خلية إرهابية ضخمة من أعضاء الجماعة الإرهابية، والذين ارتكبوا أكثر من 10 جرائم إرهابية وتخريبية، أبرزها تفجير قنبلة أمام منزل المستشار فتحي البيومي، عضو هيئة المحكمة التي أصدرت حكما ببراءة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي في إحدى القضايا، وغيرها من وقائع التفجيرات والحرق لمنشآت حكومية منذ أواخر العام الماضي.
وتضم الخلية الإرهابية محرضين وممولين ومنفذين حيث إن الممول صاحب مخبز وأحد أعضائها طباخ في مستشفى الشرطة.
الجرائم
تفاصيل الجرائم التي ارتكبها أعضاء الخلية رصدتها تحقيقات هيثم البيومي، مدير نيابة اوسيم في القضية رقم 881 لسنة 2015 إداري أوسيم، وتبين أن الخلية تكونت بتحريض من أحد قيادات الإخوان البارزين تحت مسمي "لجان العمليات النوعية بأوسيم وكرداسة".
أعضاء الخلية
وتبين أن أعضاءها من أهالي كرداسة وأوسيم، وجندهم زعيم الخلية وأمدهم بالأسلحة والمتفجرات لتنفيذ جرائمهم فضلا عن استعانتهم بأعضاء حركة "مجهولين ضد الانقلاب" و"كتائب المقاومة الشعبية" لتنفيذ جرائمهم في عدة مناطق.
ضبط أحد المتهمين
وكشفت تحقيقات النيابة التي أجريت برئاسة المستشار محمد بدوي، رئيس نيابة أوسيم أن الخلية كشف عنها عندما ألقت أجهزة الأمن القبض على أحد أعضائها، بعدما اشتبهت في "توك توك" يستقله شخصان وبسؤالهما عن سبب توقفهما في ساعة متأخرة من الليل ارتبك أحدهما، وبتفتيشه عثر معه على سلاح آلى وذخائر وجراكن بنزين، واعترف المتهم أنه كان متوجها لحرق كشك كهرباء بقرية برطس في اوسيم، فألقى القبض عليه وعلي سائق التوك توك.
اعترافات المتهم
وبمناقشة المتهم اعترف بانضمامه لخلية إرهابية نفذت عدة جرائم تخريبية بنطاق أوسيم وخارجها واستمرت تحقيقات النيابة معه قرابة 15 ساعة متواصلة أدلي فيها المتهم "ياسر" باعترافات تفصيلية لجرائمه حيث اعترف بوضع قنابل هيكلية أمام شركة كهرباء أوسيم ومجلس مدينة أوسيم.
وأضاف أن الأسلحة والذخيرة والبنزين تحصل عليها من المتهم الرئيسي في الخلية ويدعي "عمرو سمكة" والذي يصنع المتفجرات بنفسه.
الجرائم
وأوضح المتهم ياسر في اعترافاته أنهم ارتكبوا جرائم قطع طريق البراجيل بالأسلحة وحرق بنك دبي الوطني بشارع الهرم وحرق بوكس شرطة بشارع السودان وزرع قنبلة أسفل كوبري فيصل وإطلاق الرصاص على تمركز أمني بشارع أحمد عرابي بالمهندسين، وقال ياسر أيضا إنه زرع قنبلة مجلس المدينة فيما زرع "سمكة" قنبلة أمام شركة الكهرباء.
وقال المتهم "محمد" سائق التوك توك إنه لم يشترك في أي وقائع معهم ولكنه علم أثناء التوجه مع ياسر بنيته في حرق كشك كهرباء وأرشد ياسر عن 6 متهمين من أعضاء الخلية.
ضبط باقى المتهمين
وعقب ذلك ألقى القبض على اثنين منهم الممول لعمليات الخلية والذي أنكر صلته بالجرائم التي نسبت إليه ثم نجحت قوات الأمن في القبض على متهم آخر ثم ألقي القبض على متهم آخر تبين أنه اشترك في تفجير منزل المستشار فتحي البيومي والذي تبين أنه طالب أزهري، اعترف أنه كان على علم بكافة الوقائع التي ارتكبها المتهمون وأنهم عرضوا عليه المشاركة ولكنه اكتفي بالاشتراك في المسيرات حتى اشترك معهم في زرع قنبلة أمام منزل المستشار فتحي البيومي.
ألتراس نهضاوى
وشرح المتهم الطالب الأزهري طريقة تجنيد باقي أعضاء الخلية وأحد القيادات بمنطقة الجيزة والذي لاحظ مشاركتهم باستمرار في المسيرات حتى فض اعتصام رابعة فضمهم إلى "ألتراس نهضاوي" حيث حدد دور كل منهم فمنهم من يؤمن المسيرة ومنهم من يحمل الأسلحة لإطلاق النار على القوات ثم بعد ذلك ينتقل العضو منهم إلى مرحلة أخرى بحرق المنشآت الحكومية ثم أخيرا بتنفيذ عمليات التفجير حيث يرتدون ملابس أقنعة سوداء ويحملون الأسلحة كما يمدهم تحالف دعم الشرعية بدراجات بخارية ماركة "باجاج" لتنفيذ جرائمهم.
وحول واقعة تفجير منزل المستشار فتحي البيومي، قال المتهم: إنه حضر عملية إعداد المتفجرات في منزل المتهم الأخير الذي ضبط أمس ثم تلقوا تعليمات من خارج مصر من شخص يدعي "عمرو. ج" 40 سنة باستهداف منزل المستشار البيومي حيث تحركوا وبرفقتهم "سمكة" ونفذوا عملية التفجير بعد ساعات من حكم براءة العادلي.
ومن بين الوقائع التي ارتكبها المتهمون إطلاق "سمكة" الرصاص على مركز شرطة أوسيم منذ قرابة شهر وتفجير قنابل بجراج سيارات مركز أوسيم وإتلاف مقهي وتحطيم مركز شباب أثناء مسيرة وإطلاق الرصاص على أمين شرطة في مسيرة وإصابته، ومحاولة زرع قنبلة أمام شركة كهرباء أوسيم في احتفالات الذكري الرابعة لثورة 25 يناير.
وكان اللواء محمود فاروق، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة تلقى إخطارا بضبط "أحمد.خ" 19 سنة- أحد المتهمين بزرع قنبلة أمام مجلس مدينة أوسيم وأخري أمام شركة الكهرباء بإحدي القري وبمواجهته أقر بانتمائه للإخوان وأحيل إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيقات.
وأبطل خبراء المفرقعات بالجيزة مفعول عبوة ناسفة عثر عليها بجوار مستشفى أوسيم بعد إبلاغ الأهالي بالعثور على جسم غريب بجوار سور المستشفي، وتبين أنها عبوة هيكلية عبارة عن 3 قطع خشبية موصولة بعدد من أسلاك الكهرباء.
تفجير منزل قاض
وتبين من التحقيقات أن الخلية استهدفت منزل المستشار فتحي البيومي، عضو اليمين بهيئة المحكمة التي أصدرت حكما ببراءة اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق حيث زرعوا قنبلة أمام منزله وفجروها عن بعد مما أسفر عن تحطم واجهات المنزل بالكامل وتهشم زجاج النوافذ وخلع الباب الحديدي للمنزل فضلا عن تطاير النوافذ الحديدية من مكانها، وذلك انتقاما من الحكم الذي أصدرته المحكمة ببراءة حبيب العادلي.
وفور وقوع الانفجار انتقل إلى موقع الحادث عدد من قيادات مديرية أمن الجيزة، وفرضوا كردونا أمنيا حول المنزل لحين وصول فريق النيابة العامة وخبراء الأدلة الجنائية لإجراء المعاينة التصويرية وكشفت التحريات الأولية التي أجرتها الأجهزة الأمنية بالجيزة أن العبوة وضعت على باب العقار الذي يقطن به المستشار عقب هدوء حركة المارة بالشارع وقرابة الساعة الثانية فجرا انفجرت العبوة التي تبين انها معدة للتفجير عن بعد بتوصيلها بهاتف محمول وهو ما أحدث حالة من الذعر بين أهالي المنطقة لشدة الانفجار.
المعاينة
وانتقل المستشار أحمد البقلي المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة الكلية لإجراء المعاينة التصويرية لموقع التفجير ورافقه خلال المعاينة المستشار محمد بدوي رئيس نيابة أوسيم ومحمد هاني مدير النيابة.
وأشارت المعاينة الأولية إلى أن القنبلة شديدة الانفجار وتم تفجيرها عن بعد عن طريق هاتف محمول ووضعت أمام باب المنزل مباشرة.
وأضافت المعاينة أن الانفجار كان مداه قويا حيث أدي إلى تطاير الباب الحديدي وتحطيمه بالكامل فضلا عن خلع حديد النوافذ وأنه امتد إلى الطابق الثاني حيث تبين تحطمت واجهة العقار بأكمله.
وكشفت المعاينة عن أن العقار مكون من 3 طوابق وتحطمت نوافذه الزجاجية بالكامل وتلاحظ أثناء المعاينة وجود آثار ما يشبه ثقوب في جدران العقار مما يرجح احتواء القنبلة على بلي خرطوش أو قطع حديدية صغيرة أحدثت ما يشبه إطلاق النار كما تركت القنبلة آثار حفر في الأرض نتيجة الانفجار، فيما رفع خبراء الأدلة الجنائية آثار الانفجار على المنزل بعد فحص نوع المادة المضبوطة وكذلك بيان محتوى القنبلة ومكوناتها.
وتبين وجود كلمات على الجدران الخارجية للمنزل تضمنت "دي هدية براءة العادلي.. انتظر القادم"، ورفعت صور لها من قبل الأدلة الجنائية.
وطلبت النيابة تحريات الأمن الوطني حول الواقعة كما طلبت تحريات المباحث الجنائية حول هوية الجناة وسبب ارتكابهم للواقعة وتقدم المستشار فتحي البيومي بمذكرة إلى النيابة أدلي فيها بأقواله حيث إن القانون يمنع استدعاءه بشخصه أمام النيابة لتمتعه بحصانة القضاء.
ومازالت تحقيقات النيابة مستمرة مع أعضاء الخلية حيث صدر قرار بضبط وإحضار 7 متهمين آخرين.